مرايا – شارك امس وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي والذي ضم وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد، المنعقد في لوكسمبورغ، حيث بحث الصفدي مع نظرائه الأوروبيين الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

واكد الصفدي في مؤتمر صحفي مشترك مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، وبحضور المفوض الاوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع يوهانس هان ، التزام الأردن بتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والعمل على مجابهة الكثير من التحديات المشتركة.

وأكد الصفدي على أهمية الشراكة الأردنية – الأوروبية وحرص الجهتين على تعزيزها في اطار اتفاقية الشراكة ووثيقة أولويات الشراكة، وأن المملكة تتطلع إلى أوروبا كشريك قوي وموثوق ومستمر في العمل معه من أجل تحقيق النمو الاقتصادي وتحقيق الإصلاح الاقتصادي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أكد الصفدي أن حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية هو شرط تحقيق السلام الشامل في المنطقة. وشدد على موقف الاْردن الثابت أن القدس مفتاح السلام ورفض أي قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل خرقا للقانون الدولي وتقويضا لكل الجهود المستهدفة حل الصراع.

من جانبها قالت موغريني في المؤتمر الصحفي، “أود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر مرة أخرى جلالة الملك عبد الله الثاني والمملكة الأردنية الهاشمية على الدور الخاص كوصي على المواقع المقدسة في القدس”. واكدت موغريني ان هذا الموضوع مهم بشكل خاص للاتحاد الأوروبي، وان الاتحاد يقف إلى جانب الأردن في هذه المسؤولية المهمة التي يتولاها جلالة الملك.كما اكدت ان الاتحاد الاوروبي يشارك الاْردن في مواصلة تقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا)، من الناحيتين السياسية والمالية. كما وجهت شكرها للوزير الصفدي على تفانيه وجهده الموصول في دعم الانروا معتبرةً استمرار عمل الوكالة عاملا حاسما لأمن واستقرار والسلام في المنطقة.

كما ترأس الصفدي وموغيريني، أعمال مجلس الشراكة الأردني مع الاتحاد الأوروبي الثالث عشر والذي شارك به ٢٤ وزير خارجية وممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث يعتبر اجتماع مجلس الشراكة هو أعلى اجتماع رسمي بين الأردن والاتحاد الأوروبي ضمن اتفاقية الشراكة.

وتم بحث عددا من المواضيع المشتركة وسبل تطوير العلاقات الثنائية. وقد وقع الصفدي مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي اتفاقية المشاركة الاطارية بين المملكة والاتحاد الأوروبي والتي تتيح للمملكة التعاون والمشاركة في البعثات المتخصصة للاتحاد الأوروبي في مجال إدارة الأزمات. ويعتبر الأردن أول دولة توقع على هذه الاتفاقية مع الاتحاد من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وتم خلال الاجتماع بحث ومراجعة التطورات على العلاقات الأردنية مع الاتحاد الأوروبي في اطار اتفاقية الشراكة التي دخلت حيز التنفيذ عام 2002، بما فيها الإصلاحات التي انتهجتها المملكة في مختلف المجالات والتعاون الأمني والتجاري والاقتصادي والتعليمي. وتم ابراز الجهود التي تقوم بها المملكة في ارساء الأمن والاستقرار في المنطقة والأعباء التي تتحملها نتيجة استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين وأثرها على مختلف القطاعات. وتم اجراء مراجعة شاملة لأولويات الشراكة مع الاتحاد والبرامج التنموية والمساعدات المقدمة من الاتحاد للمملكة لدعم الاستقرار والنمو.

كما تم مراجعة التزامات الاتحاد الأوروبي في إطار اتفاقية أولويات الشراكة والمتضمنة تقديم منح بقيمة 183.65 مليون يورو خلال العام الحالي لدعم تنفيذ برامج في مجالات الحماية الاجتماعية وتطوير القطاع الخاص ودعم الإبداع لنمو المؤسسات وتوفير فرص التشغيل والتعليم ودعم الشباب والإصلاحات الاقتصادية والإدارة المتكاملة للحدود، بالإضافة إلى مبلغ (71.62) مليون يورو الذي سيوفره الاتحاد مع نهاية العام الحالي كدفعات للخزينة وتمثل دفعات من منح لبرامج قائمة في مجالات التمويل الأصغر والطاقة المتجددة والتعليم والنفايات الصلبة ومهارات التشغيل والاندماج الاجتماعي ودعم سيادة القانون وتطوير القطاع الخاص.

وتم أيضا خلال الاجتماع استعراض المنح المتوقعة من الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية (صندوق مدد) البالغة حوالي 83 مليون يورو لدعم عدد من المشاريع في قطاعي التعليم والصحة.

وتجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان قد وافق على تقديم قرض ميسر ضمن برنامج المساعدة المالية على المستوى الكلي للأردن بقيمة 200 مليون يورو وسيتم صرف الجزء الأخير منه بقيمة 100 مليون يورو خلال الفترة القادمة، وطلب الصفدي من الجانب الأوروبي النظر في تقديم قرض ميسر جديد بقيمة 500 مليون يورو خلال 2019-2020

كما بحث الجانبان نتائج مؤتمر بروكسل الثالث لدعم مستقبل سوريا والمنطقة والتعهدات المالية الصادرة عنه، وثمّن الصفدي استضافة الاتحاد الاوروبي للمؤتمر ودعا الاتحاد ودوله والمجتمع الدولي بشكل عام إلى تحمل مسؤولياته كاملة ازاء تقاسم أعباء اللاجئين ودعم الاردن، مطالباً الدول المانحة بترجمة التعهدات التي أطلقتها في مؤتمر بروكسل على أرض الواقع والتي وصلت قيمتها إلى 7 مليار دولار أمريكي.

وأشار الصفدي إلى أن حجم التمويل لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية للعام 2019 لم يتجاوز (111) مليون دولار أمريكي في حين ان متطلبات الخطة تصل الى حوالي (2.4) مليار دولار أمريكي، مشدداً على أن الأردن وصل إلى أقصى طاقته الاستيعابية من حيث موارده المتاحة، والبنية التحتية المادية والاجتماعية، وقدرة الحكومة على الاستمرار في تقديم الخدمات، لافتاً إلى أنه وبدون الدعم المتواصل من قبل شركائنا الرئيسيين، سيؤثر ذلك سلباً على قدرة المملكة على مواصلة تقديم الخدمات الأساسية للأشقاء السوريين بالإضافة للحفاظ على نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين الأردنيين ودون التأثير على المكتسبات التنموية الوطنية، خاصة وأن أعداد العائدين طوعاً من اللاجئين السوريين منذ افتتاح المعبر الحدودي ما تزال متواضعة جداً.

كما صدر عن اجتماع مجلس الشراكة بيانا صحافيا مشتركا يؤكد على عمق العلاقات الثنائية والمواقف المشتركة حيال القضايا الجوهرية في المنطقة، وتأكيد استمرار دعم الاتحاد الأوروبي للمملكة في مختلف المجالات. وأعاد البيان التأكيد انه لا بديل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧ وإنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة. وأكد الجانبان في البيان على قرار مجلس الأمن رقم ٤٧٨ حول القدس والذي ينص على جملة أمور من بينها؛ نقل البعثات الدبلوماسية الى خارج القدس. كما أعاد البيان التأكيد على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي للاماكن المقدسة في القدس بما في ذلك الوصاية الهاشمية كما وردت في بيان القمة العربية- الاوروبية في شرم الشيخ بتاريخ ٢٤ شباط ٢٠١٩.

وأكد البيان على الدور الهام للاونروا في استقرار وامن المنطقة طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وعبر الجانبان عن الالتزام بالاستمرار بدعم الوكالة سياسيا وماليا.

وابرز البيان المشترك الجهود الأردنية بما فيها استضافة اعداد كبيرة من الاجئين وآثارها على المملكة؛ واعاد الاتحاد الاوروبي تأكيد التزامه بالاستمرار بتقديم الدعم للأردن.

وتجدر الاشارة الى ان مجلس الشراكة يعتبر أعلى لقاء رسمي في اطار اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وخلال أعمال الاجتماع، عقد الصفدي عدد من الاجتماعات الثنائية مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية كل من لوكسمبورغ وهولندا والسويد المانيا واليونان وقبرص، حيث ناقش الصفدي مع نظرائه العلاقات الثنائية واليات تعزيز الشراكة الاقليمية وآخر التطورات وآثارها على دول المنطقة.