مرايا – تحدث مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، اليوم الخميس، عن أهمية دور الأسرة، وكيف أعادت ظروف انتشار وباء كورونا، وفرض الحظر، للأسرة ألقها وأهميتها.

وقال سرحان: “طالما تحدثنا عن الأسرة ومفهومها وقيمتها ودورها ومكانتها وطالما عقدت المؤتمرات ونظمت الندوات والمحاضرات للحديث عن الأسرة، والشعور الغالب هو ضعف دور الأسرة ومكانتها”.

وأضاف: “كنا نناقش كيف يمكن أن نعيد للأسرة دورها الريادي مقارنة مع السابق. ولماذا تراجع هذا الدور لصالح وسائل الاعلام والتواصل والبيئة وغيرها؟ وكيف أثر ذلك على تماسك الأسرة وتربية الأبناء مما انعكس سلبا على المجتمع.

وتابع سرحان: “وفي هذا الظرف الاستثنائي بسبب انتشار فيروس كورونا، أصبحت الدول تغلق حدودها ومنافذها الحدودية، بل وتفصل بين مدن البلد الواحد، وتحد من حركة الأفراد ووسائل المواصلات وهي إجراءات وقائية هدفها الحد من انتقال الوباء وانتشاره والحجر على المصابين، فالخطر كبير والعدو شرس يتجاوز الحدود الجغرافية ولا يقيم شأنا لكبير أو صغير، لغني أو فقير، لا يميز بين لغة أو دين، أو عرق أو لون، والإجراءات استثنائية وخارجة عن العادة، ليس فيها مجال للمجاملة، بل فيها قدر كبير من التقوقع والانكفاء على الذات”.

وأشار: “في هذه الظروف الصعبة يعود للأسرة القها وأهميتها، وتعود كما كنا نقرأ في كتب اللغة انها “الدرع الحصين”، نعم هي درع وهي حصينة، درع لأن ابنائها لجأوا إليها بعد أن توقف العمل وأغلقت المؤسسات وتباعد الاصدقاء، وهي سعيدة “بلمة” أفرادها بالرغم خطر الوباء”.

وتابع: “وهي حصينة ومحصنة لحرص أفرادها بعضهم على بعض، كل واحد منهم حريص على الآخر بقدر حرصه على نفسه أو أكثر، فالأبوين يتابعون أبنائهم ليس فقط في سلوكياتهم بل وفي تحصيلهم الدراسي”.

وأضاف سرحان: “والأبناء وقد عرفوا أن خطر هذا الوباء على كبار السن أكثر منه على الشباب؛ لا يألون جهدا في التأكيد على آبائهم وأمهاتهم بعدم مغادرة المنزل والالتزام بالإجراءات الصحية، وهي صورة تعكس قدرا كبيرا من تماسك الأسرة الأردنية بالرغم من مظاهر الخلل التي طالما أشير اليها هنا أو هناك”.

وبين سرحان: “في هذه الظروف يتم ترجمة المفاهيم إلى سلوكيات عملية وقيم أخلاقية، تحرص الاسرة على ضبط إيقاع أفرادها بما يتناسب مع الظرف الاستثنائي، فتأخذ على يد من يحاول أن يتجاوز، حرصاً على صحته وصحة الأسرة، وإن كنا بحكم الواقع وتباعد المساكن أصبحنا نعيش ضمن الأسرة الصغيرة أو ما يعرف “بالأسرة النووية” إلا ان التواصل عن بعد لا ينقطع مع الأسرة الكبيرة “الأسرة الممتدة” من أجداد وجدات وأعمام وعمات، وأخوال وخالات، تواصل لا ينقطع طوال الوقت ينقل أدق التفاصيل وكأنهم يعيشون معا، بل تمتد الدائرة الى أوسع من ذلك الى الأرحام والأقارب وهي قيم طالما اشتكينا انها ضعفت او تلاشت”.

ويرى سرحان: أن الأسرة الأردنية تؤكد أنها الخلية الاولى في المجتمع، فهي دائمة التواصل مع الجيران والاصدقاء، ولن تزيدها المحن والشدائد إلا قوة ومنعة، وستبقى حصناً للقيم الفاضلة، وأن مظاهر الخلل هي أعراض طارئة يمكن معالجتها بالجهد المخلص والتركيز على الإيجابيات والنماذج الناجحة وهي كثيرة.

ويختم سرحان بالقول: :لعل هذه المحنة الطارئة فرصة لتقييم مناهجنا الدراسية وتعزيز المحتوى الذي يساهم في بناء أسرة قوية متماسكة منتمية الى وطنها وأمتها، وان يهتم الإعلام بنشر قيم الفضيلة، وأن تعيد مؤسسات المجتمع المختلفة الرسمية والاهلية من طريقة التعامل مع مظاهر الخلل وعدم تعظيمها والمبالغة فيها، ومعالجتها ضمن منهج علمي مدروس يستند الى تعاليم ديننا الحنيف والقيم الفاضلة، يؤدي فيه الجميع ما عليه من واجبات ويحفظ الحقوق، لبناء مجتمع تسوده العدالة، تفعل فيه الطاقات بعيدا عن بث روح الصراع، وأن يدرك الجميع أن الأسرة هي الملجأ والملاذ الآمن الذي لا بديل عنه، وأن من الواجب تعزيز دورها في ظروف الرخاء لتكون الملاذ الآمن وقت الشدة، فهي الحصن الذي تزيده الشدائد قوة ومنعة.