مرايا – يجتمع نحو 250 ضيفًا رسميًا من 40 وفدا، من بينهم رؤساء دول وحكومات، في وارسو، الأحد؛ لإحياء الذكرى السنوية الثمانين لاندلاع الحرب العالمية الثانية.
وتبدأ المراسم مبكرا في فيلون، أول مدينة تتعرض للقصف من قِبل القوات الألمانية في أول سبتمبر/أيلول من عام 1939.
اليابان بعد الحرب العالمية الثانية.. قصة حضارة انبعثت من العدم
هولندي يعيد إلى أمريكا عَلَما من الحرب العالمية الثانية
وسيشارك الرئيس البولندي أندريه دودا ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في حفل تأبين ويلتقيان بالناجين من القصف.
ثم تستمر المراسم في وارسو؛ حيث يجتمع القادة في ميدان بيلسودسكي في وسط المدينة لتكريم ضحايا الحرب، وسيلقي كل من دودا وشتاينماير ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس كلمات في المناسبة.
وقبيل التجمع أجرى الرئيس الألماني لقاءً مع نظيره دودا، وألقى فيه كلمة طلب فيها “الصفح” من الشعب البولندي على حرب الإبادة التي شنها الألمان عليهم وأودت بحياة الملايين.
وقال شتاينماير: “أنحني لضحايا هجوم فيلن وأنحني للضحايا البولنديين للطغيان الألماني وأطلب الصفح”.
وكانت مدينة فيلن أول هدف لهجوم سلاح الجو الألماني يوم الأول من سبتمبر/أيلول 1939، فمات خلال الهجوم 1200 شخص وفقا للمصادر البولندية.
وشكر الرئيس البولندي أندريه دودا نظيره الألماني على اختياره القدوم إلى فيلون لحضور إحياء الذكرى السنوية للحرب العالمية الثانية قائلا إنها ستساعد في نشر المعرفة بين الألمان حول قصف المدينة.
وقال دودا في ساعة مبكرة صباح الأحد: “بفضل وجودكم هنا.. سيعلم الألمان بشأن مأساة فيلون وسكانها وكيف كان واقع بداية الحرب العالمية الثانية”.
وأقر شتاينماير في كلمته بأن قلة قليلة من الألمان هم من كانوا على علم بمأساة فيلون التي حدثت قبل 80 عامًا.
وقال دودا: “من الأسهل الذهاب حيث يقاتل الجنود بدلاً من المكان الذي قصف فيه الجيش على نحو إجرامي أشخاص عاديين أثناء نومهم”.
وقال الرئيس البولندي إن وجود الرئيس الألماني في فيلون هو شكل من أشكال “التعويض الأخلاقي” .
وكان الرئيس الألماني طلب “الصفح” عن جرائم الحرب التي ارتكبها ألمان في إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال شتاينماير، الأحد، خلال إحياء ذكرى ضحايا مذابح قامت بها القوات المسلحة النازية “فيرماخت” ووحدات “إس إس” إبان الحرب العالمية الثانية بقرية فيفيتسانو في إقليم توسكانا شمالي إيطاليا: “أقف أمامكم اليوم بصفتي رئيسا اتحاديا لألمانيا ولا أشعر سوى بالخزي مما فعله ألمان بكم”.
وانحنى الرئيس الألماني أمام ضحايا المذابح في القرية، وقال: “أطلب منكم الصفح عن الجرائم التي ارتكبها ألمان هنا”.
وتتضمن قائمة المشاركين الطويلة أيضا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، ورئيس الوزراء البلجيكي الحالي ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي المنتخب شارل ميشيل، وكذلك قادة من كرواتيا وجمهورية التشيك وليتوانيا وسلوفاكيا وأوكرانيا والمجر.
وكان من المقرر أن يحضر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه أجل زيارته إلى بولندا؛ وذلك بسبب اقتراب إعصار دوريان من ساحل فلوريدا.
ويجتمع بعد ظهر، الأحد، رؤساء الوفود في قلعة وارسو الملكية لحضور حفل عشاء يستضيفه دودا.
ومن المقرر أن تقام مراسم تذكارية منفصلة في شبه جزيرة فيستربلات في جدانسك، التي هاجمتها القوات الألمانية أيضا في ساعات الصباح الباكر قبل 80 عامًا.
وتستضيف جدانسك، من بين آخرين، رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانز بالإضافة إلى رؤساء بلديات المدن البولندية والأجنبية التي عانت خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك لندن وبريدا ونارفيك وأوساكا.