مرايا – استقبلت إدارة حماية الأسرة 11923 حالة وقضية خلال عام 2018، حيث شكلت قضايا الاعتداءات الجسدية ما نسبته 22.3%.
وشكلت إجمالي الحالات ما نسبته 47.3% وبعدد 5640 حالة تم إحالتها الى مكتب الخدمة الاجتماعية وأحيل 16.9% الى الحكام الاداريين، وشكلت الاعتداءات الجنسية 13.5% من مجموع الشكاوى والحالات التي وردت للإدارة، وذلك حسبما جاء في تقرير إنجازات مديرية الأمن العام لعام 2018 والذي نشر مؤخراً.
وأشارت جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن إدارة حماية الأسرة ووفقاً لقانون الحماية من العنف الأسري لعام 2017 والذي دخل حيز التنفيذ خلال أيار 2017 تتولى النظر في جميع الشكاوى المتعلقة بالعنف الأسري، وعلى كل الجهات الأخرى تحويل جميع الحالات الواردة اليها سواء من خلال الشكاوى أو الإخبار الى الإدارة (المادة 6). ويمكن لإدارة حماية الأسرة إجراء تسوية في النزاع بموافقة الطرفين، إلا إذا كان الفعل يشكل جناية حيث يتوجب إحالتها الى المدعي العام المختص (المادة 7).
وأكدت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) والصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة على أنه كلما انخفض سن النساء المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج كلما ارتفعت نسبة من يبررن ضرب الأزواج لهن، حيث أظهرت النتائج بأن 62.5% من النساء المتزوجات من الفئة العمرية (15-19 عاماً) وافقن على سبب محدد واحد على الأقل كمبرر لقيام الأزواج بصفعهن أو ضربهن. وهذه النسبة هي الأعلى بين جميع الفئات العمرية الأخرى للنساء المتزوجات. علماً بأن النسبة لجميع الفئات العمرية من الزوجات 46% و 69% من الأزواج.
وأشارت “تضامن” بأن المسح قد حدد 7 أسباب لتبرير الزوجات ضرب أو صفع الأزواج لهن، وهي إحراق الطعام، التجادل مع الزوج، الخروج من المنزل دون إخبار الزوج، إهمال الأطفال، إهانة الزوج، عدم إطاعة الزوج، علاقة الزوجة برجال آخرين. وتلاحظ “تضامن” بأن أعلى نسبة من المتزوجات من الفئة العمرية (15-19 عاماً) بررن ضرب الأزواج لهن في حال كان لهن علاقة برجال آخرين (59.1% منهن)، تلاها إهانة الزوج (27.9%)، وعدم إطاعة الزوج (18.9%)، والخروج من المنزل دون إخبار الزوج (15.1%)، وإهمال الأطفال (12.4%)، والتجادل مع الزوج (10.1%)، وأقلها كان إحراق الطعام (2.2%).
وأكدت “تضامن” على أن ميل الزوجات لتبرير ضرب أزواجهن لهن يعود في جذوره الى العديد من أوجه عدم المساواة والتمييز بين الجنسين في المجالين الخاص والعام، والى الصور والقوالب النمطية لكل من الذكور والإناث، والى العادات والتقاليد المسيئة للنساء بشكل عام، والتي تعمل جميعها على ترسيخ الفكر الذكوري بإعتباره من الأمور المسلم بها، وبالتالي تتيح للذكور ضرب الإناث من جهة والسيطرة على خياراتهن والتحكم بحياتهن من جهة أخرى.
وأضافت “تضامن” الى أن هذه المواقف المؤيدة في تبرير ضرب الأزواج لزوجاتهن منتشرة أيضاً بين الأزواج من ذات الفئة العمرية (15-19 عاماً)، إلا أن المواقف المؤيدة لذلك من قبل الأزواج هي أعلى بنسبة قليلة من الزوجات، حيث وافق 64.2% من الأزواج على سبب محدد واحد على الأقل كمبرر لقيامهم بصفع أو ضرب الزوجات من بين الأسباب السبعة المذكورة سابقاً.
وربطت “تضامن” ما بين ارتفاع نسبة الزوجات من الفئة العمرية (15-19 عاماً) اللاتي يبررن ضرب الأزواج لهن وما بين تزويج القاصرات، وهو رابط يؤكد لنا من جديد الآثار السلبية لتزويج القاصرات وارتفاع نسب العنف بينهن خاصة من الأزواج والمتمثل بتبرير هذا العنف الذي من شأنه أن يستمر في ظل أجواء قبول من القاصرات مما يستحيل معه حصول التبليغ أو الرصد لوضع حد له. وهو في هذا الإطار يقع ضمن المواقف والمعايير الاجتماعية المؤيدة لضرب الزوجات وتعنيفهن.
هذا وكان تقرير التنمية البشرية لعام 2014 والصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت عنوان “المضي في التقدم: بناء المنعة لدرء المخاطر”، قد تضمن فصلاُ خاصاً حول انعدام الأمن الشخصي كأحد الأسباب التي تؤدي الى انعدام الأمن العالمي باعتبار أن المخاطر على الأفراد هي مخاطر على العالم أجمع.
وأشارت “تضامن” الى أن الجدول الثاني عشر والمعنون بانعدام الأمن الشخصي تم تقسيمه الى أربعة أقسام أولها الفئات المعرضة للمخاطر وتشمل اللاجئين والنازحين والمشردين والأطفال الأيتام والسجناء والعاطلين عن العمل لفترة طويلة، وثانيها عمق العجز الغذائي، وثالثها معدل جرائم القتل، وأخيراً رابعها المواقف وتشمل فقط تبرير ضرب الزوجات.
وأضافت “تضامن” بأن أدراج تبرير ضرب الزوجات كأحد أهم الأسباب التي تؤدي الى انعدام الأمن الشخصي ما هو إلا دليل على عمق الآثار السلبية التي تترتب على العنف الذي يمارس ضد الزوجات، النفسية منها والاجتماعية والصحية وما ينتج عنه من إيذاء نفسي وجسدي الذي قد يتسبب بإعاقات دائمة.
وأكدت “تضامن” على أن العنف المبرر من قبل النساء والفتيات في الأردن والذي يمارسه الأزواج ضد زوجاتهن ما هو إلا حجر الأساس الذي تستند عليه كافة أشكال العنف الممارس ضدهن في المستقبل، فضرب الزوجات وهو شكل من أشكال العنف المنتشرة في المجتمع والذي ساهمت في تفشيه النساء والفتيات بشكل أو بآخر وسواء عن علم بعواقبه أم من دون علم، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته لحماية النساء والفتيات وتوعيتهن من المخاطر الاجتماعية والصحية والنفسية التي تترتب على ممارسته.