مرايا – عاش عشاق نادي برشلونة مسلسلا طويلا ودراماتيكيا صيف عام 2017، عندما ضجت وسائل الإعلام بشائعات رحيل النجم البرازيلي نيمار عن البارسا، من أجل الانضمام لباريس سان جيرمان الفرنسي.
وما كان مجرد إشاعات تحول في غضون أيام إلى حقيقة، وانتقل نيمار إلى الفريق الباريسي، مقابل 222 مليون يورو، في صفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم حتى الآن، لتنتهي بذلك آخر حلقات مسلسل نيمار في برشلونة، ويتحول النجم البرازيلي في عيون جماهير “البلوغرانا”، من فتى محبوب ومدلل إلى “خائن وعبيد للمال”، قبل أن تنساه وتتناساه الجماهير الكتالونية وتطوي صفحته إلى الأبد.
بعد قضائه عامين في باريس، وفشله في الفوز بجائزة الكرة الذهبية (تمنح لأفضل لاعب في العالم)، وهي الحجة التي تذرع بها نيمار للرحيل عن برشلونة، معتقدا واهيا أن تتويجه بالجائزة في صفوف برشلونة أمر شبه مستحيل، ما دام يلعب في ظل وتحت عباءة نجم الفريق الأول، الأرجنتيني ليونيل ميسي، سخرت جماهير “البلوغرانا” من النجم البرازيلي عقب خروج فريقه من ثمن نهائي دوري الأبطال، بنشر عبارة “نيمار أراد الخروج من ظل ميسي، فأصابته لعنة الخروج من التشامبيونز ليغ”.
الفوز بجائزة الكرة الذهبية يقتضي من نيمار قيادة فريقه للتتويج بمسابقة دوري الأبطال، في المواسم التي لا تقام فيها البطولات القارية والدولية للمنتخبات (مثل كأس العالم، وكأس أوروبا، وكوبا أمريكا)، لكن هداف منتخب “السيليساو”، الذي تذوق حلاوة الفوز بالكأس ذات الأذنين عام 2015 مع برشلونة بفضل تألق ميسي، فشل فشلا ذريعا في رفع الكأس الأوروبية في أول موسمين له مع الفريق الباريسي، بل ولم يتجرأ حتى على الاقتراب منها، إذ لم يتجاوز سان جيرمان دور الـ16، وكأن رغبة الخروج من ظل ميسي تحولت إلى “لعنة” الخروج مبكرا من دوري الأبطال.
فقد ودع رفاق نيمار “التشامبيونز ليغ” في الموسم الماضي من ثمن النهائي، بعد الخسارة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب (2-5) أمام ريال مدريد، الذي توج لاحقا باللقب، قبل أن يخرج الفريق مجددا هذا الموسم من الدور ذاته، ولكن بشكل دراماتيكي وحزين، حيث فرط الفريق في تقدمه على مانشستر يونايتد ذهابا (2-0)، وخسر إيابا على أرضه (3-1)، أمام أنظار نيمار، الذي لم يشارك في المباراة بسبب الإصابة، واكتفى بمتابعة فريقه من المدرجات وهو يتهاوى.
وظهر نيمار بعد نهاية اللقاء متأثرا وحزينا وكأن لسان حاله يقول “ليتني بقيت في ظل ميسي.. ليت ذاك المسلسل لم ينته”.
وربما ستزيد أوجاع وأحزان نيمار بعد غد، إذا نجح برشلونة في تجاوز عقبة ليون في ثمن نهائي دوري الأبطال، في طريقه للتتويج بالكأس للمرة الأولى منذ 2015، ولكن من دون نيمار هذه المرة.