مرايا – قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن الأردن حريص على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، ونثمن عالياً دعمها للأردن.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن الأردن سيستمر مع أمريكا من أجل تحقيق السلام الشامل على أساس حل الدولتين.
وتابع الصفدي: “بحثنا الترتيبات بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، وبخاصة منطقة التنف بما يضمن أمن حدودنا ويعالج قضية الرقبان، والحل بالنسبة لدينا يمكن في عودة النازحين إلى بلداتهم”.
وأشار الصفدي خلال المؤتمر إلى أن الأردن لديه مشكلة مع سياسة إيران التوسعية.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الملك عبد الله قوّى دور الأردن في المنطقة، مثمّنا زيارة رئيس الوزراء عمر الرزاز ووزير الخارجية أيمن الصفدي إلى العراق.
ووصف بومبيو استدعاء الأردن سابقا للسفير الإيراني بـ “الرائع” ويؤكد تدخل إيران في السيادة الأردنية الداخلية.
وأضاف: “التحالف لمواجهة إيران فعال ونأمل أن يكون أكثر فعالية غداً، وهذا الأمر يتطلب تجمعاً لمواجهة طهران وخطرها يشكل على الأردن ودول المنطقة، ولن يؤثر انسحابنا من سوريا على محاربة داعش والضغط على إيران”.
وتالياً النص الكامل لحديث الصفدي خلال المؤتمر الصحفي:
أود بداية أن أرحب بمعالي وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية مايك بومبيو في المملكة الأردنية الهاشمية.
مايك، أهلا وسهلا بك في عمان، في هذه الزيارة التي تأتي في توقيت مهم، وأتاحت لنا حوارا معمقا حول عديد قضايا إقليمية محورية لجهودنا المشتركة لتحقيق الاستقرار والسلام والرخاء في الأوسط.
أجريت ومعالي الوزير محادثات مثمرة حول تعزيز شراكتنا التاريخية. علاقاتنا الثنائية وتعاوننا الاقتصادي والتجاري والدفاعي والأمني في أفضل مستوياتها، ونحن حريصون على تعزيز هذا التعاون. الولايات المتحدة صديق وحليف نثمن عاليا دعمها للمملكة. وأسهم هذا الدعم، خصوصا برنامج المساعدات الممتد على مدى خمس سنوات، والأول الذي أقرته إدارة الرئيس ترمب، بشكل كبير في مساعدتنا على مواجهة التحديات الإقتصادية، وفي مواجهة تحدي استضافة مليون وثلاثمائة ألف شقيق سوري. معالي الوزير لكم خالص الشكر.
كان للصراع الفلسطينيي الإسرائيلي مساحة واسعة في محادثاتنا اليوم. فحل هذا الصراع متطلب رئيس لتحقيق السلام الشامل الذي ننشد جميعا. الجمود في الجهود السلمية خطير، ولا بد من إيجاد أفاق سياسية للحل. لذلك ستستمر المملكة في العمل مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام الشامل والدائم الذي يشكل حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وفي إطار علاقات إقليمية طبيعية وفق مبادرة السلام العربية، سبيله الوحيد.
بحثت ومعالي الوزير أيضا جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. تحدثنا بشكل معمق حول التنسيق المستقبلي في ضوء قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. وسنستمر، بشكل ثنائي وعبر المجموعة المصغرة، بالتشاور حول كيفية إحراز تقدم نحو حل سياسي على أساس القرار 2254, حلٍ يحفظ وحدة سوريا واستقلاليتها، ويقبله السوريون، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ويؤدي إلى مغادرة جميع القوات الأجنبية منها، ويتيح عودة اللاجئين.
وفي ضوء قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا، بحثنا مستقبل منطقة التنف، بهدف ضمان ترتيبات تحقق أمن حدودنا، وتعالج قضية تجمع الركبان. وموقفنا هو أن حل هذه القضية يكمن في عودة قاطني الركبان إلى المناطق التي جاؤوا منها في وطنهم. ونعتقد أن حوارا أردنيا أميركيا روسيا ضروري لتحقيق هذه الأهداف.
هزيمة داعش الكاملة هو هدف مشترك لنا. حقق التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة إنجازات كبيرة في دحر هذا الشر. ووقف الأردن والولايات المتحدة جنبا إلى جنب في محاربة الإرهاب. وسنقوي هذه الشراكة.
وقد أكد جلالة الملك عبدالله الثاني الحاجة لنهج شمولي لهزيمة الإرهاب وظلاميته التي لا تنتمي إلى قيمنا الإنسانية المشتركةـ ولا علاقة لها بديننا الإسلامي الحنيف وقيم السلام واحترام الآخر التي يحمل. وسنبقى ملتزمون هذه الإستراتجية.
معالي الصديق،
نتطلع إلى استمرار عملنا المشترك شركاء وحلفاء، في سعينا نحو هدفنا بناء شرق أوسط خال من الأزمات, مليء بالفرص، حيث يعم السلام والتعاون، وحيث تقوم العلاقات الإقليمية وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، والقوانين والأعراف الدولية.
مرة أخرى، يسعدني أن أرحب بك في الأردن وتفضل، لك الحديث.