مرايا – واصلت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين حملتها الدعائية في العاصمة اللبنانية بيروت، ضد التطبيع العربي مع الاحتلال الصهيوني، ونشر المزيد من لوحات تنادي بوقف التطبيع، على طريق وفود القمة الاقتصادية العربية المزمع عقدها غدا الأحد في بيروت.

وقالت الحملة في رسالةٍ أرسلتها لرئيس القمة العربية التنموية والوفود المشاركة فيها، “إن مسؤوليةَ القادة العرب عن الارتقاء بحال الأمّة، والاستجابةِ الصحيحة للتحدِّيات التي تواجهها، خاصةً على صعيد الأمن القومي المرتبط بشكل وثيقٍ بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، يفرض على القادة والمسؤولين تحديدَ الخطر الأعظم الذي يُواجه الأمّة كلَّها، وهو وجود الكيان الصهيوني العدواني الغاصب الاستيطاني العنصري”.

وأضافت: “نعتقد أنه ينبغي علينا جميعًا معرفة أن سعي الكيان الصهيوني إلى اختراقِ المجتمعات العربية، وفرض وجوده عبر بوابة التطبيع بأشكاله المختلفة، هو جزء أساسي ومحوري في الاستراتيجية العدوانية الصهيونية”.

وتابعت الحملة في رسالتها: “ولذا يبذل القادة الصهاينة الجهودَ الكبيرة، ويستخدمون نفوذ حلفائهم الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة لتمرير مسألة التطبيع، الذي يرونه مدخلًا أساسيًا لتحقيق الأمن والمصالح الإسرائيلية وفق المفهوم الذي يتبنّاه الكيان الصهيوني”.

وقالت: “إذا كان بعض العرب يتوهّمون أنَّ السياسات التطبيعية يمكن أن تؤدي إلى تحقيق بعض المكاسب السياسية أو الاقتصادية، فإنَّنا نؤكد لهم أنَّ كلَّ حديث عن تحقيق السلام أو حلّ النزاعات دون أن يقوم ذلك على تحقيق العدالة الشاملة، فإنه حديثُ مُضلِّلٌ ومُخادع، ولن يؤدي إلى تحقيق الأمن والسّلام”.

وتابعت الحملة: “وذلك بدليل تجربةٍ استمرت لأكثر من سبعة عقود من عمر الكيان الصهيوني الغاصب، الذي لم يزددْ عَبْر السّنين إلا عدوانًا ووحشيةً واستهانةً بكل المبادئ والقوانين العادلة التي تتَّفق عليها معظم الإنسانية”.

وقالت الحملة “إن مشكلتنا مع الكيان الصهيوني الغاصب ليست متعلقةً فقط بالأرض التي يحتلها، أو بمعاملته الوحشية لشعبنا، بل هي أيضًا وقبل كل شيء قضيةُ وجوده القائم على العدوان واغتصاب الأرض والحقوق، وعلى الإبادة العرقية والعنصرية”.

وأكدت أن مرور عقود عديدة على تأسيس الكيان “الإسرائيلي” لا يجعل من وجوده أمرًا مشروعًا، كما إنّ القوة التي يتمتع بها بفضل حلفائه لا تُكسِبُ المشروعية لأيّ إجراء يصدر عن هذا الكيان الباطل أصلاً، ولا تبرّر الاعتراف بأي أمرٍ واقع، لأنّ الزمن وحدَه لا يجعل الباطل حقّاً، كما إنّ الضعفَ العابر لا يغيّر الحقَّ الثابت.

وشددت الحملة العالمية للعودة لفلسطين، على أن كل إجراء يؤدي إلى الاعتراف بالاحتلال لأي جزء من فلسطين، أو التسليم بما ترتّب على هذا الاحتلال من إجراءات، أو الإقرار بأي نوع من أنواع الحقوق للصهاينة في فلسطين؛ هو تطبيعٌ مرفوض، يتناقض كليًا مع مصالح الأمّة العربية، ويطعن في نضال وتضحيات وآمال الشعب الفلسطيني.

ودعت الحملة في رسالتها، القادة والمسؤولين العرب إلى تفعيل “قانون مقاطعة إسرائيل” الصادر عن جامعة الدول العربية، وإلى التمسك بثوابت الأمّة، والدفاع عن الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقّه في تحرير كامل أرضه وعاصمتها القدس، والعودة إليها، وتقرير مصيره، دون أي تجزئة لهذه الحقوق أو مساومة عليها.

وطالبت أحرار الأمة وقادتها السياسيين وأهل الفكر والرأي والثقافة فيها، إلى التصريح باعتبار التطبيع مع العدو “الإسرائيلي” جريمةً وخيانةً صريحة وتنكّراً لحقوق الشعب الفلسطيني، وعدواناً على القِيَم الإنسانية، وعلى الشخصية العربية، وعلى مبادئ الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام والمسيحية.