مرايا – قالت الأمم المتحدة الجمعة، إن حوالي 12.7 ألف شخص ما زالوا في مخيم الركبان جنوبي سوريا الواقع قرب الحدود مع الأردن، بانخفاضا سكانه إلى النصف تقريبا في أقل من شهر.

وكانت آخر إحصائية صادرة عن الأمم المتحدة، في مطلع شهر آب/أغسطس الحالي، تشير إلى أنه لا يزال 25 ألف نازح بينهم أطفال ونساء في المخيم الذي يعيش سكانه أوضاعا “مزرية”.

الأمم المتحدة قالت، إنها ستساعد في إجلاء مدنيين من مخيم الركبان في الصحراء السورية بعد أن حددت بعثة الأسبوع الماضي أسماء الراغبين في مغادرة المخيم.

المسؤول الأممي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس قال لوكالة فرانس برس: “نحن مستعدون لتسهيل” عمليات الإجلاء “نريد أن نضمن حدوث ذلك بطريقة طوعية”، هذا الأمر الذي يؤيده الأردن الذي يستقبل على أرضه نحو 1.3 مليون لاجئ سوري وفقا لأرقام حكومية.

ومخيم الركبان الذي تأسس عام 2014، معزول وقريب من قاعدة يستخدمها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قتال “تنظيم الدولة” الإرهابي المعروف بـ “داعش”. في حين تحاول عمّان إلى جانب موسكو وواشنطن إلى تفكيك المخيم وتشيجع قاطنيه على العودة “الطوعية”.

وفي شباط/فبراير، أعلنت الحكومة السورية وروسيا، الداعم الرئيسي لها، عن فتح ممرات للخروج من المخيم ودعت سكانه إلى الخروج.

وقالت الأمم المتحدة انه خلال الأشهر القليلة الماضية خرج أكثر من نصف عدد السكان من المخيم.

وأرسلت الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بعثة إلى المخيم الأسبوع الماضي لتحديد عدد من تبقى داخله وعدد الراغبين في مغادرته، بحسب المسؤول الأممي.

وقال مومتزيس إن “أكثر من ثلث السكان يرغبون في المغادرة”

وأضاف أن “الغالبية العظمى ترغب في التوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بينما يرغب آخرون في التوجه المناطق الشمالية” التي تسيطر عليها المعارضة.

وأكد أن نحو 47% من سكان المخيم الذين جرى استطلاع آرائهم قالوا إنهم يرغبون في البقاء لأسباب من بينها “مخاوف أمنية” و”مخاوف من الاعتقال”.

وذكرت جماعات حقوقية أن المدنيين الذين عادوا إلى مناطق تسيطر عليها الحكومة واجهوا الاعتقال والتجنيد.

أما الفارون إلى المناطق الشمالية التي تسيطر عليها المعارضة فإنهم يواجهون العنف في محافظة إدلب حيث أدى القصف السوري والروسي إلى مقتل أكثر من 950 شخصا منذ نيسان.

مساعدات ملحة

رغم أن مخيم الركبان لم يتلق أية مساعدات منذ شباط/فبراير، إلا أن بعثة الأمم المتحدة الأخيرة لم توزع أية مساعدات باستثناء “عدد قليل جدا من الإمدادات الصحية”.

إلا أن مومتزيس أكد أن الزيارة التي جرت الأسبوع الماضي هي الخطوة الأولى فقط من خطة “من خطوتين” وأن الخطوة الثانية تشتمل على توزيع المساعدات.

وأضاف “البعثة الثانية – التي آمل أن تتم قريبا جدا – ستعود وتوزع المساعدات الملحة للغاية”، دون الكشف عن موعد محدد.

ويقول أحد قاطني الميخم إن الأوضاع مزرية حيث يعيش العديدون على وجبة واحدة بسيطة يوميا، عادة ما تتألف من الخبز وزيت الزيتون أو اللبن الزبادي.

وقال أبو أحمد الدرباس خالدي وهو رئيس مجلس مدني تديره المعارضة في المخيم، إن الأمم المتحدة وعدت بتوزيع المساعدات الغذائية في الأسبوع الأول من أيلول.

وأكد أنه سيتم السماح للحافلات بالدخول إلى المخيم لإجلاء السكان بعد تلقي هذه المساعدات.

وصرح رئيس المجلس المحلي لوكالة فرانس برس أن الدفعة الثانية من المساعدات الطبية وغيرها من المساعدات غير الغذائية ستتبع الجولة الأولى من عمليات الإجلاء.

وقال مومتزيس ان “الوضع بائس” واصفا الركبان بأنه من الأماكن التي يجد موظفو الاغاثة الإنسانية صعوبات كبيرة للوصول إليها.

ويتطلب وصول مساعدات إلى المخيم — الواقع في منطقة يتواجد فيها مقاتلون مدعومون من الولايات المتحدة — من مناطق يسيطر عليها الحكومة السورية الحصول على تصريح من دمشق.

وفي شباط وصلت قافلة مؤلفة من 133 شاحنة ووزعت الغذاء والملابس ومستلزمات الرعاية الصحية والإمدادات الطبية لسكان المخيم.

وكانت هذه ثاني دفعة مساعدات تصل المخيم خلال 3 أشهر.

وتعيش سوريا نزاعا مستمرا منذ عام 2011، تسبب في مقتل أكثر من 370 ألف شخص وشرد الملايين داخل وخارج البلاد، ودمار في البنى التحتية.