تمكين النساء جزءاً هاماً في مجال الحد من هدر الغذاء وفقدانه ومواجهة التصحر
التصحر والجفاف يؤثران بشكل مختلف وغير متناسب على كل من النساء والأطفال
“جودة الهواء” تشكل التهديد البيئي الرئيسي للصحة العامة
تضامن : الأردن في المركز الثالث عالمياً على المؤشر الفرعي المتعلق بجودة الهواء وفق مؤشر الآداء البيئي لعام 2018
مرايا – شارك الأردن العالم يوم أمس 17/6/2019 الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، والذي تم إقراره بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (115/49) تاريخ (19) كانون أول / ديسمبر من عام (1994)، بهدف التوعية بموضوعي التصحر والجفاف وآثارهما المختلفة خاصة على الإنسان والبيئة. ويأتي إحتفال هذا العام (2019) تحت شعار “لننمي المستقبل معاً”.
واكدت الأمم المتحدة على أن التصحر هو تدهور الأراضي في المناطلق القاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة بسبب الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، حيث سيعاني 1.8 مليار إنسان من ندرة المياه بحلول عام 2035، وسينزح حوالي 135 مليون إنسان بسبب التصحر بحلول عام 2045. وكانت قد ذكرت سابقاً بأن 1.5 مليار إنسان تعتمد معيشتهم على أراضي تعاني من تدهور تربتها بشكل متسارع ، ويعيش في هذه الأراضي حوالي 42% من سكان الأرض الأكثر فقراً في العالم، وتتأثر دول العالم أجمع بهذا التدهور البيئي.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن للنساء دور هام وحيوي في مكافحة التصحر والجفاف، ويتأثرن بالنتائج السلبية الناجمة عن زيادة المساحات والأراضي التي تعاني من تردي خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة من جهة أخرى. وبهذا فإن تلك الأراضي تفقد القدرة على الإنتاجية مما يؤثر سلباً على الغذاء والبيئة، ويفاقم من مشكلة الجوعى حول العالم والذي تشكل النساء (70%) منهم.
وتشكل الأراضي الجافة حوالي (40%) من اليابسة في العالم ويعيش عليها ثلث سكان العالم ، ويخسر العالم سنوياً من (20) الى (50) ألف كيلومتر بسبب تدهور وتردي الأراضي، عاماً بأن حوالي (2.6) مليار إنسان يعتمد إعتماداً مباشراً على الزراعة.كما أن (52%) من الأراضي الزراعية ستتأثر بشكل حاد أو متوسط من تدهور وتردي التربة.
وتضيف “تضامن” بأن التصحر والجفاف يؤثران بشكل مختلف وغير متناسب على كل من النساء والأطفال، فالنساء هن آخر من يغادرن ويتركن أراضيهن التي زحف اليها الجفاف، ويعملن ما بوسعهن للمحافظة عليها وحمايتها من التصحر، حفاظاً على الأراضي والثروة الحيوانية وأماكن سكنهن.
وتؤكد “تضامن” على أن ثلثي فقراء العالم هم من النساء، وأن عدد النساء الريفيات الفقيرات فقراً شديداً في إرتفاع مستمر وصل الى (50%) خلال العقدين الأخيرين، في حين إزدادت نسبتهن لتصل الى (65%) في بعض البلدان العربية. وهذا يؤكد على أن ظاهرة “تأنيث الفقر” والتي تعني فرص أقل للنساء وعدم تكافؤ في فرص التعليم والعمل وملكية الأصول، هي ظاهرة منتشرة في مختلف دول العالم وفي إزدياد مضطرد.
تمكين النساء جزءاً هاماً في مجال الحد من هدر الغذاء وفقدانه ومواجهة التصحر
ويعتبر تمكين النساء جزءاً هاماً في مجال الحد من هدر الغذاء وفقدانه من جهة ، ومواجهة المشكلات المتعلقة بالتصحر والجفاف من جهة أخرى ، حيث تشير الحقائق الى أن (79%) من النساء الناشطات إقتصادياً يقضين ساعات عملهن في إنتاج الغذاء، وإن توفير المزيد من الموارد للمزارعات يسهم في خفض عدد الجوعى في العالم بمقدار (100-150) مليون نسمة ، وإن (85-90%) من الوقت المخصص لإعداد الطعام في المنازل هو من وقت النساء أنفسهن، وعند الضرورة فإن النساء أول من يضحين بحصتهن من الطعام لصالح باقي أفراد الأسرة، كما وتؤكد الأبحاث على أنه عندما تكون النساء هن من يحصلن على دخل الأسر فإن ذلك يحسن من صحة الأطفال وتغذيتهم.
وتؤكد “تضامن” أن ملايين النساء يعشن في فقر وفقر مدقع بسبب التمييز وعدم المساواة والعنف وعدم حصولهن على إحتياجاتهن الأساسية من صحة جيدة ، وولادة آمنة ، وتعليم وتوظيف ، وإن تمكينهن وتحسين أوضاعهن الإقتصادية عنصران مهمان للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة 2030. وتطالب “تضامن” بضرورة زيادة الوعي بأهمية المحافظة على الأراضي الزراعية والغابات وحمايتهما من الجفاف بسبب التغيرات المناخية أو بسبب الإنسان نفسه.
الأردن في المركز 62 عالمياً و 5 عربياً على مؤشر الآداء البيئي لعام 2018
وضع “مؤشر الآداء البيئي” (EPI) لعام 2018 والصادر عن جامعة ييل الأمريكية بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، الأردن في المركز 62 (62.20 نقطة) من بين 180 دولة، وإحتل بذلك المركز الخامس عربياً من بين 18 دولة عربية. ويقوم المؤشر على تقييم آداء الدول وتصنيف مؤشراتها البيئية ضمن مجموعتين أساسيتين، هما الصحة البيئية وحيوية النظم البيئية. ويمنح التقرير الدول تقييماً بالدرجات حول أدائها في قضايا مرجعية، تشمل في فئة الصحة البيئية: الآثار على صحة الإنسان، نوعية الهواء، مياه الشرب والصرف الصحي، وفي فئة النظم البيئية: الموارد المائية، الزراعة، الغابات، الثروة السمكية، التنوع الحيوي والموائل، المناخ والطاقة.
وتضيف “تضامن” بأن الأردن تقدم 12 مركزاً على المستوى العالمي حيث كان يحتل المركز 74 في التقرير السابق للمؤشر والذي صدر عام 2016.
وتصدرت قطر ترتيب الدول العربية (32 عالمياً)، تلاها كل من المغرب (54 عالمياً)، وتونس (58 عالمياً)، والكويت (61 عالمياً)، والأردن (62 عالمياً)، ومصر (66 عالمياً)، ولبنان (67 عالمياً)، والإمارات (77 عالمياً)، والسعودية (86 عالمياً)، والجزائر (88 عالمياً)، والبحرين (96 عالمياً)، والسودان (115 عالمياً)، وعُمان (116 عالمياً)، وليبيا (123 عالمياً)، وجزر القمر (146 عالمياً)، والعراق (152 عالمياً)، وجيبوتي (163 عالمياً)، وموريتانيا (166 عالمياً). هذا ولم يشمل المؤشر كل من سوريا واليمن وفلسطين.
الأردن في المركز الثالث عالمياً في “جودة الهواء”
يشار الى أن الأردن إحتل المركز 3 عالمياً (99.61 نقطة) من حيث “جودة الهواء”، وإحتل المركز 20 عالمياً (78.6 نقطة) من حيث “تلوث الهواء”، إلا أنه كان متأخراً في مجال “التنوع البيواوجي” حيث إحتل المركز 173 عالمياً (23.85 نقطة)، وإحتل المركز 150 عالمياً (13.03 نقطة) في مجال “الزراعة”.
فلا تزال “جودة الهواء” وفقاً للمؤشر تشكل التهديد البيئي الرئيسي للصحة العامة. ففي عام 2016 قدّر معهد المقاييس الصحية والتقييم أن الأمراض المنقولة عن طريق الجو ساهمت في ثلثي جميع سنوات العمر المفقودة بسبب الوفيات والإعاقات المرتبطة بالبيئة. وتعتبر قضايا تلوث الهواء حادة بشكل خاص في الدول سريعة التحضر والتصنيع مثل الهند والصين