مرايا – يحتفل الأردن والعالم اليوم الخميس باليوم العالمي للسكان، والذي يصادف بتاريخ 11 تموز من كل عام، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي وكسب التأييد لقضايا السكان والتنمية، حيث تخصص الأمم المتحدة سنوياً قضية سكانية تطالب دول العالم ومنظماتها بدعمها، ويأتي الاحتفال للعام الحالي تحت شعار “25 سنة من المؤتمر الدولي للسكان والتنمية: تسريع الوعد”، والذي يعتبر فرصة لزيادة الوعي حول الآلية التي تغيرت بها الخيارات والفرص بالنسبة للفتيات والنساء، وتعبئة الدعم السياسي لما بعد انعقاد المؤتمر.
ويأتي تركيز الاحتفال لهذا العام على موضوع المؤتمر الدولي للسكان والتنمية 1994، بهدف إيلاء الاهتمام العالمي بالأعمال غير المكتملة له، والذي اعترفت فيه 179 دولة بحقيقة أن الصحة الإنجابية والمساواة بين الجنسين ضرورية لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا المجال، أكد المجلس الأعلى للسكان في بيان صحفي خاص بهذه المناسبة أن الأردن ملتزم بالمؤتمرات الدولية المعنية بالسكان والتنمية وتبني نتائجها، بما في ذلك برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، وقد أخذ بالاعتبار أولويات أهداف التنمية المستدامة، ووضع خريطة طريق لتنفيذ أجندة التنمية 2030، كما تتضمن رؤية الأردن 2025 مقاربة شاملة مع الأهداف ترتكز على تحقيق اقتصاد مزدهر وشمولي وتعميق الإصلاحات، ودمج الاهداف في الخطط الوطنية والمحلية والموازنات والنظم الإحصائية، وأطر المتابعة لتحقيقها.
وبين المجلس أن تحقيق الاردن لإنجازات كبيرة في هذا المجال، جاء نتيجة لتبني نهج متكامل يرتكز على الاستثمار في القدرات الفردية والكرامة وحقوق الإنسان كأساس للتنمية المستدامة، واتاحة التعليم للجميع، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية وضمان جودتها، والقضاء على الفقر، والحماية الاجتماعية الشاملة، وتعزيز التمكين السياسي والاقتصادي للنساء والشباب، واتباع نهج تشاركي يشجع الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني.
وأشار المجلس إلى إنه وبالرغم من الإنجازات المتحققة، فإنه لا يزال هناكَ العديد من التحديات، أبرزها استمرار الأزمات الإقليمية في إحداث نتائج سلبية على مسيرة الأردن نحو التنمية المستدامة، حيث يشكل غير الأردنيين حوالي 3 مليون نسمة، أو ما نسبته 31 % من السكان، شاملاً أكثر من 1.3 مليون سوري، ونتج عن هذه الأزمات ارتفاع معدل النمو السكاني، وزيادة في الحاجة لتوفير الخدمات الاساسية، وارهاق الميزانية، وارتفاع مستويات البطالة والفقر، وتباطؤ النمو الاقتصادي، وزيادة الدين العام.
وفي مجال خدمات الصحة الإنجابية، بين المجلس أن الأردن أدمج هذه الخدمات ضمن إطار نهج قائم على حقوق الإنسان، إلى جانب الاستثمار في توفير خدمات شاملة عالية الجودة، مما ساهم في تحسن صحة الأمهات والأطفال، مبيناً أن تعزيز تمكين المرأة وتحقيق المساواة، ومراجعة التشريعات، وتحسين بيئة السياسات الداعمة لعملها وحمايتها من كل اشكال التمييز والعنف سيساهم إيجابياً في ضمان نتائج أفضل للصحة الإنجابية للنساء، ووصولهن إلى الحقوق الشاملة والمنصفة.
ولفت المجلس إلى أن اعتماد أهداف التنمية المستدامة وخطة عام 2030، تمثل فرصة ذهبية للدول للوفاء بالتزاماتها تجاه أطر التنمية الدولية المتعلقة بالسكان والتنمية من خلال تهيئة بيئة مواتية للعمل الممنهج نحو تحقيق الأهداف ورصد الوسائل اللازمة للتنفيذ، مؤكداً على أهمية ترابط الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمؤسسية للتنمية، لأنها تعزز قدرة النظم والمؤسسات على الصمود كأمر حيوي لتحقيق برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية وأهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الأردن سيشارك في القمة الدولية رفيعة المستوى والتي ستعقد في نيروبي خلال شهر تشرين الثاني من هذا العام بمناسبة الذكرى الـ 25 للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية بهدف حشد الدعم وتجديد الالتزام ببرنامج عمل المؤتمر.
واحتفالاً بهذا اليوم ينوي المجلس تنفيذ عدة فعاليات على المستوى الوطني والمجتمع المحلي بالتعاون مع الجهات المعنية، وتشمل مسابقة رسم حول “الشباب والبطالة” بالتعاون مع الجامعة الأردنية، إلى جانب تنفيذ سلسلة لقاءات وندوات، وسيتم اختتام هذه الفعاليات يوم 18/7/2019 بحفل يتضمن إطلاق “وثيقة المعايير الوطنية لخدمات الصحة الإنجابية الصديقة للشباب” والتي تضع إطار لتطبيق المعايير بالمراكز التي ترغب في تقديم معلومات وخدمات الصحة الجنسية والانجابية للشباب على مستوى وطني، إلى جانب عرض مسرحي بعنوان “مش عيب” بالتعاون مع مركز الفنون الادائية، وتكريم الفائزين بمسابقة الرسم وعرض جميع الرسومات المشاركة.