مرايا – قال الوزير الفلسطيني السابق حسن عصفور، أن الجميع يتعامل مع اتفاق أوسلو كأنه كتاب مقدس أو “حالة قرآنية”، وبالحقيقة هو اتفاق انتقالي بين طرفين وهما منظمة التحرير الفلسطيني والجانب الإسرائيلي.
وأضاف عصفور في لقاء على فضائية “الغد”، لقد تم التوقيع على الاتفاق في عام 1993،وأستطيع أن نقول إنها ليست عملية واحدة بذات السياق، فقد تمت على عدة مراحل فبعد اغتيال رابين لعند عام 2000 دخلنا عملية جديدة، ومنذ عام 2000إلى عام 2004 كانت مرحلة المواجهة الكبرى، بعد عملية اغتيال الشهيد ياسرعرفات، وما بعد مرحلة أبو عمار إلى وقتنا هذا مرحلة ثانية، ولانستطيع إطلاقا أن نعتبر كل ذلك يتبع لأوسلو.
وأكد عصفور، أن المرحلة الانتقالية من الاتفاق قد انتهت تقريبا في “كامب ديفيد”، عندما رفض الشهيد ياسر عرفات التوقيع على ما يخالف جوهرالاتفاق بذاك التوقيت، وهو ما أراده الإسرائيليين أن يطلقوا على ساحة البراق “جبل الهيكل” وكانت محاولة لتهويد القضية الفلسطينية بطريقة دينية .
وأوضح: أن كل مابعد عام 2004 لاعلاقة له بأوسلو، فقط هي حالة تركيبية واستخدام للتسمية لاأكثر، متسائلا: كيف لنا أن نطلق على من شارك باغتيال ياسر عرفات شريكا للسلام؟ بالإضافة إلى حصاره أربع أعوام وتدمير مؤسسات السلطة وقتل العشرات من الفلسطينين آنذاك فكل ذلك في سياق “الكوميديا السياسية”، على حد قوله.
وأرجع الوزير الفلسطيني أسباب إطالة أمد الاتفاق الانتقالي لسنوات عديدة لأسباب تتعلق معظمها بالسلطة الفلسطينية، مؤكدا أن الراحل” أبو عمار” ألغى تلك الشراكة في “كامب ديفيد” عندما رفض موضوع التهويد الذي تبناه الأمريكان والذي اعتبرها بيل كلينتون في حينها أمر بسيط قائلا: كيف تختلفون على 16 متر!.
وتابع: أنه منذ 2012 أقرت الأمم المتحدة بمنح فلسطين دولة رسمية، فمنذ ذلك الإعلان أعطى المجتمع الدولي الحق للسلطة لإلغاء اتفاق أوسلو ومن تبعية المرحلة الانتقالية، مؤكدا أن السلطة هي التي رفضت ذلك وبالتالي المتمسك الحقيقي بذلك الاتفاق هي “الرسمية الفلسطينية”.
وفي سياق متصل قال عصفور أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب فعليا يكمل مشروع تهويد القدس الذي أقره كلينتون في “كامب ديفي” ورفضه أبوعمار، حين اعطي تصريح بالموافقة لنتنياهو لاعلان ضم أراضي من الضفة وغور الأردن.
وأشار عصفور إلى أي حديث عن العودة لأي مفاوضات مع إسرائيل بعد إغتيال ياسر عرفات هوخروج عن النص بشكل كامل، مؤكدا أنه لاخيارات سوى وقف التنسيق الأمني وإعلان وقف كافة الاتفاقات بشكل كامل، حتى وإن كان الخيار دولة تحت الاحتلال فإما ان يبقى محمود عباس رئيسا تحت الاحتلال أو أن يذهب إلى قطاع غزة ليعلن الدولة من هناك، موضحا ان تمت تلك الخطوة سيستقبله اكثر من مليون فلسطيني على معبر رفح وقتها.
أويختار دولة لجوء أفضل بكثير من تلك الحالة السياسة، بأن يكون لعبة في يد ضابط إسرائيلي يسمح له الذهاب من البيت إلى مكتبه، مشددا ان رئيس السلطة محمود عباس اتخذ عدة قرارات في المركزي والوطني ولم يطبقها لحتى الان_ كما قال عصفور.
وتابع: عملية التهويد بالضفة الغربية واعلان ضم مستوطناتها تسير بأسرع مما نحسبها نحن، فهناك قوانين إسرائيلية تطبق وهناك كليات وجامعات ونوادي مرتبطة بالقانون الإسرائيلي في كثير من مناطق الضفة.
واستهجن الوزير رد فعل السلطة عقب اعلان إسرائيل القدس عاصمة أبدية لها، قائلا: وكأن حدثا عاديا او”مزحة، مشددا أنه لم يتخذ أي قرار جادي من قبل السلطة واكتفت بالمناشدات والنداءات، متسائلا: كيف تريد ان يحترمك المجتمع الدولي والسلطة تعترف انها تحت الاحتلال ؟
واستغرب عصفور السلوك السياسي الممارس من قبل السلطة، فهو الآن خدمة للاحتلال الإسرائيلي وتكملة لدوره، فدون اعتراف دولة فلسطينية لن يحترم العالم القيادة الفلسطينية.
وقال: إن الكوميديا السياسية التي يمارسها محمود عباس لن يقبلها حتى الاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته، فحين يقول ان السلطة قد تنهار عن أي سلطة يتحدث،مضيفا: كما ان الحديث عن اسقاط السلطة لصفقة ترامب أيضا “سخرية” وحديث هزلي، لانه بالفعل ترامب يسير بخطواته نحو تهويد القدس لامباليا أي طرف فلسطيني، مؤكدا ان المجتمع الدولي سيحترم السلطة وهي قوة مواجهة وليست متسولة .
وختم عصفورلقائه قائلا: أن الحديث عن أي مفاوضات يجب أن تكون مكملة وعلى أساس أن الضفة أرض فلسطينية، وترتيب موضوع القدس بشقيها الشرقي والغربي وفق قرار 194 او مبادرة السلام العربية.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن السياسة الفلسطينية تؤسس لسياسة عربية وإقليمية ودولية، مشددا على ضرورة ترتيب أوضاع السلطة الفلسطينية لمواجهة السياسة الإسرائيلية الأمريكية.
من جانبه، قال مدير مركز تقدم للدراسات، محمد مشارقة، إن الذي يحكم العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية علاقات محتل، ويدير أمور احتلاله من خلال هذه السلطة، مؤكدا أن اتفاق أوسلو لم تبق إسرائيل منه فعليا، وفي نفس الوقت لا تستطيع إلغائه.