مرايا – تنفيذا لما أمر به جلالة الملك عبدالله الثاني بإعادة تأهيل المسجد الحسيني الكبير، نتيجة الحريق الذي شب فيه مؤخرا وايعاز جلالته للجهات المعنية القيام بكافة أعمال الصيانة وامداده بما يلزم من تجهيزات ووضع خطة دائمة للسلامة العامة وأجهزة الإنذار والحريق، وتكفل جلالته بإعادة تأهيل المسجد، بما يليق بمكانته الإسلامية والتاريخية، ويحافظ على طرازه المعماري الحضاري»، إضافة الى ما أمر به جلالة الملك بتزويد المسجد، بالأثاث والتجهيزات والسجاد اللازم، والإسراع في وضع خطة للسلامة العامة، وأجهزة الإنذار والحريق، بهدف الحفاظ على المسجد وتأمين السلامة العامة للمصلين، تواصل الفرق الفنية والهندسية عملها يوميا في المسجد الحسيني الكبير، في ترميم واصلاح الاماكن التي تضررت من الحريق.
وقال الحاج ابو محمد سويدان، مسؤول حرس المسجد ان اعمال الصيانة والترميم تجري على قدم وساق بمتابعة واشراف مستمر من الطواقم الهندسية والادارية والفنية في الديوان الملكي والقصور الملكية العامرة.
وبين سويدان، انه قد بدأت فعليا اجراءات ترميم الطابق الثاني الذي وقع فيه الحريق عبر مراحل تنظيف الحجر الخارجي واجراء شبكة تمديدات كهربائية جديدة للمسجد كاملا، واعادة بناء وتأثيث المكتبة، وتحديث كافة اجهزة التكييف في المسجد، حيث تم تركيب ثماني طفايات وتوزيعها في اروقة المسجد، ضمن خطة للسلامة العامة، وأجهزة الإنذار والحريق، بهدف الحفاظ على المسجد وتأمين السلامة العامة للمصلين.
واشار الى ان الاعمال ستشمل تغيير السجاد واعادة فرش المسجد بسجاد جديد، مبينا ان المرحلة التالية ستتضمن ازالة المظلة الحالية في رواق المسجد وتركيب مظلة كبيرة تعمل في الصيف والشتاء شبيهة تماما بالموجودة في الحرم المكي الشريف، وتحديث السماعات واجهزة الاتصال وترميم المنبر وتنظيف الواجهة الحجرية الخارجية للمسجد بواسطة القذف الرملي والمائي، وتجميل الساحة الخارجية للمسجد وازالة العشوائيات منها.
** هذا ما حدث!
وعن الحريق، قال سويدان انه وفي الساعة العاشرة من مساء ذلك اليوم تقريبا وخلال قيامه باطفاء المكيفات وخفض الانارة تدريجيا لحين خروج المصلين، وبينما كان يتواجد في الجانب الاخر المواجه لمكان اندلاع الحريق، والذي شب جراء تماس كهربائي، تم على الفور اخلاء المسجد من المصلين وفصل التيار الكهربائي وابلاغ طوارىء الدفاع المدني التي وصلت الموقع بزمن قياسي، وتمكنت من السيطرة على الحريق الذي التهم المكتبة بما تضمه من كتب نادرة جدا وقيمة.
واضاف انه وبعد ان تم الاطفاء طلب منه رجال الدفاع المدني عدم المبيت في المسجد نظرا لآثار وبقايا الدخان، وقد غادر المسجد بعد ان بقيت دوريات من الامن على ابواب المسجد، مبينا انه وفي الثالثة فجرا تم الاتصال به للحضور فورا فقد شب حريق اخر من بقايا الحريق الاول وبالفعل حضر مسرعا وكانت فرق الدفاع المدني وصلت وسيطرت تماما على الحريق الثاني بزمن قياسي، حيث طلب مدير الدفاع المدني اللواء الركن مصطفى البزايعة ان تبقى سيارة اطفاء مجهزة امام المسجد في وضع الطوارئ حتى ظهيرة اليوم التالي.
ذاكرة المكان
يذكر ان المسجد الحسيني هو أقدم مساجد العاصمة عمّان، أسسه الأمير عبد الله الأول ابن الحسين سنة 1923م؛ وسمّي بهذا الاسم نسبةً إلى الشريف الحسين بن علي (قائد الثورة العربية الكبرى في الجزيرة العربية وبلاد الشام).
ويعدّ المسجد الحسيني الكبير أول مشروع عمراني أقيم في عمان، وسبق بناؤه بناء قصر رغدان الذي بوشر في بنائه سنة 1924م، وانتهى العمل به سنة 1927م، وهو ذو فناء كبير، ومزخرف بنقوش إسلامية جميلة، وهو مبني فوق أنقاض المسجد الأموي القديم.
المسجد والزلزال
وقد أورد كل من الجغرافي أبو عبد الله محمد بن أحمد المقدسي في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم وياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان، وصفاً للمسجد الأموي القديم، ويمكن إجمال وصف المسجد الأموي القديم بأنه كان يتألف من صحن تحيط به من الجهات الثلاث سقائف محمولة على أعمدة، ثم بيت للصلاة سقفه محمول على أعمدة أيضاً؛ تتجه عمودياً نحو حائط القبلة. وقد بني هذا المسجد بحجارة مصنعة بشكل منتظم، كما زينت الواجهة المطلة على صحن المسجد بمكعبات الفسيفساء الملونة، واستخدم في بناء المسجد الحسيني الكبير الخلطة الاسمنتية، والتي اقتصر استخدامها أول الأمر في بناء المئذنة الشرقية ذات الخوذة الحجرية، والتي دمرت في زلزال 1927م، فتم استبدالها بالخوذة الخشبية. وفي الأربعينيات من القرن العشرين، تم توسيع صحن المسجد وأقيمت في وسطه ميضأة، كما أضيفت المئذنة الغربية بارتفاع طابقين مشابهة للمئذنة الشرقية، ولكنها ذات خوذة حجرية، كما وأُجريت في المسجد الحسيني أعمال إصلاحات وتجديدات واسعة في العامين: 1986م، 1987م. يذكر ان المسجد الحسيني كان يحمل اسم الجامع العمري حتى عشرينيات القرن الماضي حين أعيد بناؤه في عهد المغفور له الملك المؤسس عبدالله ابن الحسين -طيب الله ثراه- العام 1341 هجرية الموافق 1921 ميلادية وحمل اسم الجامع الحسيني نسبة الى قائد الثورة العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي.