مرايا – قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنّ خطة السلام التي عمل عليها مستشار وصهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، قد تعلن عقب الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل المقبل، دون أن يكون هناك تأكيد رسمي حتى من كبير الدبلوماسية الأمريكية مايك بومبيو الذي قال أمام لجنة الكونغرس أمس الأربعاء عندما سئل عن الأمر: “اعتقد أنه يمكننا القول في أقل من 20 عاماً”.
وأضافت الصحيفة في مقال لـ “كارلوس بريا”، أن هذا التصريح من قبل بومبيو وإن كان مزاحاً، لكنه سلط الضوء على حقيقة “مؤسفة” وهي أن “خطة السلام التي علق عليها البعض أماله لتضع نهاية لأعقد الصراعات في الشرق الأوسط، ربما لن تكون سوى سراب”.
وتابع الكاتب: “لقد اعتقد الرئيس دونالد ترامب أن إدارته قادرة على أن تجد طريقة لحل النزاع في الشرق الأوسط، وهي الخطة التي عرفت باسم صفقة القرن، وكان هذا الاعتقاد عنده حتى قبل توليه منصب الرئاسة، وكان يعتقد أن كوشنر قادر على وضع خطة لحل النزاع.
وفي يناير 2017، قال ترامب لصحيفة “التايمز” البريطانية: إنّ “كوشنر سيقود عملية السلام في الشرق الأوسط”، فيما بيّن كوشنر في أغسطس 2017 لصحيفة فلسطينية، إنه سيتم إطلاق خطة السلام الشامل قريباً: “لقد انتهينا تقريباً”.
وبعد عام ونصف العام تقريباً، يبدو أن خطة “كوشنر” للسلام لم تجهز بعد ولم يعلن عنها، وهذا الأسبوع كتب “مايكل ويلنر” في موقع “ماكلاتشي” الأمريكي، أن الخطة مكتملة إلى حد كبير ولكن المتحمل ألا يتم الإعلان عنها إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية في التاسع من أبريل المقبل.
رغم ذلك، وحتى في حال تم إعلان خطة السلام التي وعد بها كوشنر، إلا أن المراقبين يعتقدون أنه لا يجب التعويل عليها ، فلقد حذر “شالوك ليبنر” زميل المجلس الأطلسي الذي سبق له أن عمل في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لمدة 20 عاماً من التعويل على تلك الخطة، معرباً في مقال له بمجلة “بولتيك”، عن اعتقاده بأن كوشنر يحلم “مثل أحلام دون كيشوت” في إشارة لرواية تتحدث عن صراع مع الخيال.
سعي كوشنر لإحلال السلام في الشرق الأوسط ليس جديداً فلقد سبقه لذلك الكثير من الحالمين، غير أن عملية السلام لاتزال تحتضر على حد كبير حتى قبل تولي ترامب منصبه في أعقاب انهيار عملية استمرت تسعة أشهر قادتها إدارة أوباما عام 2014.
ولكن لماذا نفترض أن كوشنر سيفشل هو الآخر في مسعاه؟ يتساءل الكاتب ويجيب قائلاً: “مع تأثر مفاوضات السلام في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة بمناقشات اتفاقات أوسلو منذ ربع قرن، تأمل إدارة ترامب على الأقل في تنشيط العملية، يقول بومبيو “أعتقد أن لدينا بعض الأفكار الجديدة والحديثة والمختلفة”.
نعم قد تكون لدى إدارة ترامب بعض الأفكار الجديدة، ولكن بالتأكيد أن هذا الاختلاف وهذه الأفكار الجديدة لا يعني بالضرورة أنها أفضل مما سبق.
ولفت الكاتب إلى أن كوشنر قد بدأ حياته رجل عمل وتجارة، وهو يأمل في أن تدفع الحوافز الاقتصادية وحدها الفلسطينيين لتقديم تنازلات، حيث تشير بعض التقارير إنه سوف يسعى للمقايضة من خلال إضافة أراض للضفة الغربية.
وفي الشهر الماضي، قال كوشنر لقناة “سكاي نيوز” العربية، إنّ خطته ستركز على قضايا الحدود، في حين أشار كتاب صدر مؤخراً للصحفي “فيك وارد” إلى أن كوشنر سيركز على التغييرات الحدودية بحيث تضم الأردن الأراضي الفلسطينية وحصوله على أراض من السعودية أيضاً في حين يحصل السعوديين على جزيرتين من مصر في البحر الأحمر.
غير أن إدارة ترامب نأت بنفسها عن تلك الخطة وقالت إنها لا أساس لها من الصحة بعد موجة انتقادات واسعة تعرضت لها.
الأكثر قلقاً من وجهة نظر المراقبين، ليس الشائعات الجامحة حول تفاصيلها، وإنما ما قامت به إدارة ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض، من خطوات تبدو متواصلة ومصممة من أجل الضغط على الفلسطينيين ومعاقبتهم، بحسب الكاتب.
هذه الإجراءات أشار إليها “ديفيد إي برايس”، في سؤاله لبومبيو الأربعاء الماضي، عندما تحدث عن نقل السفارة الأمريكية للقدس وإغلاق المكتب السياسي الفلسطيني في واشنطن والقنصلية الأمريكية في القدس والتي تخدم الضفة الغربية، وتخفيض التمويل الأمريكي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة “الأنروا”.
وتساءل برايس: “هل يمكن أن تخبرني كيف من الممكن أن تنجح في ظل هذه الإجراءات؟ لقد أعلن الفلسطينيون رفضهم مقابلة أي مسؤول أمريكي عقب هذه الخطوات التي اتخذتها واشنطن”.
ويرى الكاتب أنّ اعتراف ترامب بسيادة “إسرائيل” على هضبة الجولان السورية التي احتلت في حرب 1967، زاد من تعقيد الأمر ، فيبدو أن هذا القرار الذي اتخذه ترامب بهدف تعزيز حظوظ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات سيكون له تأثير سلبي على خطة كوشنر