مرايا – في غضون أسبوعين، تبنى الاحتلال الإسرائيلي ثلاث مرات، هجمات على أهداف تقول إنها “إيرانية” في سوريا، مخالفة بذلك نهجها خلال العامين الماضيين، بعدم التعليق على هجمات جوية تنفذها داخل الأراضي السورية.
الإعلانات التي صدرت مرتين عن رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومرة واحدة عن جيش الاحتلال الاسرائيلي، أثارت تساؤلات حول وجود تغيير في سياسة إسرائيل وتكتيكاتها تجاه سوريا.
وفي هذا الصدد، ينفى المتحدث العسكري الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، وجود تغيير في التكتيك الاسرائيلي.
وقال أدرعي في حديث خاص لوكالة الأناضول:” ليس هناك تغيير في التكتيك”.
وأضاف:” هناك فرق بين الحديث عن غارات عسكرية تستهدف مواقع إيرانية داخل سوريا، وبين الهجمات الاسرائيلية التي تتم كرد فعل”.
وأضاف المتحدث العسكري الاسرائيلي:” عندما تتحدث مصادر أجنبية وغيرها عن غارات اسرائيلية هنا وهناك، فإن اسرائيل لا تعلق عليها من قريب أو بعيد”.
وتابع أدرعي مشير الى مهاجمة أهداف إيرانية وسورية في سوريا فجر الإثنين:” ولكن اليوم الفرق هو ان اسرائيل ردت على هجوم ايراني على سيادتها، فضربت أهدافا إيرانية وعسكرية سورية في سوريا وتبنت ذلك، وأعلنت أن هذه الموجة من الضربات جاءت ردا على هذا الهجوم الايراني”.
ويشير أدرعي في حديثه إلى إطلاق صاروخ من سوريا باتجاه الجولان، الأحد، وهو ما اعتبرته “عدوانا” إيرانيا.
وكانت مصادر في الجيش الاسرائيلي قد أعلنت في الأشهر الماضية، تنفيذ مئات الغارات على أهداف إيرانية في سوريا خلال العامين الماضيين.
وفي الغالبية العظمى من الحالات، امتنع الجيش الاسرائيلي عن التعليق على تقارير سورية وغربية عن وقوف إسرائيل خلف هذه الهجمات.
ولكن على نحو غريب، قال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الاسرائيلية في 13 يناير/كانون ثان الجاري:” عملنا بنجاح كبير لصد التموضع العسكري الإيراني في سوريا، وفي هذا السياق هاجم جيش الدفاع مئات المرات أهداف تابعة لإيران ولحزب الله”.
وأضاف في نفس الاجتماع:” خلال الـ36 ساعة الأخيرة فقط، هاجم سلاح الجو مستودعات إيرانية احتوت على أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي، مجموع الهجمات الأخيرة يثبت أننا مصممون أكثر من أي وقت مضى على العمل ضد إيران في سوريا، مثلما وعدناه بالضبط”.
وقالت وسائل إعلام اسرائيلية، بينها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، في حينه إن وزراء في المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية ” الكابينت” انتقدوا إعلان نتنياهو عن المسؤولية عن الهجوم.
ويوم الإثنين، أعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة أهداف لفيلق القدس التابع لإيران وأخرى للجيش السوري في سوريا، ردا على إطلاق قذيفة صاروخية من سوريا باتجاه مرتفعات الجولان صدتها منظومة القبة الحديدية.
وقال أدرعي لوكالة الأناضول:” هي ليست المرة الأولى التي يعلن الجيش الاسرائيلي فيها تبنيه هجمات جوية في سورية، وإنما هي فعليا المرة الثالثة خلال نحو عام”.
وأضاف:” في كل هذه المرات الثلاث، كان هناك عدوان إيراني على اسرائيل ومن ثم رد فعل اسرائيلي على مواقع إيرانية في سوريا، واعلان اسرائيلي رسمي وواضح عن هذا الموضوع”.
وأشار أدرعي إلى أن المرة الأولى، كانت عندما أطلقت إيران طائرة بدون طيار باتجاه شمالي إسرائيل، وقصفنا مطار تي فور (السوري)، وأُسقطت الطائرة (F16 الإسرائيلية) ومن ثم كان ردنا على مواقع سورية “.
وقال:” في المرة الثانية تم إطلاق صواريخ من قبل فيلق القدس في سوريا باتجاه الأراضي الاسرائيلية، حيث تم اعتراض 4 صواريخ من خلال القبة الحديدية فيما سقطت الصواريخ الاخرى داخل الأراضي السورية وردنا كان ضد التموضع الايراني في سوريا بضربات واسعة النطاق “.
وأضاف المتحدث العسكري الاسرائيلي:” المرة الثالثة جرت فجر الاثنين، عندما كان هناك هجوم ايراني على الأراضي الاسرائيلية بصاروخ أطلقته قوة ايرانية بالقرب من دمشق واسرائيل ردت وهي تبنت ذلك وأعلنته رسميا”.
**المعارضة: أسباب انتخابية
ولكن قادة في المعارضة الاسرائيلية، ربطوا ما بين هذه الإعلانات الاسرائيلية وبين الانتخابات الاسرائيلية التي تقرر تبكيرها إلى التاسع من إبريل/ نيسان المقبل.
ومنذ نهاية العام الماضي، يتولى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المنافس الأبرز في الانتخابات، حقيبة الدفاع خلفا للوزير السابق افيغدور ليبرمان.
وفي هذا الصدد، فقد ربط وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق موشيه يعلون ما بين الاعلانات وبين الانتخابات المقبلة.
وكتب يعلون في تغريدة على “تويتر”، يوم الإثنين:” حول الهجوم في سوريا: ما هي فائدة تحمل المسؤولية عن الهجوم في سوريا بصرف النظر عن المكاسب السياسية؟ كل الأمور متعلقة ب 9 أبريل”، في إشارة الى موعد الانتخابات المبكرة.
كما انتقدت وزيرة الخارجية السابقة وزعيمة حزب “الحركة” المعارض تسيبي ليفني الإعلان الرسمي عن تبني الهجمات.
وكتبت ليفني في تغريدة على ” تويتر”، يوم الإثنين:” تهدف سياسة الغموض إلى السماح للجانب الآخر باحتواء ضرباتنا المبررة بدون تعليق، إنهم يعلمون ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ هاﺟﻢ، ﻣﺎذا وﻟﻤﺎذا، وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ نهرول بالحديث، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن اﻟﺮد”.
وحذرت ليفني من أن “البروز”، يمكن أن يؤدي إلى “تدهور خطير”.
وفي انتقاد غير مباشر إلى نتنياهو، قالت ليفني:” الأمن يكون بالأفعال، وليس الكلمات”.