مرايا – قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالناصر أبو البصل إن اعتقال سلطات الإحتلال لرئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب، فجر الأحد، جاء إثر زيارة المجلس لباب الرحمة الذي يعتبر جزءاً من المسجد الأقصى.

ونوه إلى أن الحكومة أعادت تشكيل المجلس مؤخراً، فيما تولى الشيخ سلهب رئاسته بالإضافة إلى مجموعة من الذوات المقدسية المعروفة، قائلاً :”إنه تم زيادة عدد أعضاء المجلس لتوحيد الكلمة والإستفادة من خبرات الجميع”.

وقال، في حديث لبرنامج “هذا المساء” عبر “التلفزيون الأردني” ويقدمه الزميل حازم الرحاحلة، إن سلطة الإحتلال أرسلت رسالة عقب تشكيل المجلس تمثلت بإعتقال الشيخ سلهب ونائب مدير أوقاف القدس ومدير التعليم الشرعي الدكتور ناجح بكيرات.

وأكد الوزير، أن الجهود الأردنية تكللت بالإفراج عن الشيخ سلهب والدكتور بكيرات.

وقال إن مجلس أوقاف القدس انعقد في باب الرحمة وقت إعتقال الشيخ سلهب وتم أخذ قرارات مهمة، ومنها بحث وضع برنامج لصيانة لباب الرحمة، بالإضافة إلى تعيين إمام ثابت لمصلى باب الرحمة.

وأشار الوزير، إلى أن الأردن يقف على الدوام لجانب القدس، والشيخ سلهب شخصية رسمية تمثل الأردن كرئيس لمجلس أوقاف القدس، ولن يمر أمر اعتقاله دون الغاء قرار الإبعاد المتخذ بحقه من قبل سلطات الإحتلال؛ “كونه أمر مرفوض ويمنع أحد أبناء المدينة عن ممارسة عمله”.

وأثنى الوزير، على دور مجلس أوقاف القدس الذي بدأ عمله بالمسجد بقوة، قائلاً: ” إن باب الرحمة وقفٌ مملوكي، وله حمايته كسائر الأوقاف المحمية والتي تقوم الأوقاف الأردنية وأوقاف القدس والمجلس بخدمتها من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات”.

وقال إن فتح باب الرحمة بدأ بأمرٍ ايجابيٍ قويٍ، والبرنامج لباب الرحمة أن يكون مفتوحاً للمصلين، وهذا ما ستتمخض عنه قرارات مجلس أوقاف القدس.

وأشار إلى أنه سيصار إلى نقل مكتب وقفية تكون مفتوحة للدوام، وكرسي الإمام الغزالي (وقفية الملك عبدالله الثاني) ستكون في باب الرحمة.

وأكد أن الدور الأردني في القدس، يتأتى من واجبٍ شرعيٍ يتطلب من العالم العربي والإسلامي الوقوف مع الأردن في أداء دوره تجاه “الأقصى”.

بدوره قال رئيس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبدالعظيم سلهب، عبر اتصال هاتفي من القدس، إن جهود المملكة الأردنية الهاشمية، بتوجيه من جلالة الملك لا ينكرها أحد.

وأضاف أن الجهود الأردنية دوماً هي السند بالدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وتوفير الحماية للمسجد وللعاملين فيه، خاصة وأن تصرفات سلطات الإحتلال تناقض كل الأعراف.

وبين أنه طُلب لسلطات الإحتلال إثر فتح باب مُصلى الرحمة الجمعة الماضية، والذي جاء قرار فتحه نظراً لإكتظاظ المسجد بالمصلين، وأن فتح الباب جاء لتجنيب المسجد الأقصى اقتحاماً من قبل قوات الإحتلال والعبث بمقدراته.

وأكد أن فتح الباب حافظ على دماء الشباب في ضوء هذا الإكتظاظ والعدد الكبير من قبل قوات الإحتلال، “ولن يسمح بإراقة قطرة دم برحاب المسجد الأقصى طالما من الممكن تجنب ذلك”.

وقال إن سلطات الإحتلال سلمته أمراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى، فيما رفض التوقيع على أمر الإبعاد، معبراً عن أمله أن يفضي التدخل الأردني لوقف قرار ابعاده.

بدوره، قال نائب مدير أوقاف القدس مدير التعليم الشرعي الدكتور ناجح بكيرات إن الدور الأردني الهاشمي بالوقفة مع القدس ليس بجديد على الأردن.

وأضاف، خلال اتصال هاتفي من القدس، أنه ثبت أنه لا يوجد قرار بإغلاق باب الرحمة، وهو من صلاحيات أوقاف القدس، وذلك من خلال قرار قضائي من قبل سلطات الإحتلال.

وأكد أنه “لولا الدعم الأردني ودعم جلالة الملك، لن نستطع أن نخوض هذه المواجهة في اعادة فتح باب الرحمة إلى ما كان عليه، وهذا دورٌ لا يمكن أن يُنسى، ويأتي إلى مصاف المشاريع الهاشمية التي شملت جوانب المسجد الأقصى كافة”.

وأشار إلى أن “الأوقاف” أبدت استعدادها أيضاً، لدعم حلقات العلم ومسابقة لحفظ القرآن الكريم وتجويده، وبتنسيق بين وزارة الأوقاف والديوان الملكي.

وقال إن مشروع الدفاع عن المسجد الأقصى مرتبط بالأمتين العربية والإسلامية ويحتاج أن تلتف الأمة خلف القيادة الهاشمية، وتدرك أن ما قامت به الأردن هو دور متقدم ويشكر عليه.

وأشار إلى أن توغل الإحتلال اليوم، وسعيه لأن يسرق الدور الأردني يُحتم الإلتفاف حول القيادة الهاشمية والدور الأردني لأنه يعبر عن وحدة القرار والقيادة والفهم والرؤية.

كما بين المدير التنفيذي المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لاعمار المسجد الاقصى وصفي الكيلاني، أن الأردن تدخل العام الماضي أكثر من (20) مرة لإعادة موظفين بينهم عمال نظافة وسدنة وسواهم.

وأكد أن التدخل الأردني مباشر وسريع على الدوام ترجمة للوصاية الهاشمية، حيث تنتفض الدولة الأردنية على الدوام لإيقاف أي قرار من قبل سلطات الإحتلال يمس بموظفي القدس.

وقال إنه وبتوجيهات جلالة الملك يوجد حوالي (1000) موظف في أوقاف القدس، وباتت حياتهم مرتبطة بأوقاف القدس.

ونوه إلى أن سمو الأمير غازي بن محمد عام 2013م، وخلال زيارته للمسجد الأقصى، صلى في زوايا الحرم كافة، وأطال المكوث في باب الرحمة، ووضع حجر الأساس لكرسي دراسات فكر الإمام الغزالي.

وأشار إلى أن سلطات الإحتلال، لاحقاً، منعت أستاذ الكرسي مصطفى أبوصوي وتلاميذه من ممارسة دوره وذلك بذريعة وجود أمر بإغلاقة، بما يشير إلى أن الهاشميين تنبهوا باكراً لباب الرحمة كجزءٍ من المسجد الأقصى.

وأكد على أن الإعمارات الهاشمية متواصلة منذ عام 1917م، صانت المسجد الأقصى حتى اليوم، ومنذ (102) عامٍ.

وشدد على أهمية الإعمار الأخير الذي قام به جلالة الملك عبدالله الثاني ، والذي تمثل بإعادة المنبر وترميم فسيفساء المسجد الأقصى والمصلى القِبلي، بالإضافة إلى (20) مشروع يجري تنفيذها بالأقصى.

ونوه إلى أهمية تشكيل مجلس أوقاف القدس بتوحيد كلمة المقدسيين بأطيافهم كافة، لتجاوز ما يحدث على الساحة السياسية الفلسطينية.

وأكد أن المجلس يقف وراء وصاية جلالة الملك، واستكمال الإعمار الهاشمي بالأقصى.