مرايا – اوضحت دائرة الإفتاء العام في بيان لها اليوم أن حفظ النفس من أهم مقاصد الشريعة، فلا يجوز الاعتداء عليها بحال، وشرع الإسلام الأحكام الكفيلة بالمحافظة على هذا المقصد، فحرم القتل، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء / 93، وقال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ) رواه مسلم.

ودعت، السائقين للالتزام بقواعد السير حفاظاً على أرواحهم وأرواح الآخرين، وأن الشريعة الإسلامية جعلت لولي الأمر وضع القوانين التي تسهم في المحافظة على النظام العام بما يكفل حفظ النفوس والأموال، وبما لا يتصادم مع نصوص الشريعة الغراء.

وقالت الدائرة : إن الالتزام بقانون السير وإعطاء الأولوية للآخرين واجب شرعاً، ومخالفته لا تجوز نظرا لما يترتب عليها من أضرار جسيمة ومخالفة ولي الأمر فيما أمر مما لا يتصادم مع الشريعة الإسلامية، والذي يؤول إلى الخلل والعشوائية في حياة الناس. 

وتابعت: بما أن قانون السير يجبر السائق على إعطاء الأولوية، ويعتبر عدم إعطاء الأولوية مخالفة يستحق صاحبها العقوبة، ولا يتصادم ذلك مع نصوص الشريعة بل يسهم في المحافظة على النفس والمال، وان مثل هذه المخالفات يترتب عليها أضرار جسيمة ربما تنتهي بالوفاة، فالعمل بهذا القانون واجب شرعي؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والمحافظة على الأنفس والأموال لا تكتمل إلا بإصدار مثل هذه القوانين الناظمة، والعمل بها.