مرايا – زخم اقتصادي وتجاري بين قطر والأردن يتزامن مع خطوات سياسية أكثر قوة توجت بعودة الحياة السياسية بين البلدين إلى ما قبل الخامس من يونيو/حزيران 2017، لتتماشى الرغبة السياسية مع إصرار لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية للوصول لزيادة حجم التبادل التجاري واستقطاب الاستثمارات المتبادلة.

ووفق تقرير نشرته “الجزيرة” فقد استضافت الدوحة امس الأحد مجلس الأعمال القطري الأردني بحضور وفد تجاري أردني رفيع يضم عددا من كبار رجال الأعمال الأردنيين ونظرائهم القطريين، بالإضافة إلى منتدى أعمال بمشاركة رجال أعمال ومسؤولين قطريين وأردنيين، الذي يعد الأكبر منذ عودة السفراء بين البلدين إيذانا بعودة العلاقات بعد تأثرها بفرض الحصار على قطر من قبل كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، في الخامس من يونيو/حزيران 2017.

وحقق التبادل التجاري بين قطر والأردن نموا لافتا العام الماضي بنسبة 18% حيث بلغ نحو 1.3 مليار ريال مقابل 1.1 مليار عام 2017، وقد شهد السوق القطري دخول نحو 175 شركة أردنية جديدة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري من خلال شراكات وتحالفات مع شركات قطرية، وبلغ عدد الشركات القطرية الأردنية المشتركة العاملة بالسوق القطري نهاية الربع الثالث من العام الجاري 1725 شركة مقابل 1550 شركة بنهاية 2018.

استثمر في قطر
وخلال ملتقى مجلس الأعمال، قدم الوفد القطري عرضا عن الفرص الاستثمارية في البلاد بعنوان “استثمر في قطر” تناول فيه أهم ملامح مناخ الاستثمار بالدولة وأهم المحفزات الاستثمارية، من جانبه قدم الوفد الأردني عرضا تناول فرص الاستثمار في مجالي تكنولوجيا المعلومات والسياحة ومناخ الاستثمار فيهما والمحفزات التي توفرها الحكومة لجذب الاستثمارات.

وأوضح رئيس غرفة تجارة قطر الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني أن العلاقات بين البلدين شهدت الفترة الأخيرة تطورا متصاعدا بتوقيع العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون المشترك، مما يتيح لرجال أعمال الفرصة لمواكبة هذا التطور من خلال بناء جسور من التعاون بين قطاعات الأعمال بالبلدين، وصولا إلى تحقيق شراكة اقتصادية حقيقية تعكس قوة هذه العلاقات وتلبي طموحات البلدين.

وشدد الشيخ خليفة على دور مجلس الأعمال القطري الأردني المشترك في التنسيق المستمر في القضايا الاستثمارية والتجارية والعمل على إزالة كافة العقبات التي تعترض هذا المسار، لافتا لضرورة تفعيل المجلس وتكثيف لقاءاته المشتركة، ومناقشة كافة القضايا التي تسهم في تعزيز الاستثمارات المتبادلة، وزيادة معدل التبادل التجاري بين قطر والأردن.

ومن جهته، ثمن رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي خطوة الدوحة بتوظيف عشرة آلاف شاب أردني بالسوق القطري خلال الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن الاقتصاد يعد أهم العوامل التي تربط الدول والشعوب وتعبر عن المتانة التي تتمتع بها العلاقات.

ويشير الكباريتي إلى أهمية تفعيل مجلس الأعمال المشترك الذي سيسهم بدوره في تعزيز التواصل بين أصحاب الأعمال من الجانبين واستكشاف فرص جديدة للتعاون بينهما، مؤكدا أهمية تنظيم معرض للمنتجات الأردنية في قطر لإتاحة الفرصة للقطريين للتعرف على المنتج الأردني.

ويؤكد عضو غرفة تجارة عمّان طارق طباع -في مقابلة مع موقع الجزيرة نت- أن هناك رغبة كبيرة لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين في ظل التطور الكبير الذي شهدته العلاقات السياسية بينهما خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن الشراكة الحقيقية عنوان للتواصل الدائم والبحث عن مكامن الدعم وتقديمه على الفور.

وأوضح طباع أن الاقتصاد القطري استطاع تفادي أزمة الحصار التي حدثت عام 2017 وهو الآن يأخذ منحى جديدا من التطور، مشيرا إلى أن ملتقى الأعمال القطري الأردني يستهدف تحقيق تطلعات قيادة البلدين في زيادة الاستثمار المتبادل وزيادة حجم التجارة البينية، فضلا عن المشروعات المشتركة التي يجري الحديث عنها حاليا.