مرايا – شؤون اردنية – رغم انخفاض درجات الحرارة، وتأثر المملكة بمنخفض جوي بارد… كان لبائع مظلات (شماسي) الفضل نوعًا ما في إطالة ساعات الاعتصام، الذي نفذه حراكيون يوم الخميس الماضي في إحدى الساحات القريبة من منطقة الدوار الرابع، حيث مقر رئاسة الوزراء.
الاعتصام الذي أطلق عليه الحراكيون “مش ساكتين”.. استمر حتى الساعة التاسعة مساء، وذلك بفضل بائع “الشماسي”، رغم أن درجات الحرارة قاربت الصفر، ناهيك عن غزارة الأمطار والتي تأثرت بها معظم مناطق المملكة.
بائع “الشماسي” كان يبيع “الشمسية” الواحدة بدينارين للمعتصمين، ما مكنهم من مواصلة اعتصامهم حتى التاسعة مساء.. في احتجاج على القرارات الحكومية، وفي ذات الوقت في تحد لبرودة الطقس، التي تعاند رغبتهم بالتظاهر والاحتجاج.
وبعد مضي أكثر من ساعة على بدء الاعتصام، حضر ذلك “الشخص” إلى موقع الحدث، وأصبح ينادي بأعلى صوته ثمن “الشمسية الواحدة بدينارين، ومن غير ضريبة”… في إشارة إلى قانون ضريبة الدخل لسنة 2018 الذي تم إقراره مؤخرًا، والذي يطالب الحراكيون بإلغائه أو على الأقل تعديله، كونه يثقل كاهل الطبقات المتوسطة والفقيرة” بحسب المحتجين.
ثمن “الشمسية”، والذي يعتبر معقولًا، وخصوصًا في ظل هطل الأمطار بغزارة، لاقى استحسان المشاركين في الاعتصام، الذين لفت انتباههم أيضا اختيار بائع الشماسي لشعار تسويقي لتجارته “بدون ضريبة”.
وكان لافتا تدافع حراكيين على البائع وبضاعته، وهم يعبرون عن شكرهم له على هذه الخطوة، حيث بدأوا بشراء “شمسيات” تمكنهم من الوقوف في ساحة الاعتصام، والتي هي عبارة عن موقف للمركبات مقابل مستشفى الأردن، والذي بدأ الحراكيون يستخدمونه مساء كل خميس، كمقر لاعتصامهم.
الحراكيون لجأوا لبائع “الشماسي”، فأسعارها رمزية “تساوي ثمن الواحدة منها ثمن علبة سجائر”، حسب أحد المشاركين في الاعتصام.. وذلك بعد أن ابتلت ملابسهم وأغطية رؤوسهم من غزارة الأمطار، الأمر الذي دفعهم لشراء المظلات لتحميهم من الأمطار، وتمكنهم من مواصلة الاعتصام الذي يطالب، إضافة إلى إلغاء قانون ضريبة الدخل، إلغاء قانون الجرائم الإلكترونية ومحاربة الفساد والفاسدين والإفراج عن معتقلي الحراك.
ولم يأبه الحراكيون بنوعية “الشمسية” أو جودة صناعتها، طالما أنها ستساعدهم على الصمود تحت غزارة الأمطار، وهم يرددون الهتافات ويحملون يافطات تطالب برحيل حكومة عمر الرزاز وحل مجلس النواب.
وكان مراقبون وحراكيون، توقعوا “عدم” حضور عدد كبير للمشاركة بالاعتصام الخميس الفائت، جرءا قساوة الظروف الجوية، فيما اعتبر عضو لجنة المتابعة للحراك أيمن صندوقة “أن شخصا شارك باعتصام الخميس يساوي مشاركة ألف رجل، في مثل هذه الظروف الجوية”.
وكان تأثير المنخفض الجوي واضحا على عدد الحضور الذين لم يصل إلى 300 مشارك ومشاركة.