لا مكان للتشاؤم والإحباط عند الحديث الملكي حول قدرة الأردنيين على التقدم
مرايا – شؤون سياسية – أجمع سياسيون أمس؛ على أن جلالة الملك عبد الله الثاني أطلق رسائل تستشرف المستقبل، عبر متابعته الحثيثة لما يجري على الساحة المحلية من أحداث، تؤكد قدرة الأردن على الوقوف في وجه التحديات الداخلية والخارجية.
وأكدوا أن الرسائل، التي جاءت بحديث جلالة الملك خلال لقائه الأحد الماضي بكتاب صحفيين، كانت حاسمة على صعيد الجدية بالإصلاح والحرص على الديمقراطية، وزراعة الأمل في نفوس الشعب.
وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال السابق سميح المعايطة؛ قال إن جلالة الملك في لقائه كتابا وصحفيين مؤخرا؛ وجه رسائل واضحة وحاسمة إلى الأردنيين، تفيد بأنه يتابع وعلى نحو حثيث، ما يدور في الشارع، ويتلمس همومهم، ويعمل على زرع “الأمل” ويبعد “الإحباط عنهم”.
وأضاف المعايطة ان الملك قدم في حديثه إجابات لأسئلة، تدور في الشارع، بينها قانون الانتخاب والإصلاح السياسي والحرص على الديمقراطية، والدافعية نحو العمل، وقدرتنا على حماية حدودنا، وضرورة مغادرة منطقة التردد دون التقليل من شأن الأردن.
ولفت إلى أن الملك قال في مضامين حديثه إن “الإصلاح ليس مؤجلا أو غائبا، فهو في بلادنا على الدوام لجهة تعظيم الإنجازات والبناء عليها”، مبينا أن الملك كان حازما وجازما في عدد من القضايا، وعلى رأسها الديمقراطية، وأن الشعب جاهز لها، داعيا الأحزاب لتنظيم أنفسها لتكون فاعلة في الديمقراطية.
من جانبه؛ قال وزير التعليم العالي السابق عادل الطويسي إن “جلالة الملك دائم التفاؤل بالمستقبل”، داعيا الأحزاب إلى تلقف إشارات الملك، وأن تلتحم مع الشعب، الذي قال عنه جلالته إنه “جاهز للديمقراطية”.
ولفت الطويسي؛ إلى أن الملك شدد على أن الأردن تجاوز مرحلة القرارات الصعبة، وبالتالي فإن البلد بحاجة لكل من يشمر ويشتغل بشجاعة وصدق، لإن بناء الأوطان لا يكون بـ”التردد”، داعيا إلى “التقاط رسائل الملك بكل إخلاص”، لإن فيها خريطة طريق المستقبل.
أمين عمان السابق عقل بلتاجي أكد ضرورة أن يتحلى الأردنيون بالأمل والعزيمة، وأن يتلقفوا رسائل الملك التي قال عنها، إنها تأتي في وقت مهم، وفي ظل حالة من التشويش المتعمد على بلدنا، داعيا المسؤولين إلى مغادرة منطقتي التردد والخوف، والتعامل بواقعية وحرفية مع مقتضيات الحالة الأردنية التي تشير إلى أننا نسير بعزم وعزيمة قيادتنا إلى الأمام.
المحلل السياسي حمادة فراعنة، قال إنه يجب أن نلحظ أن العام 2018 سجل لقاءات عديدة متواصلة لجلالة الملك مع صناع الرأي العام، بدأت بلقائه مع الكتاب وتواصلت مع رؤساء مجالس المحافظات وقادة النقابات المهنية، وأعتقد بأنها ستتواصل مع رؤساء البلديات والجامعات وغيرهم من قادة الرأي.
وأضاف فراعنه؛ في هذا السياق كان اللقاء الأخير مع كتاب وصحفيين في سياق هذا البرنامج، الذي يسير في اتجاهين؛ الأول يفضي إلى أن صناع الرأي العام الأردني يسمعون رؤى جلالة الملك وتطلعاته، والثاني، أن جلالته يستمع لقادة الرأي العام الأردني وما يعبرون عنه من أحاسيس من مخاطر وتحديات تواجه المجتمع.
وأضاف إنه من على هذه الأرضية، وعلى هذه الخلفية من التواصل المباشر بين رأس الدولة والكتاب، يمكنني القول إن الحوار كان في اتجاهين؛ لذلك عبر الملك عن فحوى رؤاه التفاؤلية تجاه العام الجديد، بخاصة نحو الانفتاح على سورية والعراق، وفي هذا السياق، تأتي زيارة رئيس الوزراء عمر الرزاز إلى العراق الأسبوع المقبل.
وبحسب فراعنة؛ فإن الملك أكد أن مكانة الأردن دوليا واقليميا تشعره بالطمأنينة، بخاصة نجاحه في اختراق الحواجز والمعوقات التي تواجه المملكة في علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا واليابان ودول الخليج.
ولفت فراعنة إلى أن الملك داخليا؛ صب اهتمامه على محورين أساسين؛ هما السياسي والاقتصادي. وفي السياسي، ابدى اهتماما بقانون الانتخاب وأعطى توجيهات للحكومة بفتح الحوار مع الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني، والفاعليات المختلفة لبلورة وصياغة تعديلات تشمل عددا من بنوده، وكذلك القوانين الناظمة للحياة العامة بهذا الاتجاه.
أما في الملف الاقتصادي؛ فأكد فراعنة أن الملك دعا لتوسيع حجم الاستثمارات، وإزالة المعوقات التي تعترض هذا الاهتمام، وعبر عن ارتياحه لحجم السياحة العربية والدولية في الأردن، ما يدلل على أهمية هذا العنوان “السياحة” إلى جانب العناوين الجاذبة نحو الأردن.
الغد