مرايا – فجرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية قنبلة جديدة تتعلق بالرئيس الأميركي، وتعود إلى خريف العام 1968 حين تلقى الشاب دونالد ترامب تشخيصا طبيا يفيد بأنه يعاني من انتفاخ عظمي في كعبيه، أدى لاحقا إلى إعفائه من الخدمة العسكرية إبان حرب فيتنام.

وعلى مدى 50 عاما ظلت تفاصيل كيفية إعفاء ترامب من الخدمة العسكرية، وهوية الطبيب الذي شخص مرضه أمرا مخفيا، إلى درجة أن ترامب نفسه كان يقول أثناء حملته في الانتخابات الرئاسية إنه لا يذكر اسم الطبيب الذي وقع على الوثائق الطبية.

لكن هذا الأمر بات متاحا الآن، فقد تبين أن طبيب العظام لاري برونستاين، الذي توفي عام 2017، استأجر مقرا لعيادته في مبنى بمنطقة “كوينز” في نيويورك، وكان والد ترامب، فريد، يمتلك ذلك المبنى.

وتزامنت تلك المعلومات بشأن العيادة في منطقة كوينز مع تلميح بأن الطبيب برونستاين منح هذا “التشخيص الطبي” بدافع المجاملة لوالد ترامب.

وتقول إلزا برونستاين، ابنة الطبيب البالغة من العمر 56 عاما، إن والدها لطالما تحدث عن كيفية مساعدته لترامب الشاب إبان حرب فيتنام كخدمة لوالده، وهو ما تؤكده شقيقتها شارون كيسل (53 عاما).

ومضمون حديث إلزا وشارون أن الشاب ترامب لم يكن يعاني من أي مرض في قدميه يعفيه من أداء الخدمة العسكرية، إذ تقول إلزا “أعرف أنها كانت مجاملة.. لكن هل فحصه حقا أم لا فهذا ما لا أعرفه”.

وأوضحت إلزا أن والدها كان يتصل بوالد ترامب عندما كانت تحدث أي مشكلة في المبنى، الذي كان يسارع إلى حلها، مضيفة “هذا هو الجميل الصغير الذي حصل عليه”.

غير أنه لم يعثر على أي دليل مادي يؤكد هذه الأقوال، إذ قالت إلزا وشقيقتها إن والدهما لم يحتفظ بأي سجلات مرضية، وأن الطبيب الذي اشترى العيادة لاحقا قال إنه لا يعرف عن أي شيء عن أي وثيقة تتعلق بدونالد ترامب.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية فإن الرئيس ترامب يواصل تغيير روايته عما حدث بشأن الخدمة العسكرية، ومن بينها أنه استفاد من إدراج “نظام القرعة” أو “اليانصيب” في اختيار أولئك الذين سيلتحقون بالخدمة العسكرية.

غير أن الصحيفة تدحض رواية ترامب بهذا الشأن، وتشير إلى أن نظام القرعة دخل في العام 1969، وأن ترامب كان يجب أن يلتحق بالخدمة في العام 1968، وأوضحت أن هذا يعني أن ترامب الشاب نجح في الحصول على إعفاء من الخدمة لمدة عام على الأقل، قبل اعتماد نظام القرعة.

وبحسب السجلات الرسمية في أكتوبر 1968 فإن دونالد ترامب حصل على تصنيف “1 واي”، مما يعني إعفاء طبي مؤقت، وبالتالي فإنه يمكن استدعاؤه للخدمة في حالات الطوارئ الوطنية، أو في حال إعلان رسمي عن حرب، وهو ما لم يحدث خلال حرب فيتنام، لكن الوضع تغير عام 1972، إلى “4 أف”، ويعني “عدم أهلية دائم للخدمة”.

وتصر إلزا برونستاين على أن كل أفراد العائلة كانوا على علم “بالفضل الذي أداه والدها” لعائلة ترامب، ومنحه الشاب دونالد التشخيص الذي وفر له الإعفاء من الخدمة.

الجدير بالذكر أنه كان يتم استدعاء كل الشباب في سن الخدمة، ويتم فحصهم من قبل لجنة طبية، وهذه اللجنة هي التي تحدد من يتم إعفاؤهم، أو أولئك الذين سيلتحقون بالخدمة.

ولكن قبل تحويلهم إلى الفحص الطبي كان يطلب ممن يعانون من أمراض أن يقدموا توصيات طبية، ثم تتم دراستها قبل إصدار قرار نهائي بشأنها.