115 ألف متبرع / متبرعة بالدم خلال عام 2018
وحدة دم واحدة يمكنها مساعدة وعلاج أكثر من مريض / مريضة
عدم وجود وحدات دم بكميات كافية للفئات الأكثر تأثراً كالنساء الفقيرات يعرض حياتهن للخطر
لا فوارق جسمية بين الرجال والنساء تحول دون التبرع بالدم
43% من النساء في الأردن يعانين من فقر الدم
تضامن : زيادة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم ستشكل علامة فارقة وزيادة كبيرة في وحدات الدم المتوفرة
مرايا – إحتفل العالم قبل أيام باليوم العالمي للتبرع بالدم والذي صادف 14/6/2018، حيث قالت منظمة الصحة العالمية بهذه المناسبة بأن العالم يجمع سنوياً 112.5 مليون تبرع بالدم نصفها في الدول المتقدمة، وأكدت على أن تبرع 1% من السكان في أي دولة يمكن أن يسد الإحتياجات الأساسية من الدم لتلك الدولة، فيما أشارت الى أن 57 دولة تجمع إحتياجاتها من الدم من خلال التبرع وبدون مقابل مادي.
116 ألف متبرع بالدم في الأردن عام 2018
إرتفعت أعداد المتبرعين بالدم الأردنيين من الذكور والإناث في بنوك الدم التابعة لمستشفيات وزارة الصحة الأردنية عام 2018 بنسبة 7.1% مقارنة مع عام 2017، حيث بلغ عدد المتبرعين عام 2018 بحدود 115980 متبرع/ متبرعة، في حين كان عددهم عام 2017 بحدود 108275 متبرع/ متبرعة.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن معدل التبرع بالدم في الأردن الى مجموع السكان الأردنيين تصل الى 1.7% (وتصل الى 1.1% بإحتساب سكان المملكة أردنيين وغير أردنيين)، وهي نسبة تشكل نصف النسبة تقريباً التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية (3% من مجموع السكان) لسد حاجة المستشفيات من الدم في الدول النامية.
وخلال عام 2018، فقد صرفت وزارة الصحة حسبما جاء في تقريرها السنوي لذات العام، ما مجموعه 110988 وحدة دم (500 سم3)، فيما بلغ عدد فحوصات الدم 3891118 فحصاً، ووصل عدد كميات الدم التالفة الى 7499 وحدة.
وتضيف “تضامن” بأن أعلى نسبة تراجع في أعداد المتبرعين كانت في مستشفى الشونة الجنوبية (53.5%) وأعلى نسبة زيادة في مستشفى الأمير حسين بن عبدالله الثاني (24.1%)، وإرتفع عدد المتبرعين في بنك الدم الوطني / عمان بنسبة ضئيلة بلغت 0.3%.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن وحدة دم واحدة يمكنها مساعدة وعلاج أكثر من مريض / مريضة ، من خلال فصل الدم إلى عناصر مختلفة وتزويد المريض / المريضة بالعنصر الدموي الذي يحتاجه / تحتاجه فقط. ويتم فصل نحو (91%) من الدم المجموع في الدول المرتفعة الدخل و(72%) من الدم المجموع في الدول المتوسطة الدخل و(31%) من الدم المجموع في الدول المنخفضة الدخل إلى عناصر دموية.
كما ويتم اللجوء في الدول المرتفعة الدخل إلى عملية نقل الدم أساساً لدعم العلاج الطبي المتقدم والعمليات الجراحية المعقدة كجراحة القلب. أمّا في الدول المنخفضة الدخل فيتم اللجوء إليها في الأغلب لدى التدبير العلاجي لمضاعفات الحمل والملاريا التي تصيب الأطفال ويزيد من حدتها فقر الدم الشديد.
ضعف مشاركة الأردنيات في عمليات التبرع بالدم ولم تتجاوز 9%
ومن حيث جنس المتبرع ، فقد أشارت الأرقام الأممية ذاتها الى أن نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم لم تتجاوز (2%) في التبرعات الطوعية المنتظمة ، وأن هذه النسبة ترتفع عند تنفيذ حملات تبرع ، فقد أشارت دراسة أعدتها مديرية بنك الدم على عينة عشوائية مكونة من (821) متبرع / متبرعة ، أكدت على أن (91%) من النساء الأردنيات لا يتبرعن بدمهن في الحملات العادية ، وأن (76%) منهن لا يتبرعن بدمهن في الحملات التي تنظم داخل الجامعات.
الثقافة المجتمعية وفقر الدم يمنعان الأردنيات من التبرع
وتشدد “تضامن” على أن تدني نسبة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم المنتظمة ومن خلال الحملات مرتبط إرتباطاً مباشراً بالثقافة المجتمعية التي تفرض في كثير من الأحيان هيمنة ذكورية وعدم مساواة في الفرص ، كما أن الكثيرات منهن لا يملكن الإستقلالية في إتخاذ القرارات ويبقين أسيرات لما يقرره الذكور من أفراد العائلة ، وقلة التوعية العامة بأهمية التبرع بالدم من كلا الجنسين على صحة كل منهما من جهة وعلى أهميته في إنقاذ العديد من الأرواح من جهة أخرى.
وترى “تضامن” بأن معاناة النساء الأردنيات وبنسبة مرتفعة من فقر الدم تشكل عائقاً إضافياً أمام تبرعهن بالدم، فقد أشار مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة بأن 1% من السيدات اللاتي أعمارهن ما بين (15-49 عاماً) الى وجود إرتفاع في معدلات فقر الدم بين النساء في الأردن وصلت الى 43% مقابل 34% في عام 2012، علماً بأن أكثر حالات فقر الدم هي حالات فقر دم خفيف.
إن زيادة مشاركة النساء في عمليات التبرع بالدم ستشكل علامة فارقة وزيادة كبيرة في وحدات الدم المتوفرة لمن يحتاج اليها من المرضى ، خاصة وأن العديد من النساء والفتيات والطفلات الفقيرات بشكل خاص واللاتي بحاجة الى وحدات دم هن الفئات الأكثر تأثراً من عدم وجود وحدات دم بكميات كافية مما يعرض حياتهن للخطر.
وتشدد “تضامن” على أن لا فوارق جسمية بين الرجال والنساء تحول دون التبرع بالدم ، وأن النساء اللاتي يتمتعن بصحة جيدة ولا يوجد ما يمنع من تبرعهن بالدم ، مدعوات جميعهن للمبادرة والتبرع بدمهن وبشكل منتظم للمساهمة في إنقاذ أرواح أسرهن. وتدعو “تضامن” كافة الجهات المعنية وخاصة مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص الى تكثيف جهود التوعية بأهمية التبرع بالدم وتنظيم حملات على مدار العام تهدف الى تشجيع النساء والفتيات على التبرع بالدم ، والعمل على تغيير الثقافة المجتمعية التي تمنعهن أو تحد من مساهماتهن.