مرايا – فیما تلتئم في عمان الیوم قمة أردنیة مصریة، شھدت العاصمة على مدى الأیام القلیلة الماضیة وما تزال نشاطا سیاسیا ودبلوماسیا بارزا، في ظل توالي الزیارات والمباحثات لمسؤولین ووزراء عرب وأجانب، كان آخرھا زیارة وزراء الخارجیة الامیركي مایك بومبیو، والیمني خالد الیماني، والفرنسي جان ایف لودریان، الذي یبدأ الیوم زیارتھ الرسمیة للمملكة.
ومن المرتقب الیوم أن تعقد في عمان قمة أردنیة مصریة، على إثر الزیارة المتوقعة للرئیسلمصري عبد الفتاح السیسي إلى المملكة، ولقائھ جلالة الملك عبد الله الثاني، حیث من المتوقع أن تتناول القمة التعاون الثنائي وتطورات مختلف قضایا المنطقة والإقلیم، وتنسیق الجھود الأردنیة المصریة تجاھھا.
وكان المتحدث باسم الرئاسة المصریة السفیر بسام راضي أعلن أن الرئیس السیسي، سیلتقي الیوم الأحد بجلالة الملك عبدالله الثاني، وان مباحثات الزعیمین ”تتناول تطورات الأوضاع والقضایا الإقلیمیة، وعلى رأسھا الأوضاع في الأراضي الفلسطینیة، فضلاً عن بحث الجھود الرامیة للتوصل لتسویات سیاسیة للأزمات القائمة، بما یساھم في استعادة الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة“.
في سیاق قریب، یعقد الیوم وزیر الخارجیة وشؤون المغتربین أیمن الصفدي ونظیره الفرنسي لودریان في عمان جلسة مباحثات، لتراكم الدبلوماسیة الأردنیة العمل والجھد لتجنب تداعیات الازمات الاقلیمیة وایجاد حلول لھا.
وتركز مباحثات الصفدي ونظیره الفرنسي لودریان الیوم على الجھود المستھدفة إطلاق تحرك عملي فاعل لحل الصراع الفلسطیني الاسرائیلي على أساس حل الدولتین، وفقاً لقرارات الشرعیة الدولیة، والتوصل لحل سیاسي للأزمة السوریة، وقضایا إقلیمیة ودولیة أخرى ذات اھتمام مشترك.
فیما بحث الصفدي أمس مع أمین سر اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة صائب عریقات سبل التحرك المشترك بالتنسیق مع الدول العربیة من أجل كسر الجمود بالعملیة السلمیة ومواجھة الإجراءات الإسرائیلیة الأحادیة التي تقوض حل الدولتین.
وأكد عریقات تثمین القیادة الفلسطینیة لدعم الأردن للشرعیة الفلسطینیة وللجھود الأردنیة التي یقودھا جلالة الملك عبدالله الثاني لدعم الشعب الفلسطیني وحقھ بالحریة والدولة على ترابه الوطني ولجھود الملك الوصي على المقدسات الإسلامیة والمسیحیة في القدس لحمایة ھذه المقدسات.
إلى ذلك، شھدت زیارة وزیر الخارجیة الأمیركي مایك بومبیو لعمان الأسبوع الماضي،
مباحثات حول جھود التوصل لحل الأزمة السوریة في ظل قرار الولایات المتحدة سحب قواتھا من سوریة، إضافة إلى مستقبل منطقة التنف ومعالجة قضیة مخیم الركبان للاجئین السوریین، ومواجھة تحدي استضافة ملیون وثلاثمائة ألف سوري، وجھود تحقیق السلام الشامل والدائم في إطار حل الدولتین بین الفلسطینیین والإسرائیلیین، الذي یضمن قیام الدولة الفلسطینیة المستقلة على خطوط الرابع من حزیران (یونیو) 1967 وعاصمتھا القدس الشرقیة.
وبحكم استضافھ المملكة لمقر البعثة الاممیة للیمن، تلقى الأردن الخمیس الماضي طلبا من
المبعوث الخاص للیمن لعقد اجتماع محدد في العاصمة عمان، إذ أكد وزیر الخارجیة أیمن
الصفدي خلال لقائھ نظیره الیمني خالد الیماني الخمیس الماضي ان الأردن ”سیدرس ھذا الطلب بما ینسجم مع مواقفھ الواضحة بدعم كل جھد یؤدي إلى حل الازمة الیمنیة وفقا للقرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخلیجیة بما ینھي معاناة الأشقاء ویعید للیمن أمنھ واستقراره“.
وأكد الیماني خلال زیارتھ لعمان ونقلھ لرسالة خطیة من الرئیس الیمني عبد ربھ منصور ھادي إلى جلالة الملك عبدالله الثاني تتعلق بتطورات الملف السیاسي، اكد على أن ”الأردن كان عنصرا مھما وبارزا بقیادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسین، ودائماً إلى جانب أشقائھ بالیمن وكان الدور الأردني في مجلس الأمن خلال عام 2015 دورا محوریاً في صیاغة ما یمكن تسمیتھ الأداة القانونیة الدولیة الأبرز لحل الأزمة الیمنیة ونقصد بذلك القرار 2216، ”
مضیفا أن ”موقفنا وتنسیقنا المشترك مع المملكة سیستمر، المملكة كما قلت ھي العمق الإستراتیجي للیمن وھي العمق الحقیقي ونستمد من ھذه الخبرة وھذا الثراء الكبیر للمملكة في كل الملفات، نستمد منھا القوة والعزیمة لمواصلة السیر لاستعادة الدولة“.