مرايا – اتهم الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالسعي إلى “تسويق” ما يسمى بصفقة القرن لضمان الدعم الأمريكي له والبقاء في العرش.
واعتبر نصر الله، في مقابلة مع قناة “الميادين” اللبنانية جرت اليوم السبت وكسر عبرها صمتا استمر أكثر من شهرين، أنه “لا يمكن القول إن صفقة القرن انتهت ومحمد بن سلمان هو الضلع الأهم فيها”.
وصرح نصر الله بأن “مهمة بن سلمان هي التسويق لصفقة القرن مقابل 50 عاما من البقاء في العرش” السعودي من خلال دعم الولايات المتحدة لسلطته.
وشدد الأمين العام لـ”حزب الله” مع ذلك على أن ولي العهد السعودي “لم يعد يستطيع فعل شيء لصفقة القرن”، موضحا أنه “ليس هناك أي تنظيم فلسطيني يمكن أن يقبل بالصفقة “.
ومنذ توليه السلطة في بلاده بداية العام 2017، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنها تعمل على تنفيذ مبادرة أطلق عليها اسم “صفقة القرن”، التي تقدمت بها بقيادة صهر ومستشار سيد البيت الأبيض، جاريد كوشنير، لحل الصراع المستمر منذ أكثر من 70 عاما بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وعلى الرغم من غياب أي تصريحات رسمية توضح مضمون هذه الخطة وتؤكد دعم السعودية لها، إلا أن تقارير إعلامية كثيرة تحدثت عن تأييد ولي العهد السعودي لهذه المبادرة، لا سيما في ظل تسريبات عن علاقات صداقة وثيقة له مع كوشنير.
بدورها، أعلنت المملكة على لسان مسؤولين كثيرين أنها لن توافق أبدا على التطبيع مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية التي أكدت تمسكها بها مرارا.
وفي السياق ذاته؛ اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، أن الانفتاح العربي تجاه سوريا وزيارة رئيس السودان، عمر البشير، لها يأتي بقرار السعودية لاحتواء خطر تركيا بعد خروج واشنطن من المنطقة.
وقال نصر الله إن “الانفتاح الأخير” لبعض الدول العربية باتجاه سوريا سببه قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من هذه البلاد، وذلك بعد جلسة تقييم في أبو ظبي لم يكشف مزيد من المعلومات حولها.
وشدد على أن “زيارة الرئيس السوداني لدمشق حصلت بضوء أخضر سعودي”، مشيرا إلى أن قرارات ترامب “أخافت السعودية والإمارات اللتين اعتبرتا أن تركيا هي الخطر الأكبر وليس إيران”.
وذكر نصر الله أنه تم بعد ذلك “نقل رسالة لدمشق” جاء فيها إن على الحكومة السورية أن “تطلب بنفسها العودة إلى جامعة الدول العربية”، مضيفا: “لكن دمشق أبلغتهم بأن من أخرجها من جامعة الدول العربية عليه بنفسه إعادتها”.
وأفاد الأمين العام لـ”حزب الله” بأن “هناك مسؤولين عرب كبارا بينهم أمنيون زاروا سوريا” مؤخراً، إلا أنه أردف: “لا يمكنني الكشف عن هويتهم”.
وشدد على أن هدف جولة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى المنطقة كان يكمن في “طمأنة دولها بعد إحباطها من قرارات ترامب”.
وأعلنت الولايات المتحدة في 19 ديسمبر الماضي عن بدء انسحاب قواتها من سوريا بقرار من ترامب الذي اعتبر أن بلاده دحرت تنظيم “داعش” في الأراضي السورية ولا حاجة الآن لاستمرار وجودها هناك.
ومنذ أواسط الشهر ذاته اتخذت بعض الدول العربية خطوات لتطبيع العلاقات مع السلطات السورية بقيادة الرئيس، بشار الأسد، تزامنا مع تعالي الأصوات الداعية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، المنظمة التي تم حرمان الحكومة السورية من العضوية فيها عام 2011 بعد نشوب الأزمة العسكرية السياسية التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
ومن أبرز هذه التطورات الزيارة الأولى لزعيم عربي إلى العاصمة السورية منذ 2011، والتي قام بها الرئيس السوداني، الذي التقى في دمشق نظيره الأسد، وإعلان الإمارات والبحرين عودة العمل في سفارتيهما لدى سوريا، مع كشف دول أخرى بينها الأردن والعراق عن جهودها لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، الأمر الذي عارضته بشدة قطر التي تمر بأزمة سياسية حادة مع السعودية وحلفائها.