مرايا – آثار استخدام المملكة لتعبير “الاستعمار الإسرئيلي” تساؤلات كبيرة حول، المغزى والهدف والرسالة التي قصد الأردن إيصالها إلى الجانب الإسرئيلي، خصوصا، من جهة، والمجتمع الدولي، عموما، من جهة أخرى.

يأتي ذلك مع حلول الذكرى الخامسة والعشرين لاتفاقية وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل، وكذلك قبيل أقل من أسبوعين على دخول قرار الأردن إنهاء ملحق اتفاقية السلام، الخاص بتأجير أراضي الباقورة والغمر للجانب الإسرائيلي الذي بدأ يستعد لتسليم المنطقتين للأردن.

وجاء استخدام تعبير “الاستعمار الإسرائيلي” على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي ألقى كلمة في القمة الثامنة عشر لدول عدم الانحياز التي يحضرها مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، التي تعقد في العاصمة الأذرية باكو.

وفي كلمته دعا الصفدي دول حركة عدم الانحياز إلى إطلاق جهد حقيقي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي سبيلا وحيدا لتحقيق السلام.

وقال “في العام 1955 شاركت المملكة ٢٨ دولة في إطلاق حركة عدم الانحياز عملاً جماعياً ينشد الحرية والعدالة والتوازن في العلاقات الدولية.

وأضاف وزير الخارجية “وقفت حركتنا ضد الاستعمار ورفضته شراً وظلماً وعدواناً واستباحة لحق الشعوب في الحرية وتقرير المصير. بيد أن الاستعمار الإسرائيلي لدولة فلسطين ما يزال ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويهدد الأمن والسلم الدوليين. يجب أن تقف حركتنا في وجه هذا الاحتلال الغاشم، وتطلق فعلاً حقيقياً ينهي هذا الشر وهذا الباطل”.

وأضاف الصفدي “اختار الفلسطينيون وكل العرب السلام. واختارت إسرائيل أن تمعن في احتلالها اللاشرعي واللاقانوني واللاإنساني. لذلك يستمر الصراع”.

وزاد “لن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل والدائم من دون زوال الاحتلال، وحل الصراع على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية”.

وقال “حركتنا هي ثاني أكب تجمع دولي. 120 دولة عضوة فيها تجمع على حق الفلسطينيين في الحرية والدولة والكرامة. لكن إجماعنا على السلام يصطدم يومياً بإجراءات إسرائيلية أحادية تقتل فرص تحقيق السلام: استيطان غير شرعي، ومصادرة للأراضي، ومحاولات عبثية لطمس الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها”.

وأكد الصفدي أن “القدس، كما يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، هي مفتاح السلام. الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المدينة المقدسة ومقدساتها جعل مدينة السلام ساحة للقهر والحرمان.”

وشدد الصفدي على أن “محاولات حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقه في العيش و بكرامة ومن حقه في التعليم والعلاج، عبر استهداف الأنروا، انتهاك فاضح لمبادئ الحركة يجب أن نتصدى له، عبر تلبية احتياجات الانروا المالية، والحفاظ على ولايتها ودورها إلى حين حل قضية اللاجئين، وفق القانون الدولي، وبما يلبي حق اللاجئين في العودة والتعويض في سياق حل شامل للصراع على أساس حل الدولتين”.