مرايا -طالبت أُمهات الأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، بالتدخل للإفراج عن أبنائهن الأسرى والمفقودين.
جاء ذلك في رسالة وّجهتها أُمهات الأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال إلى جلالته.
وناشدت الأمهات، الملك عبد الله الثاني توجيه الحكومة لإجراء تبادل للأسرى مقابل المتسلل الاسرائيلي الذي انتهك سيادة الدولة الأردنية بدخوله غير الشرعي على حد تعبيرهن.
الجدير بالذكر، أن 24 أسيرًا و30 مفقودًا اردنيا في المعتقلات الاسرائيلية صدرت مطالبات شعبية ونيابية بالإفراج عنهم في صفقة تبادل مع المتسلل الإسرائيلي.
وفيما يلي نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين
تحية حب ووفاء لك من قلوب عامرة بالوفاء لك ولأردننا الغالي.
“نخاطب جلالتكم وأنت صاحب القلب الرحيم الحاني بأبنائه و إخوانه الأردنيين، نخاطبكم نحن أمهات الأسرى و المفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني؛ وقد أنهكتنا الأحزان وأتعبنا الانتظار وباتت وجوهنا وتجاعيدنا تروي مرارة الألم والفراق و الشوق ولوعته.
حضرة صاحب الجلالة ، لقد طالت قضية فلذات أكبادنا في سجون الاحتلال، سنوات طويلة لم ندع فيها باباً إلا طرقناه ولا مسؤولاً إلا وقفنا على بابه و لا وزارة إلا ذهبنا لها مطالبين بتفريج همنا..
سنوات طويلة لم نرَ أبناؤنا فقد كبروا و غزا الشيب شعرهم ولم تكتحل عيوننا برؤيتهم، يعيشون في ظروف اعتقالية بغاية السوء، لا إنسانية، مهينة، تنتهك كرامة الإنسان، في زنازين عفنة وأطعمة سيئة و إهمال صحي كبير، سنوات وأيام حرمنا منهم الاحتلال و حُرموا منا ونحن ننتظر حتى ملّ الانتظار منا.
حضرة صاحب الجلالة : يا ابن المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال، الذي قال يوماً : ” الإنسان أغلى ما نملك” ، هذه وصية الحسين لنا فهل نترك أغلى ما نملك في قبضة الاحتلال؟ وهل نقبل ونحن أردنيون لا نقبل الضيم، أن نترك أسرانا في السجون يعانون؟ هل نقبل و نحن النشامى الذين لا ننحني إلا لله أن نترك جنودنا من أبناء الجيش العربي الهاشمي مفقودين لا نعلم مصيرهم أحياء أم شهداء ؟
يا مليكنا المفدى ، في الوقت الذي يتعرض فيه وطننا للضغوط نتيجة موقفكم المشرف برفض التنازل عن المقدسات في سياق صفقة القرن ، لا نطالب بالمستحيل و لكن نريد حرية لفلذات أكبادنا فقط، نريد أن نشمّ رائحتهم و نضمهم لصدورنا قبل أن يأتينا الأجل فقد بلغنا من العمر عتيا ، و سبقتنا أمهات هشام الكعبي ومنير مرعي وعمر عطاطرة إلى رحمة الله يشكين ظلم سجان حرمهنّ من وداع أولادهن ؛ أما نحن فابتلينا بالأمراض حزناً و كوتنا الشمس ونحن نعتصم ونصرخ ونطالب بهم، فهل سنفرح بعدالة تعطي الإنسان حقه بحرية عاجلة غير آجلة؟ أم سنرحل أو سيرحلون هم شهداء كما سبقهم رفيقهم سامي أبو دياك فنستقبلهم بالأكفان!
نخاطبكم أبا الحسين وابن الحسين ، وكلنا أملٌ أن تكون مصدر فرحتنا و جلاء همّنا فقد فرّطت حكومتنا السابقة بأوراق عديدة كان من الممكن أن تنقذ أولادنا وتكون سبباً بفرحتنا ولمّ شملنا، واليوم لدينا ورقة رابحة نطالب باستثمارها وهي المتسلل الصهيوني “كونستانتين كوتوف” الذي اقتحم أرضنا و انتهك سيادتنا الأردنية، فيا قائدنا المفدى نحن لا نريد سوى تبادل أسرى بيننا وبين الصهاينة فالمتسلل مقابل أسرانا ومفقودينا ، وهذا ممكن كيف لا وقد عقدت المقاومة الفلسطينية أكثر من مرة صفقات تبادل، فكيف ونحن الدولة صاحبة السيادة لا نعيد أبناء الوطن لأحضاننا، كيف لا وقوانين الاحتلال وأعرافه تسمح باستخدام الأسرى كورقة ضغط فمن باب المعاملة بالمثل نريد تبادلاً .
قد يقول قائل أن المتسلل الآن أمام القضاء العادل، فأي عدالة يا أبا الحسين بأن يحكم أسرانا بأحكام فلكية تعتبر الأعلى في العالم فهناك ٦٧ مؤبداً و ١١ مؤبداً وغيرها من الأحكام الانتقامية التي لم تخضع للعدالة محاكمهم الصورية فمحاكمهم لم تنصف أسرانا وسجانيهم لم يحترموا كرامة أسرانا و “دولتهم” لم تحترم سيادة دولتنا باحترام مواطنين و عدم انتهاك إنسانيتهم .
حضرة صاحب الجلالة:
نخاطبكم ودموعنا تسبقنا، نخاطبكم ونحن نحمد الله كل صباح أن أحيانا ولم يميتنا قبل أن نضمّ أحبابنا و أن نعرف مصير مفقودينا فإن كانوا شهداء فتراب الوطن أحق بهم و إن كانوا أسرى فهواء وطنهم يشتاقهم .
يا جلالة الملك مؤمنين نحن بكم و بحبكم لنا ، واثقين بجهدكم وقدراتكم بوقوفكم بجانب أسرانا لذلك نناشدكم ونقسم عليكم روّحلنا اولادنا نريدهم أحياء نحتفل بهم لا شهداء نستقبل أكفانهم ولا سبيل لذلك إلا بتبادل.
بدنا تبادل يا أبا الحسين..
بدنا تبادل يا أبا الحسين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الداعيات لك دوماً
أمهات الأسرى والمفقودين الأردنيين في سجون الاحتلال الصهيوني”.