د. منذر حدادين يحاضر في منتدى الفكر العربي حول موارد المياه واستعمالاتها وتداعياتها
د. حدادين: التلازم وثيق بين المياه والطاقة واستيلاد إحداهما بمساعدة الأخرى
د. حدادين: العجز كبير في موازنة الموارد المائية والسكان ولا بد من تعديل الخلل
د. أبوحمور: للأردن دور أساسي في إيجاد الحلول لمشكلات المياه من خلال اختياره مقراً لمرصد المياه والسلام برئاسة سمو الأمير الحسن بن طلال
د. أبوحمور: ضرورة مأسسة العمل لمواجهة تحديات قطاع المياه لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة

 

مرايا – استضاف منتدى الفكر العربي في لقائه، مساء الأحد 13/1/2019، وزير المياه الأسبق والعين أ.د. المهندس منذر حدادين رئيس مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا، في محاضرة حول موضوع “موارد المياه وتداعياتها الطبيعية والاجتماعية والدبلوماسية السياسية وفق استعمالاتها”، تناول فيها أشكال المياه وضروراتها الاجتماعية والاقتصادية، وركز على التداعيات البيئية من حيث تأثرها باستعمالات المياه، وموازنة الخلل بين الموارد المائية والزيادة السكانية، وتعديل الخلل في الإنتاج الغذائي. كما تناول واقع المياه الدولية في منطقة المشرق العربي ومستقبل التوأمة بين المياه والطاقة.

أدار اللقاء وشارك فيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور، الذي نوه في كلمته التقديمية إلى دور الأردن الأساسي في إيجاد الحلول لمشكلات المياه من خلال اختياره مقراً لمرصد المياه والسلام برئاسة سمو الأمير الحسن بن طلال، ودعوة سموه للتعامل مع قضايا قطاع المياه بنظرة شمولية ليتسنى دراسة مشكلات هذا القطاع وتشخيصها، وإيجاد الحلول عبر آليات فعّالة للتعاون الإقليمي.

وقال د. أبوحمور: إن قضايا المياه تحتل رأس أولويات التنمية المستدامة واهتمامات صانعي القرار على المستوى العالمي . وتبرز أهمية هذه القضايا في ضوء تأثر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتغييرات المناخية وانخفاض مستويات المياه الجوفية من جهة، وتداعيات الحروب والنزاعات وما ينتج عنها من أضرار بيئية، وموجات لجوء، وتغييرات ديموغرافية، وزيادة الاستهلاك، وبالتالي أزمات في قطاع المياه تنعكس على السكان والبيئة وإمكانات الإنتاج والاستثمار ومختلف النشاطات الاقتصادية؛ مؤكداً أن مأسسة العمل في مواجهة التحديات تشكل أركاناً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

ومن جهته أوضح أ.د. المهندس منذر حدادين أن موارد المياه تتخذ أشكالاً تتمثل في المياه الزرقاء (السائلة) والشهباء (المعالجة) والخضراء (رطوبة التربة) والفضية (المحلاة) والبيضاء (مياه الثلوج)؛ مشيراً في تناوله للتداعيات الطبيعية إلى التلازم الوثيق بين المياه والطاقة واستيلاد إحداهما بمساعدة الأخرى.

وفي ما يتعلق بالتداعيات الاجتماعية، أشار د. حدادين إلى ضرورة المياه للأغراض المنزلية والبلدية وإلى استيلاد فرص العمل من استعمالها في نشاطات قطاعات الاقتصاد. وفي ذلك تداعيات اقتصادية قوامها إنتاج الغذاء للإنسان والطير والحيوان بالزراعة والغذاء مصدر الطاقة لها، وهي لازمة كمدخل للإنتاج السلعي والخدمي في كافة النشاطات الاقتصادية.

ولخص د. حدادين التداعيات البيئية الملازمة لاستعمالات المياه من حيث تدخل الإنسان في إدارة الموارد المائية واستعمالها، وضرورة حصافة الإدارة البيئية. ثم انتقل إلى الموارد المائية المتاحة للأردن بكافة الأشكال المتوفرة (الزرقاء والخضراء والشهباء)، وقارنها بجموع الناس المعتمدين عليها لمواجهة الأغراض المنزلية والصناعية وإنتاج الغذاء، ليخلص إلى ما وصفه بالعجز الكبير في موازنة الموارد المائية والسكان، كما تناول دور الاعتماد على التجارة الخارجية لمساعدة الأردن على تعديل الخلل في الإنتاج الغذائي، ومن ذلك يتضح التأثير على العجز في الميزان التجاري للمواد الغذائية ودور ذلك في خلل ميزان المدفوعات.

وتحدث المحاضر حول واقع المياه الدولية في المشرق، مشيراً إلى أوضاع دجلة والفرات وروافدهما ونهر العاصي وحوض الأردن ونهر النيل من حيث وجود آليات لإدارة واقتسام المياه المشتركة، وطرح نظرته إزاء احتمال نشوب حروب المياه بسبب النزاع على الاستئثار بالمياه المشتركة واستبعد نشوبها مبيناً أسباب ذلك.

واختتم المحاضر بعرض رؤاه للمستقبل ودور توأمة المياه والطاقة في إيجاد الحلول لمشاكل نقص المياه؛ موضحاً أن ذلك يتم بالتحلية من مياه البحار المفتوحة عندما يتوصل الإنسان إلى اختراع أساليب جديدة لاستيلاد الطاقة الرفيقة بالبيئة والمعقولة التكاليف كالطاقة الممكن استيلادها بالاندماج النووي، أو استيلادها من غاز الهيدروجين.