مرايا – اية قمق

انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة تأخر سن الزواج في الأردن خاصة وبالوطن العربي عامة، ويعود ذلك لعدة من الأسباب منها غلاء المهر وتكاليف الزواج من تجهيزات البيت ومصاريف حفل الزواج، بنسبة 42٪ لكن الذين يلحون على إتمام نصف دينهم من الشباب لبناء عش الزوجية بالرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة يلجأون الشباب لطرق بديلة لأساسيات الزواج منها الذهب كعادة متعارف عليها في طقوس الزواج الشرقي وجدوا بديلاً لأسعار الذهب الخيالية مما دفع الشباب بإستبدال الذهب الحقيقي بما يعرف بالذهب الروسي الذي يشبه معدن الذهب لكنه ليس ذهباً حقيقياً، إنما هو تقليد للذهب ويمتاز برخص ثمنه والتفنن في موديلاته التي أصبحت يقبل عليها أيضاً ميسورو الحال.

لجوء الناس للبديل ما دام أن هذا البديل لا يفرق عن الأصل هو مهرب من مطب اجتماعي كبير، وهو مباح ما دام أن الغاية تبرر الوسيلة. هذه القاعدة هي حل لمشكلات اجتماعية كبيرة تواجه الناس عموماً في ظل الضغوطات المادية والظروف المعيشية الصعبة التي تعصف بالكثيرين، ولعل أبرز هذه المظاهر الاجتماعية هي حفلات الزفاف التي يتطلع إليها أصحابها على إنها مظهر اجتماعي بحت لبروز الفخامة والمثالية والتفرد، ومع انتشار ظاهرة الذهب الروسي أصبح الحل موجوداً ومتاحاً ما دام أن سعره أقل بكثير من الذهب المحلي يبدأ سعر الطقم المقلد 18 دينار ويبقى الفارق السعري هو تعزيز لإمكانيات كمالية المظاهر الإحتفالية للعروسين، إما داخل قاعة العرس أو للتباهي بقضاء شهر عسل في بلد غير مدرج على قائمة البلدان الإعتيادية التي يلجأ اليها معظم الناس، وإن كان الكثيرون محرومين منها أو لإدخار مبلغ للعروس لتأمينها من عثرات الزمن.

قام موقع ( مرايا ) في عمل جولة ميدانية في وسط البلد وخصوصاُ سوق الصاغة الذي يعرف بأنه تلجأ إليه العرايس حين تبدأ الفتاة بالتجهيز للعرس.
بين إيهاب سكهجها وهو صاحب محال ذهب حقيقي: “، بين أن الذهب الروسي ليس له صلة تماماً في الذهب الحقيقي وهو عبارة عن إكسسوار من معدن (النيكل) وهو مادة لونها صفراء براقة، مثله كمثل أي معدن يشترى ولا يباع، حتى أن معادن عديدة لها قيمة على خلافه كالحديد والنحاس.

وأشار سكجها إلى أن الذهب الروسي ليس ذهباً وإنما هو مجرد إكسسوار، وتسميته بالذهب تسمية جداً خاطئة جداً لأنه لا يمت للذهب لا من قريب ولا حتى من بعيد، وخلف الذهب الروسي مشاكل اجتماعية كثيرة بين الناس وخاصة عند المبالغة بسعر البيع من قبل التاجر، فبعض السيدات عند شرائها لهذا الإكسسوار بسعر كبير فإنها تعتقد أنه بإمكانها إعادة بيعه بسعر عالي وهذا خطأ كبير لأنه مجرد إكسسوار يشترى ولا يباع.
وبالرغم من ارتفاع أسعار الذهب الكثير من الفتيات لا تتنازل عن شراء شبكتها وتبدأ سعر الشبكة من ألف دينار وهي عبارة عن خاتم وحلق وسنسال وإسوارة، وفي بعض الأحيان يختلف الأزواج على الفاتورة بأنها ستكون في اسم من لكن هذا ليس عائق أمام البيع، وهناك فتيات يشترون ذهب بكامل مهرهم فهو أمان للفتاة أكثر من تجهيزات المنزل والملابس، وتكثر حركة شراء الذهب من شهر حزيران إلى أيلول “.

أما السيدة فتوح محمد قالت : ” الزواج ليس غش وأنا أرفض تماماً أن الفتاة تقبل الزواج في ذهب روسي الشرع حدد لها المهر ومن ضمنها الشبكة ( عهدة ) ويجب أن يكون من الذهب الحقيقي الخالص وليس كل لون أصفر يلمع يكون ذهباً”.

أما صاحب محال الذهب الروسي حافظ باكير قال : ” الذهب الروسي موجود منذ حوالي 15 سنة بالأسواق منذ ارتفاع أسعار الذهب المتكررة وانتشر تعويضاَ للذهب الأصفر الحقيقي في ظل ارتفاع أسعاره المتزايدة “.

وبين باكير : ” أن الذهب الروسي مطلي وهو مقلد تماماً للذهب الأصلي وله عدة موديلات، ولجأ إليه الناس بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار ولتخفيف الأعباء على المقبلين على الزواج، فتكاليف الزواج اليوم باهظة من قاعة وذهب وتجهيز أثاث المنزل، وإذا لم يقدم الشاب الذهب للعروس أمام الناس وذلك بإتفاق مع الأهل، ليكون الذهب الروسي الملاذ الوحيد من ألسنة الناس والأصدقاء.

وأوضح باكير : ” هناك عرسان بعد انتهاء العرس في أسبوع يأتوا للمحال ويشتروا طقم ذهب روسي شبيه بالطقم الذهب الحقيقي ويكونوا قد باعوه يقوم الزوجان بإستبدال الذهب الحقيقي بالذهب لروسي لخداع الأهل والأصدقاء وتقوم العروس بشراء الذهب روسي على شاكلة الذهب الحقيقي وترتديه الزوجة أمام أهلها وأهل زوجها على أساس أنه ذهب حقيقي. وذلك دليل على أن الناس تحب المظاهر الخداعة ويحبون المظاهر.

تبدأ أسعار أطقم الذهب الروسي من ( 18 – 25 ) دينار ولا يقتصر الشراء على محدودي الدخل الجميع يشتريه، دائماً أتذكر جملة زبونة لي تقول ” أن لا أكذب لكن أريد أن أتجمل، فالحياة اليوم صعبة من جميع النواحي والسيدة العربية لا تستغني عن المجواهرات حتى وإن كانت خداعة فهي تحب أن تتزين”.

ليس عيباً
تقول خولة خضر : ” أن إحضار الذهب الأصلي قديماً من قبل الزوج كان شرطاً أساسياً من شروط الزواج، لكن اليوم وفي ظل الظروف الإقتصادية الصعبة يعتبر الذهب الأصلي عبئاً على الشاب المقبل على الزواد خاصة مع ارتفاع أسعار الذهب، وأؤيد شراء الذهب الروسي بإعتباره بديلاً جيداً عن الذهب الأصلي، وهو ليس عيباً وبسعر الذهب الحقيقي يمكن انفاق الزوجين على حاجيات أساسية أهم “.

حالات طلاق
يقول الشاب مأمون معتصم : ” انتشار حالات الطلاق لدينا أكثر من عقود الزواج وعندما يرغب الزوجين في الانفصال لا يهمهم ذهب أو بيت أو مؤخر، فهذه شكليات لا فائدة منها، وكثير من الفتيات يستخدمون الذهب للنصب على الأزواج تكون خرجت من بيت زوجها لأهلها وأخذت معها الذهب، وأمام القاضي تنكر أنها أخذت ذهبها معها فالزوج يتورط بدفع ثمن الذهب مرتين، وهذا ما حصل معي عندما نشأ خلافات مع زوجتي أول شيء أخذته معها الذهب ومن ثم أنكرت، اضطريت لدفع ثمنه، فأنصح المقبلين على الزواج أن لا يعطوا أهمية للذهب ويستبدلوه بالذهب الروسي لتخفيف الأعباء”.

قال رائد الرموني : ” بصراحة أنا مع الزواج بدري ومع أنه الواحد يستقر ويختار شريك حياة مناسب لكن الذي يؤخر الزواج من قبل الشباب هو الوضع الاقتصادي، والفكرة أن الفتاة من حقها أن يكون لها مهر لكن ضمن حدود المنطق، وليش ذنب الفتاة أن تعيش حدث الزواج بشيء ناقص، وصعب اجبار الفتاة أن تقبل بالقليل”.