مرايا – نقضت محكمة التمییز، قرارا لمحكمة الجنایات الكبرى؛ بشأن متھم (42 عاما)؛ اقدم على قتل شقیقتھ (45 عاما) بداعي الدفاع عن الشرف، بعد أن أغرقھا في بركة زراعیة، إذ عدلت الأخیرة وصف التھمة من ”القتل العمد” الى ”القتل القصد”، والإفراج عنھ نظرا لاسقاط الحق الشخصي، وإسقاط دعوى الحق العام؛ لشمول الجریمة بقانون العفو العام.
وكانت الجنایات الكبرى؛ استندت في تعدیل وصف التھمة إلى ”عجز النیابة عن تقدیم ما یثبت أن ھناك نیة مبیتة لدى المتھم بقتل شقیقتھ”، لكن ”التمییز” وعبر تفاصیل الجریمة، ”وجدت سعي المتھم وراء المغدورة، باعتبار أنھا فضحتھ بفعلتھا، وفقاً لما یعتقد وثابت، جراء اعترافاتھ لدى الشرطة والمدعي العام، وأن ھناك نیة مبیتة لإزھاق روح المغدورة، بدلالة انھ عندما سألھا عن علاقتھا مع أحد الاشخاص، لم ینتظر ردة فعلھا، بل القاھا في البركة الزراعیة”.
وجاء في التفاصیل؛ ”أن المتھم (الممیز ضده)، شقیق المغدورة، ویسكنان في محافظة البلقاء، وإن المغدورة عزباء، تقیم في منزل والدتھا، وقبل أربعة اعوام من تاریخ الواقعة، تعرفت على شخص تقدم لخطبتھا، لكن تم رفضھ، وبعدھا تطورت العلاقة بینھما الى حد اللقاءات الزوجیة عدة مرات”.
وحسب قرار التمییز، فخلال ھذه الفترة وقبل الواقعة بأسبوع، ”شعرت المغدورة بمغص في منطقة البطن، وخشیت أن یكون ھناك حمل فیفتضح أمرھا، لذا فرت من المنزل، ولجأت إلى منزل أحد شھود القضیة، خوفاً من أھلھا، ثم التجأت لمركز أمني، وأخبرتھم بما حصل معھا، وكان شقیقھا المتھم وشقیقتھا یبحثان عنھا”.
وبعد أن علم أشقاؤھا بأنھا في المركز الأمني، وعرفوا سبب ھروبھا، اتفق على ان تتزوج من ابن عمھا، لستر الأمر، ولعدم انتشار خبر قصتھا، وفعلاً تزوجت المغدورة من ابن عمھا، اذ اصطحبھا إلى منزل شقیقھ في عجلون، وھو زوج شقیقتھا ایضا، دون علم أي من أشقائھا.
وبسبب محاولة المغدورة الانتحار، وتناولھا كمیة من حبوب السكري في منزل شقیق زوجھا، أعادھا زوجھا إلى مزرعة تعود لھ في منطقة الكرامة، دون علم أي أحد، خوفاً علیھا، ومن ثم خرج إلى السوق لشراء حاجیات للبیت، وطلب منھا غسل صوف موجود قرب بركة زراعیة في المزرعة.
وبعد مغادرتھ للمزرعة، ”حضر المتھم وشاھد شقیقتھ تغسل الصوف بجانب البركة، فتوجھ نحوھا، وأمسك بكتفھا وسألھا (لیش تفضحینا زي ھیك)، وقبل أن ترد علیھ، دفعھا إلى البركة البالغ عمقھا ثلاثة إلى أربعة أمتار، وبعدھا غادر دون إسعافھا، ولدى عودة زوجھا للمزرعة، لم یجدھا، فبحث عنھا وأخبر أشقاءھا وأقاربھ”. وبعد البحث عنھا وحضور الدفاع المدني؛ عثر علیھا في البركة، ونقلت إلى المستشفى، وتبین أنھا وصلت متوفاة، وعلل سبب وفاتھا بالاختناق الناجم عن الغرق بالماء، ومن ثم بدأت الملاحقة القانونیة لشقیقھا.