مرايا – كشف موقع مؤيد للحركة الصهيونية أن 30 شخصا من 15 دولة عربية شاركوا في لقاء تطبيعي واسع النطاق في لندن، بهدف تأسيس “مجلس للتكامل الإقليمي” مع الكيان الإسرائيلي، بغرض تحقيق مزيد من التقدم في مجال تطبيع العلاقات العربية مع دولة الاحتلال العبرية.

وبحسب ما نشر موقع “جيويش نيوز”، الأربعاء، فقد اجتمع هؤلاء في فندق مجهول في لندن، للحديث حول العلاقات مع “إسرائيل”، وضرورة تجديدها، ومناقشة كيفية إصلاح العلاقات مع الدولة العبرية، وإدانة حركة مقاطعة “إسرائيل” (بي دي إس) وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها.

وساهم هؤلاء في تشكيل ما أطلقوا عليه “مجلس التكامل الإقليمي”، بهدف “تحقيق السلام والحب والصداقة” مع “إسرائيل”. و”المشاركون من جنسيات تتراوح بين الجزائر واليمن”، حسب الموقع.

وجرى دعوة هؤلاء من قبل “مركز اتصالات السلام” ومقره الولايات المتحدة، الذي يديره دينيس روس، الذي عمل على الترويج لإسرائيل في الشرق الأوسط خلال إدارتي جورج بوش الأب وبيل كلينتون.

وبحسب الموقع، لم يحضر أي إسرائيلي الاجتماع، نظرا لمخاوف من ملاحقة المشاركين العرب “وقمعهم” بتهمة التطبيع مع إسرائيل.

ويزعم أحد الدعاة إلى المؤتمر، ويدعى جوزيف برود، أنها “مبادرة مدنية ليس للحكومات أي دور فيها”، لكن صداها بالتأكيد سيتردد في كل أرجاء الشرق الأوسط.

وعرف من بين المشاركين في المؤتمر، الذي انعقد لمدة يومين، الجزائرية المثيرة للجدل بأوساط الجزائريين في فرنسا سعيدة غريبي. كما عرف منهم حسن شلغومي، الذي يحظى بحماية دائمة من الشرطة الفرنسية وهو يعرف نفسه كشيخ تونسي مسلم يقيم في باريس، وسافر إلى إسرائيل أكثر من مرة وتجول في مستوطناتها، داعيا للتطبيع.

الإمام اللبناني صالح حامد كان هو الآخر من ضمن المشاركين، إلى جانب مريم الأحمدي، الباحثة في وزارة الداخلية الإماراتية سابقا.

كما عرف أيضا من بين المشاركين، محمد أنور السادات، ابن أخ الرئيس المصري السابق الذي يحمل نفس الاسم، ووزير الصحة الكويتي السابق سامي عبد اللطيف النصف، والمحامية المصرية المقيمة في لندن إجلال غيتا، ورسامة الكاريكاتير السعودية وداد البكر، والباحثة العراقية في مرحلة الدكتوراة في ألمانيا سناء وجد علي، والفلسطيني محمد دجاني داودي الذي يعمل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، والسوداني إبراهيم سيد أحمد.

وتضمنت النقاشات التي دارت في المؤتمر التركيز على ضرورة عقد سلام شامل مع إسرائيل، وتحسين العلاقات معها، بما في ذلك إصلاح اتفاقيات السلام الموقعة من قبل، والحد “من خطاب العنصرية والكراهية ضد إسرائيل”، والتركيز على أن إسرائيل تقوم بمعاملة العرب معاملة حسنة وفق حقوق الإنسان.

كما اتهم الاجتماع الفلسطينيين بـ”ارتكاب خطأ كبير” ووصفهم بـ”نشر الكراهية بدل الاستثمار في الطاقات البشرية مثل المحامين والمدرسين والأطباء”.

وتضمنت دعوات ومطالب المشاركين أسلوبا استفزازيا مثل مطالبة العرب بتربية أجيال “ليس لها أي مشكلة مع إسرائيل، ومستعدة للدراسة فيها أو العلاج في مستشفياتها، بدل نشر الكراهية عنها”.

وشدد متحدث على أن من الخطأ القول إن الفلسطينيين ظلوا في المخيمات لمدة 70 سنة واستغلال ذلك في الحديث عن انتهاكات إسرائيل بحقهم، وإن بعضهم عاشوا في دول عربية واندمجوا في مجتمعاتها. كما شدد على أن مطالبة اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم خطأ كبير، خصوصا أولئك الذين لم يروا فلسطين من أجيال اللاجئين اللاحقة.

وأدان المجتمعون المقاومة الفلسطينية من خلال التنديد بـ”عدم إبداء الندم” على العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية على مدار سنوات الصراع، من عمليات قصف للمطارات والسفارات وخطف الطائرات، إضافة إلى التنديد بمنظومة “بي دي إس” ومساعيها نحو فضح سياسات الاحتلال.

وإلى جانب مشاركة هؤلاء، شارك رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في المؤتمر، وألقى كلمة عبر الإنترنت للإشادة بالمؤتمر. وبحسب القائمين على المجلس، سيجري إنشاء سلسلة من اللجان الفرعية المتخصصة في مجالات السياسة والفنون ومنصة مخصصة لوسائل التواصل الاجتماعي بغرض الاستمرار في نشاطات المجلس، كما سيجري عقد لقاء آخر في واشنطن العاصمة، خلال شهرين، لمراجعة مدى التقدم الذي يحرزه المجلس.

القدس العربي