تخوفات من تسارع خطوات تنفيذها
تكهنات بجولات ملكية شعبية لتعزيز الصمود الرسمي
تغذية شعبية تؤكد احتمال الصعب لافشال الصفقة
مرايا – عمر كلاب
تعكف مرجعيات سياسية اردنية وفلسطينة على متابعة كل همسة تصدر عن قيادات صهيونية حيال مشروع ما يسمى بصفقة القرن , بعد ان اكدت اكثر من تسريبة عربية واجنبية اكتمال حلقاتها النهائية بحسم رأي غريب حيال ملف القدس , قائم على فكرة السيادة والرعاية , حيث تكون السيادة على القدس صهيونية بالكامل مع بقاء الرعاية الهاشمية على المقدسات , وسبق لمصادر سعودية ان المحت الى مثل هذا الرأي , الذي حظي بقبول خليجي ومصري .
المصادر تؤكد ان ردود الفعل الفلسطينية بدأت بإقالة رامي الحمد الله من رئاسة الوزراء وتكليف الفتحاوي محمد اشتية , وهو المحسوب على المسار السياسي في حركة فتح والذي ادار معظم ملفات التفاوض الاقتصادي , مما يؤكد ان المسار الذي تعرضه واشنطن قاب قوسين او ادنى من التطبيق , حيث ترى واشنطن ان المسار الاقتصاي هو الذي سيحقق النجاح للصفقة بعد حسم ملف القدس على ارضية السيادة والرعاية مع منح السلطة الفلسطينية مساحات محيطة بالقدس .
اردنيا ما زالت زيارة الملك الى واشنطن قيد التكتيم الاعلامي , رغم الاشارات السياسية المرافقة للزيارة ووصفها بأنها الزيارة الاكثر اهمية من حيث دلالة التوقيت ودلالة التشكيل الجديد للكونجرس الامريكي الذي يصفه الرئيس الامريكي بانه معاد للكيان الصهيوني , حيث نجح الحزب الديمقراطي في تحقيق الاغلبية في مجلس النواب الامريكي , ويسعى الملك من خلال زيارته القائمة الى تحقيق تواصل مع الاعضاء الجدد وشرح الصورة السياسية لمخاطر صفقة القرن بشكلها الحالي وتحقيق ضغط على ادارة ترامب التي ما زالت تمارس ضغوطها على الاردن .
مصادر سياسية عتيقة لا تستبعد ان يقوم الملك بجولات ميدانية شعبية يكشف خلالها حجم الضغوط السياسية الواقعة على الاردن للدخول في صفقة القرن وقبول ثنائية السيادة والرعاية , وتتهم سلطات الاحتلال الصهيوني الاردن بتعطيل هذا المسار بل وجهت اتهامات مباشرة للملك عبدالله بانه يقف خلف فتح مصلى باب الرحمة واسناد المقدسيين في مواجهتهم لقرارات المحاكم الصهيونية واصرارهم على فتح المصلى رغم التحذيرات التي نقلها رئيس الشاباك الصهيوني في زيارته للعاصمة عمان الاسبوع الماضي .
المصادر العتيقة تؤكد نجاح خطوة الجولات الميدانية ولقاءات الملك لكل التكوينات العشائرية والشعبية على غرار الخطوة التي قام بها الراحل الحسين اثناء الحصار والدعوة للدخول في مسار التسوية , حيث نجح الملك الحسين رحمه الله في استنهاض الهمة الشعبية الاردنية والفلسطينية للوقوف امام المشاريع المطروحة والتسويات السياسية المفروضة , وترى المصادر ان الرد الشعبي هو الذي سيحسم ويلجم المشاريع الامريكية القادمة وهو الذي يمنح الوضع الداخلي المتانة والصلابة المطلوبة .
الاردن حتى اللحظة ناجح في التصدي والصمود رغم كل المضايقات والضغوطات وثمة رسائل شعبية تؤكد بأن الصمود قائم وسيتعزز طالما بقي الموقف الرسمي مناهضا لصفقة القرن .