مرايا – قال رئيس الإتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة إن المشاركة النيابية الأردنية الكبيرة في الدوحة جاءت بسبب حجم الموضوع الذي طرح والذي حمل عنوان “القدس”.
وبين في حديث لبرنامج “بلا حدود” عبر فضائية “الجزيرة” مساء الأربعاء، أن الاتحاد البرلماني العربي توافق في عمان على تقديم قضية فلسطين.
وأشار إلى أن العلاقات بين الدوحة وعمان مبنية على التشارك الحقيقي، وقال “هناك جالية أردنية تتمتع بكامل حقوقها وفرصها بمشاركة القطريين ببناء الدولة وتشجيع الاستثمار وهناك تدفق استثماري قطري للمملكة”، موضحاً أن “العلاقة الأردنية القطرية لم تكن يوماً سيئاً”.
وعن مقاطعة الدول الأربع للاجتماعات كونها عقدت بقطر قال الطراونة “أكثر من 160 دولة كانت ممثلة في الاجتماعات من بين 180 دولة وهي نسبة عالية ومرتفعة، وبما يخص الدول الشقيقة نأمل أن نكون منصفين لقضايانا”.
وأضاف “يفترض أن تتربع القضية الفلسطينية على الأولويات العربية”، معرباً عن أمنيته بـ”أن نكون مدافعين ومتحدين تجاه القضية الفلسطينية”.
وعن مداخلة رئيس مجلس الشورى السعودي في الاجتماعات التي عُقدت في العاصمة الأردنية عمان حول التطبيع، قال الطراونة إنه لم تكن هناك مصارحة نحو ممانعة رفض التطبيع، وقال “إن الحديث الذي ورد نصاً أننا ضد التطبيع وهذا شعار المؤتمر وهو أن القدس عاصمة لدولة فلسطين وتخضع للإحتلال، وخرجنا بهذا المقترح الذي يعيد الأنفة للقضية الفلسطينية نتيجة للظروف في الدول العربية”.
وعن وجود اعتراض عربي على موقف التطبيع، قال: “رئيس المجلس السعودي لم يطرح أنه ضد أو مع التطبيع بل طلب التريث والأمور واضحة وشعار المؤتمر كان واضحاً وأشكر الدول العربية التي شاركت بالمؤتمر لإعطاء زخم وألق للقضية الفلسطينية”.
والتمس الطراونة العذر لرئيس مجلس الشورى وهو يؤكد “بعض الأقطار لها مرجعياتها السياسية، ونحن نستلهم من جلالة الملك وهو مرجعيتنا، وبعض الدول بحاجة للرجوع الى مراجعياتها (…) والموقف الأردني صلب وجميع الأشقاء العرب يساندونا بموقفنا”.
وحول رده بحدية، قال: “الغاية حسم النقاش بهذا الموضوع ونحن كبرلمانيين نمثل الشعوب، ولم يكن أمامنا خياراً إلا ابراز هذا الموقف”.
وأكد أن الأردن يحمل ملف القدس بجدية كبيرة ولم تفتر عزيمة الملك، وعندما تتراخى بعض الأقطار يضعها الأردن في مكانها الحقيقي، وقال ” الأردن مر بظروف استثنائية”.
وألمح إلى كثرة الاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة من اقتحام للمسجد الأقصى وضم الجولان وتهديد بضم مناطق الضفة الغربية، وقال “هذا لا يبشر الخير”.
وحول ما يؤرق الأردن قال “توحيد الأشقاء الفلسطينيين”، مؤكداً ضرورة “أن نضع الأولوية بالدفاع عن المقدسات (..) هناك صعود لليمين المتطرف وهذا يجعل الأردن قلق على الظروف السياسية”.
وأشار إلى المعاناة الاقتصادية التي يعيشها الأردن منذ سنوات.
وعن مصدر الضغوط التي يتعرض على الأردن، قال الطراونة : ” لا أستطيع توجيه الاتهام لأي دولة عربية، وهناك معطيات على الأرض، والادارة الأمريكية التي تبحث عن التجديد انحازت لمحتل لأرض وهذا لا يبشر بخير، وهناك يمين يبحث عن تحالف مع يمين أكثر، وهناك تشرذم فلسطيني ويجب أن لا نعطي الذريعة بأنهم لا يجدوا مفاوضاً”.
وعن تقليص المساعدات الخليجية، وأنه بسياق الضغط على الأردن، قال: ” إن دول الخليج مجتمعة لم تبخل على الأردن، وما ضغط على عصب الاقتصاد الأردني اغلاق الحدود مع العراق وسوريا، واليوم بصدد العودة التدريجية، ولا نعول أن تعود لسابق عهدها”.
وقال إن الأردن بحاجة لوقفة ولا نقايض على قضية محورية تخص القضية الفلسطينية، وفي ما يخص المساعدات فإن الأردن يقف مع الأشقاء ولم يكن يوماً متخاذلاً عن دوره العربي والاسلامي، وأي تقليص لها يؤثر على دور الأردن، ويجب أن لا نضعها العصاة التي تعطل الدولاب، كنا نتمنى منح الأردن أولوية بالاستثمار لميزته لا لأي ظرف آخر.
وعن تسريبات صفقة القرن، قال “نحن لن نحيد عن ثوابتنا الوطنية ونؤمن ايماناً مطلقاً أن الوصاية الهاشمية موروث تاريخي لا نحيد عنه، ولن تكون الأردن أرضاً بديلة ، الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، ونتبنى القضية الفلسطينية .. وقادرون على حماية وطننا”.
وحول الأدوات التي يمكلها الاردن لمواجهة المخططات، قال: ” الأردن قادر على الوصول الى جميع منابر العالم عندما تكون هناك جهة تريد فرض حلاً، ولا يستطيع أي أحد أن يجبر الأردن وفلسطين على قبول حل، بخاصة عندما تصل الأمور للخطوط الحمراء للقضية الفلسطينية وتوطين الشعب الفلسطيني بالأردن”.
وحول ما تروج له الادارة الأمريكية، قال: ” لغاية الآن نسمع عن صفقة القرن ولكن لا نعرف مسارها الحقيقي ونأمل أن يكون هناك تحشيد عربي وبإرادة حقيقية، ولم يحاول أي قطر عربي تأييد صفقة القرن، ويجب أن نقف بخندق واحد، ونترفع عن خصوماتنا، لا لأي اتفاق يستهدف القضية الفلسطينية”.
وأضاف: ” ما نسمعه من الدول العربية نفس ما يتحدث به الأردن رفض صفقة القرن”، “ونأمل أن لا يكون هناك ترتيبات خفية لتصفية القضية الفلسطينية”.
وعن الوصاية الهاشمية قال الطراونة “هي موروث تاريخي وديني ولن نتازل عنه الأردن، وهي وصاية لجلالة الملك على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وتخص مسلمين ومسيحيين شرقي وغربي نهر، وموقف الأردن واضح لن يسمح لأي كان أن يمس الوصاية بأي طريقة ومصطلح، وهي وصاية هاشمية تخص الملك عبدالله صاحب الوصاية”، وزاد “لم يتغير خطاب الملك ولا خطاب المملكة، والوصاية للهاشميين ولجلالة الملك عبدالله الثاني”.
وتابع رئيس مجلس النواب “الوصاية حققت الكثير، جميع الحراس والخدمات التي تقدم (..)، واليوم الجهد المبذول أردني قد لا يكفي ولا نمع أي كان أن يساعد والمطلوب عربياً حماية المقدسات من خلال علاقاتهم ليؤثروا بكل الأسلحة، فهي مقدسات تخص البشرية”، مشيراً إلى خطورة التحركات نحو يهودية الدولة وانتهاكات المقدسات.
وزاد “يجب دعم ومعاضدة الشعب الفلسطيني، وهذا يحتاج إلى جهد عربي كبير، ويجب وضع القضية بمكانها الحقيقي كقضية أولى”، مؤكداً أن اسرائيل دولة محتلة تتنتهك مواثيق دولية بمساندة الادارة الأمريكية وتسعى لتسفير الشعب الفلسطيني إلى خارج بلده.
وفي رده على سؤال حول وجود ضغوط واستهدافات اسرائيلية في ظل ما اعتبرته الفضائية “موجة من التطبيع”، رفض الطراونة التطبيع في ظل “ظرف استثنائي”، وقال ” نحن بحاجة لتوحيد الصف العربي، بخاصة أن القضية الفلسطينية التي بسببها تولد الاحباط،، فنحن حينما نأتي وندعم المحتل بتطبيع هو أمر نأمل ألا نصل إلى الحدود التي نراها”.
وقال الطراونة “نحن لا نتدخل بشؤون الآخرين واتفاقيات السلام نتاج توصيات عربية، وبالرغم من وجود اتفاقية سلام، فإن الشعب الأردني رافض للتطبيع، وجزء من الفلسطينيين يعيشون بالأردن ويجب أن يتواصلوا مع أهلهم، وليس هناك تطبيعاً شعبياً”.
وأضاف “هناك اتفاقيات وقعت برعاية أمريكية واحترمت هذه الاتفاقيات وهذا يجعل حجة الأردن قوية، أن من وقعنا معهم لا يحترومون الاتفاقية، كان هناك وعد بالقضايا النهائية من القدس واللاجئين .. وانتهكت وهذا يقوي حجة الأردن”.
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية العُماني في منتدى دافوس التي قال إنه يجب تبديد مخاوف الإسرائيليين قال الطراونة “لست بصدد أن أدافع ولكن الأصل تبديد مخاوف الفلسطينين من الاحتلال، الذي يحرق بيوتهم وشباب يستشهدوا على أرضهم وتدمر المنازل لأن أحد أفراد هذه العائلة ينتمي لقاقلة الشهداء هذا الذي بحاجة لحماية”.
وحول نقل سفارة واشنطن إلى القدس قال “لم يتحقق شيء من نقل السفارة الأمريكية للقدس، لا يستطيع أن يلغي التاريخ، مدينة محتلة بمواثيق دولية وتهدى للمحتل”.
وعن الجولان، علق الطراونة “هذا يشعل غضب الشباب العربي والمسلم وأن هناك ادارة منحازة للمحتل ولن يطفىء التطرف بل سيغذيه وستجد طريقة لاستشراء تطرفها”.
وحول اتفاقية الغاز مع شركة نوبل انيرجي قال الطراونة “البرلمان الأردني يصادق على أي اتفاق مع دولة وأخرى، ووضعت هذه الاتفاقية بين شركتين وليس دولتين، وهي شركة لها هيئة وإدارة وموازنة خاصة ولا تخضع لرقابة مجلس النواب، ولكن البرلمان قال كلمته، والآن هي لم تنفذ وتحت الاجراءات، ولم تعرض على مجلس النواب، وما كان يطالب به المجلس أن تعرض على المجلس، ويحق لمجلس النواب القبول أو الرفض”.
وزاد “نحن لا نتعامل كقانون، عبرنا عن وجهة نظرنا وهناك سؤال للمحكمة الدستورية، وقال مجلس النواب كلمته (بالرفض) حتى لو أدى جواب المحكمة الدستورية، وهذه اتفاقية مرفوضة وستكون عرضة للانتقاد الدائم”، معتقدا بوجوب عرضها على النواب “حتى لو كانت بين شركتين، فالخط والانابيب كفيلان بعرضها على البرلمان”.
وأضاف “نحترم قرار المحكمة قانونياً، ولكن مجلس النواب يمثل إرادة الشعب، والبرلمان الجهة الوحيدة الذ يملك الحديث باسم الشعب، وعندما تتمنع الحكومة هناك اجراءات بيد مجلس النواب”.
وحول مطالبات النوب بطرد السفير قال “السفير والسفارة شبه محاصرة، وهناك شعبان على أرض واحدة وجزء منه يعيش على بحاجة للتعامل مع ذويه، والسفارة لا تشكل خطراً على القضية”.
وحول القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية التي عقدت مؤخراً، قال الطروانة “العلاقة مع العراق تتطور وهناك أمور يجب بحثها من تصدير بضائع عراقية من خلال الأردن عبر السويس، وهناك تسهيلات عراقية، وخط نفط للعقبة، توجد علاقة مشتركة بين الدول الثلاث”.
وبين أن الأردن دوماً مع تنويع خيارات بالمنطقة “نقف على مسافة واحدة من الجميع وهذا ما يميز الدبلوماسية الأردنية دون تحفظ”، وفي رده على سؤال حول العلاقات مع ايران قال الطراونة “العلاقة جيدة دائماً التقي مع لاريجاني وحملني سلامه للملك، وهي دولة اسلامية كبيرة لها وجود ولا بد من التشاور معها، وهنالك ملفات لا نستطيع ان نحتكرها كعرب”.
وأمل الطراونة تجميع الدور البرلماني العربي، لأن المنظمات العربية أصبحت متراخية، ولم تعد تلبي طموح الشعوب العربية.
وحول تصنيف الحرس الثوري كمنظمة ارهابية من قبل الولايات المتحدة قال الطراونة “هذا يؤجج ولا يخدم، هذا جيش”، وتابع “لا يجلب الأمن للمنطقة من أراد أن يساهم بتطوير الديمقراطية.. عليهم أن يتفاوضوا لا أن يصدروا أحكام وتعطي التهم للآخرين”.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية قال الطراونة : نحترم دائماً الحلول بأي قطر عربي ولسنا مع التصعيد ونفضل ونرجح أن يكون هناك حوار وثم التنسيق بين الأشقاء لا يمكن حسم معركة لشعب واحد عسكرياً.
وحول الأزمة السورية قال رئيس مجلس النواب “هي دولة مجاورة ورئة للاقتصاد الأردني، وجميع تجارتنا من خلال سوريا لأوروبا، ولا بد أن تعود العلاقة”، وأضاف “هناك مليون ونصف لاجئ سوري في المملكة، والاردن وقف مع الشعب السوري، ونحن مهتمون لأن تكون حدودنا آمنة واجراءات لاعادة التجارة”.
وحول عودة سوريا للجامعة العربية قال الطراونة “هل يستطيعوا حذف سوريا من خارطة الأمة العربية، تختلف مع أنظمة ولا تستطيع الغائها”، فسوريا بلد عربي موجود على الخارطة العربية”.
وحول المشاجرات في مجلس النواب، قال الطراونة إن البرلمان الأردني هو البرلمان الوحيد في العالم الذي يقوم ببث جلساته عبر الشاشات.
وأضاف أن برلمانات عديدة يحدث بها خصومات وتحتد هذه الخصومات، مؤكداً أن هناك برلمانات أخرى تشهد مشاجرات ومناوشات أصعب من التي يشهدها البرلمان الأردني ولكن هذه المناوشات غير مرئية.
وبين أن مجلس النواب يقوم ببث جلساته عبر الشاشات كونه يتعامل بمنتهى الشفافية مع المواطنين وليعرف كل مواطن سلوك ممثله، وليقوم بمحاسبته عبر صناديق الاقتراع.
وبين أن المؤسسات مثل البرلمانات تشهد اختلافا في وجهات النظر عند طرح جميع التشريعات على أعضاء البرلمان.
وأشار إلى أن مجلس النواب الأردني له باع طويل في الدبلوماسية وهو ممثل بلجنتين في البرلمان الدولي ولديه العديد من المشاركات الدبلوماسية في مجالس البرلمانات الأوروبية، مشدداً على أن عمل المجلس المنعقد منذ أكثر من 10 أشهر.