مرايا – انتخب النواب الجزائريون في وقت متأخر الأربعاء، شخصية إسلامية معارضة رئيسا للبرلمان وسط احتجاجات حاشدة تطالب برحيل النخبة الحاكمة.
وانتخب البرلمان سليمان شنين من حركة البناء الوطني ليحل محل معاذ بوشارب من حزب جبهة التحرير الوطني الذي حكم البلاد منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1962.
واستقال بوشارب الأسبوع الماضي بعد 3 أشهر من تنحي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كذلك تحت ضغط المظاهرات المطالبة بإصلاحات ديمقراطية وتغيير الحكومة.
وشنين، 47 عاما، هو أصغر نائب يُنتخب رئيسا للبرلمان، وليس لدى حزبه سوى 15 مقعدا في البرلمان البالغ عدد مقاعده 462، حيث يتمتع حزب جبهة التحرير الوطني وشركاؤه في التحالف بأغلبية مطلقة.
وقال نواب حزب جبهة التحرير في بيان بعد لقاء زعيم الحزب محمد جميعي: “نملك الأغلبية في المجلس، لكن الحزب قرر الإسهام في المصلحة العليا على حساب مصلحة الحزب”.
وقال النائب عن الحزب عبد الحميد سي عفيف: “بالنظر إلى الوضع الحالي في بلادنا، نفضل الجزائر على مصالحنا”.
ولدى حزب جبهة التحرير 160 مقعدا، واحتكر رئاسة البرلمان لفترة طويلة بدعم من أحزاب سياسية موالية للحكومة.
وقال النائب فؤاد بن مرابط من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الشريك الرئيسي لحزب جبهة التحرير الوطني “قررنا تزكية شنين من أجل الخروج من الأزمة والذهاب إلى انتخابات رئاسية نزيهة في أقرب وقت ممكن”.
وتعهد قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح مرارا بتلبية مطالب المحتجين، ومنها مساعدة القضاء على محاكمة المسؤولين الذين يشتبه بتورطهم في قضايا فساد.
ووُضع العديد من كبار المسؤولين، ومنهم رئيسا الوزراء السابقان أحمد أويحيى وعبد المالك سلال قيد الاحتجاز “لتبديد الأموال العمومية”.
ويطالب المحتجون باستقالة الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء نور الدين بدوي اللذين يعتبرهما المتظاهرون جزءا من الحرس القديم.
وأرجأت الحكومة انتخابات رئاسية تقرر سلفا إجراؤها في الرابع من يوليو/ تموز، متعللة بنقص المرشحين. ولم تحدد بعد موعدا جديدا للاقتراع.