عدم رد عباس على عقد اجتماع وطني.. يبدد الأجواء الإيجابية

مرايا – رغم الاجواء الايجابية التي سادت العديد من الاوساط الفلسطينية في اعقاب لقاء رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية حنا ناصر مع قادة الفصائل في قطاع غزة اول من امس، الا ان محللون اعربوا عن خشيتهم من بروز عقبات جديدة “كالعادة” قد تحول دون اجراء الانتخابات، موضحين ان “الشيطان يكمن في التفاصيل”.
الى ذلك، عبر مختصون، اعربوا عن قلقهم إزاء عدم نقل رئيس لجنة الانتخابات، رد الرئيس محمود عباس، على طلب الفصائل عقد اجتماع وطني مقرر، للبحث في كافة القضايا المتعلقة بإجراء الانتخابات.
ويقوم ناصر بدور الوسيط بين “حماس” والفصائل من جهة، وبين “الرئيس” وحركة “فتح”، من أجل ضمان إجراء انتخابات تشريعية يتبعها بـ 3 أشهر أخرى رئاسية.
وللمرة الثانية خلال فترة قصيرة، اجتمع ناصر مع الفصائل بغزة، الأحد، وعقب انتهاء الاجتماع، أعلن رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية عن موافقة الرئيس عباس على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، مشددا على أهمية عقد لقاء فلسطيني جامع لبحث كافة التفاصيل.
وحول تقديره لعدم رد الوسيط بشأن عقد الاجتماع الوطني المقرر، أرجع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، هذا الأمر إلى “إمكانية تهرب “الرئيس” من لقاء قادة حماس وغيرها من الفصائل، مثل الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي، رغم أنه في نهاية الأمر لا بد من الجلوس سويا”.
وأكد، أن “أبا مازن مضطر للجلوس مع حماس والفصائل لترتيب موضوع إجراء الانتخابات والتوافق على التفاصيل الدقيقة الخاصة بالعملية الانتخابية، كما لا يمكن لأي قيادي أن ينوب عنه في مثل هذا الاجتماع “.
ونبه أن “إجراء الانتخابات الفلسطينية، يتطلب دعما إقليميا ودوليا، وقد يكون عباس في انتظار الضوء الأخضر من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل” للذهاب نحو إجراء هذه الانتخابات، لأنه بدون موافقتهما لن تعقد أي انتخابات”.
وأوضح أن “لدى الفصائل تخوفات وهواجس في ما يخص إجراء الانتخابات، بشأن موضوع القدس، قانون ومحكمة الانتخابات، التفاهم على اليوم الذي يلي الانتخابات وغيرها من القضايا المتعلقة بضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة”.
من جانبه، ذكر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أن “هذا هو الأمر الناقص في ما ورد من استجابات”، موضحا أن “الموضوع لا يتوقف عند موافقة الفصائل وفتح على تتابع الانتخابات، وهذا أمر جرى التوافق عليه، ولكن الموافقة النهائية تتوقف على ما تبقى”.
ونوه إلى أنه “حتى الآن لم تظهر هناك أي موافقة أو حتى استعدادات من قبل فتح لعقد اجتماعات على مستوى قيادي مقرر، للبحث في باقي القضايا بما فيها الموضوع السياسي وقانون وآليات إجراء الانتخابات”.
ورأى أن “الوساطة التي تقوم بها لجنة الانتخابات، غير كافية للاطمئنان بأن الأوضاع جاهزة لإجراء الانتخابات”، مضيفا: “نحن في الانتظار، وأعتقد أن هذا الموضوع قد يكون سببا في تبديد الأجواء الإيجابية التي تظهر الآن على السطح”.
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن “الخطوة التي حصلت، تأتي استكمالا للجهود المبذولة للذهاب إلى انتخابات فلسطينية عامة، وتأكيدا على ما ذهبت إليه حماس والفصائل من محاولة إنهاء الانقسام، وعزمهم على إنجاح هذه الجهود بكل الوسائل المتاحة”.
ونوه إلى أن “موافقة أبي مازن، تأتي تتويجا للجهود المبذولة، ولكن يجب أن يتم إعلان موعد الانتخابات في أقرب وقت ممكن”، معتقدا أن “عباس لا يريد عقد اجتماع مع الفصائل، ويريد فقط انتخابات تشريعية في الوقت الحالي، وينتظر نتائجها ليقرر بعد ذلك المضي في الانتخابات الرئاسية”.