مرايا – لا تزال عمليات إجلاء المئات من سكان مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية نحو مناطق سيطرة النظام السوري مستمرة، عبر معبر “جليغم” بتنسيق وتسوية مع الروس.
يأتي ذلك، إثر اجتماع عقده ممثلون عن روسيا وسوريا، بشخصيات من المخيم، الأسبوع الماضي، للتفاوض حول تفكيك المخيم.
وذكرت مصادر، أن عشرات العائلات غادرت المخيم على دفعات ثلاث، فيما من المنتظر أن تغادر دفعة جديدة اليوم السبت.
وأوضحت أنه من المتوقع أن يصل عدد المدنيين الذين سيغادرون المخيم قرابة 3 آلاف شخص، موضحة أن عدد من غادر حتى الآن 2600 شخص، بينما يستعد 400 شخص للمغادرة يوم السبت.
من جانبه، قال نائب رئيس “هيئة العلاقات العامة والسياسية لمخيم الركبان” شكري الشهاب، “المغادرون للآن يشكلون أقل من 20 في المئة من إجمالي سكان المخيم البالغ عددهم 40 ألف نازح”.
وأضاف، أن “روسيا اعتمدت على استبيان مغلوط أجراه الهلال الأحمر السوري، حيث كان الروس يروجون بأن 80 في المئة من سكان المخيم يرغبون بالمغادرة، لكن قلة الأعداد صدمتهم، وهم يحاولون بشتى الطرق إجلاء أكبر عدد ممكن”.
رفض للعودة
وكانت الهيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم الركبان، قد أعلنت عن رفضها لأي تسوية أو مصالحة تجبر النازحين على العودة إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري.
وأشارت في بيان، إلى خشية سكان المخيم من عمليات انتقامية تنفّذها بحقهم قوات النظام والمليشيات الطائفية الموالية لها، أو عمليات اقتياد للخدمة العسكرية، مطالبا بفتح طريق للنازحين نحو المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في الشمال السوري.
وفي تعليقه على ذلك، قال الشهاب: “للآن، هناك رفض لتوجه سكان المخيم نحو الشمال السوري، غير أن القادم من الأيام قد يكشف عن تبلور جديد في المواقف”، من دون أن يوضح أكثر.
هل بدأ تفكيك المخيم؟
وقال الشهاب: “المغادرون هم من المتقدمين في السن، وكذلك من أصحاب الحالات الصحية الحرجة، بينما لم تسجل حالات لمغادرة الشباب ممن هم في سن التجنيد”، ما يعني بحسب الشهاب أن تفكيك المخيم للآن غير مطروح.
وفي الشأن ذاته، نفى الصحفي خالد العلي، الأنباء التي تشير إلى اتفاق روسي-أمريكي على تفكيك المخيم، نافيا كذلك الأنباء عن عقد اجتماع عسكري بين الجانبين في المخيم.
بدوره، أكد مصدر إغاثي من المخيم، أن “كل المؤشرات تؤكد أن تفكيك المخيم أمر مستبعد، وخصوصا لدى النظر إلى رفض غالبية السكان العودة إلى مناطق النظام”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قد دعا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية أيمن الصفدي في عمان، الأحد، إلى إغلاق مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية.
وأضاف لافروف، أن “معظم النازحين هناك يرغبون بالعودة إلى بيوتهم بالإضافة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية”.
من جانبه، قال الصفدي إن “الحل الأساس والحل الجذري للركبان هو في عودة قاطنيه إلى مناطقهم”. وأكد أن “ظروف التوصل إلى هذا الحل باتت متاحة الآن”.
وأضاف: “نحن في حوار مع روسيا وأميركا حول هذا الموضوع، وهناك اجتماعات ثلاثية تمت، ونتطلع إلى اجتماع ثلاثي مقبل أيضًا من أجل التوافق على حل هذه القضية الإنسانية الكبيرة”.
ومن المقرر أن يستضيف الأردن، في أواخر الشهر الجاري، اجتماعا روسيا أمريكيا لبحث مصير مخيم الركبان، الواقع في منطقة التنف (المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي) التي يسيطر عليها التحالف الدولي. (عربي 21)