مرايا – قال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، إن التقدم الملوس والمتسارع في العلاقة بين الأردن والعراق تدفع إلى مواصلة الجهود على طريق تهيئة بيئة مناسبة أمام عجلة الاتفاقيات الموقعة أو تلك التي في طور الاتفاق بين البلدين.
وأضاف الطراونة خلال كلمة له خلال افتتاح الملتقى البرلماني الأردني العراقي والذي يحمل عنوان: “نحو آفاق رحبة للتكامل الاقتصادي”، “المهام أمامنا تحتاج إلى تكاتفٍ وبناء مواقف موحدة، نجسر معها العقبات، ونذلل معها الصعاب، على طريق تحقيق تكامل اقتصادي مأمول، ينعم به الأردنيون والعراقيون”.
وأكد الطراونة على دعم مجلس النواب لأي خطوة على طريق وضع الإمكانات الفنية والإدارية والاقتصادية الأردنية بين يديّ العراقيين.
وتاليا نص كلمة الطراونة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي العربي الهاشمي الأمين
وعلى الأنبياء والمرسلين من قبله
وبعد،
الإخوة في لجنتيّ الاقتصاد والاستثمار في مجلسيّ النواب الأردني والعراقي
السادة ممثلي القطاعين الخاصيّن في كلا البلدين
أصحاب المعالي والسعادة الحضور الكرام
ها نحنُ نقطعُ شوطاً مهماً في الأردن والعراق، على طريق تجذير علاقاتِ بلدينا، خدمةً لشعبينا الشقيقين، وهو الهدف الذي طالما سعت إليه قيادة البلدين، وتجلت تعابيره الصادقة، في الدفع بعلاقات تكاملية خلال زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني إلى بغداد مطلع العام الجاري، ومن قبل زيارة فخامة الرئيس العراقي برهم صالح إلى عمان، إلى أن تتوجت بقمة ثلاثية مع الأشقاء في مصر قبل أيام قليلة.
إن هذا التقدم الملموس والمتسارع في علاقات بلدينا، يدفعنا كبرلمانين، إلى مواصلة الجهود على طريق تهيئة بيئة مناسبة أمام عجلة الاتفاقيات الموقعة أو تلك التي في طور الاتفاق بين الأردن والعراق، فالمهام أمامنا تحتاج إلى تكاتفٍ وبناء مواقف موحدة، نجسر معها العقبات، ونذلل معها الصعاب، على طريق تحقيق تكامل اقتصادي مأمول، ينعم به الأردنيون والعراقيون، وهم الذين طالما تقاسموا الجراح والأفراح، وكانوا على الدوام عنوان العروبة في أسمى معانيها، فكانت بغداد لمّا تئن، تسندها عمان، والحال من بعضه، كانت بغداد صاحبة الفضل ويدُ العطاء الممتدة خيراً لكل أشقائها.
السيدات والسادة الكرام
لقد عانى العراق الشقيق طويلاً من أيادي الآثام الضالة، فكان الإرهاب يضرب بخاصرته، إلا أن تمساكت جبهته الداخلية، وردت كيد المعتدي في نحره، ليعود العراق مُعافاً بعد سنين الجراح التي أصابت الأمة كلها بالوهن والضعف، فكلما كانت أجنحة الأمة في الشام أو بغداد تُضرب، كان الجسد العربي مُنهكاً، فالحمد لله الذي وقى سوريا والعراق شرور الإرهاب، وأحبط كل مخططات الظلام التي سعت في الأمة خراباً وفسادا.
وبعد هذا المشهد، الذي انتصرت فيه إرادة العراقيين، فإننا نجدد التأكيد على أهمية دعم الخطوات الإيجابية التي شهدها العراق، وهو ما أكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني خلال كلمته في أعمال القمة العربية في تونس مؤخراً، فما جرى من نجاح في العملية السياسية وتشكيل الحكومة وتوحد الأطياف العراقية تحت راية العراق الجامعة، يبعث على الدفع باستكمال مسيرة بناء العراق واستعادة مكانه ودوره الطبيعي في أمته العربية.
السيدات والسادة الكرام
لقد تشرفتُ قبل أقل من شهرين بزيارة بغداد بدعوة من أخي معالي رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، حيث التقينا بمختلف المكونات البرلمانية والسياسية والعراقية، ولمستُ بصدق أن أمامنا مستقبلاً يبعث على التفاؤل لجهة تنسيقٍ وتعاون في مختلف المجالات، وما هذا الانفتاح الجديد في العلاقات الأردنية العراقية إلا ثمرةً لجهود قيادتيّ البلدين وتجسيداً حقيقياً لإرادة الشعبين، وما الاتفاقياتُ الاقتصادية التي عاد العمل بها بين حكومتيّ الأردن والعراق؛ إلا شكلاً لعلاقات راسخة وممتدة، ستلمسُ أثرها الأجيال القادمة.
واستكمالاً لهذه الجهود، يأتي انعقاد ملتقاكم هذا، مباركاً هذه الخطوة، داعماً لكل ما تتوصلون إليه، من مخرجات وتوصيات تصب في تحقيق تكامل اقتصادي بين بلدينا، مؤكدين في هذا الإطار أن لدينا في المملكة تجارب اقتصادية وتجارية وطاقات شابة مسلحة بالعلم والمعرفة، ما يؤهلها لتقديم خبراتها للأشقاء العراقيين في شتى الميادين، على طريق إعادة الإعمار.
خاتماً بالتأكيد أن مجلس النواب سيكون داعماً لأي خطوة على طريق وضع الإمكانات الفنية والإدارية والاقتصادية الأردنية بين يديّ الأشقاء العراقيين، هدفاً ومقصداً في مساندتهم نحو استكمال مسيرتهم نحو التنمية والبناء، مجدداً التأكيد أن عمّان وبغداد اللتان تنبضان من قلب واحد، لن يثنيهما عائق، عن تحقيق المُراد في حالة تكاملية تلبي تطلعات قيادتينا وشعبينا وتلبي مصلحة بلدينا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته