مرايا – أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية أندرس بيدرسن، أن العمل الجاد في التخطيط والتنفيذ والمتابعة لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية على مدى السنوات الست الماضية أثبت بأنها أساساً للشراكة المتينة القائمة بين المجتمع الدولي والحكومة الأردنية، ومع دخول الأزمة السورية عامها العاشر، ولا يزال الأردن يعدّ مثالاً عالميا لحسن الضيافة باستضافته لأكثر من 657 الف لاجئ سوري مسجلين في الامم المتحدة.
وقال المنسق الاممي، إنه تم التحقق من خطة الاستجابة في ظل ظروف غير مسبوقة مع انتشار وباء كوفيد 19، حيث ان الأردن اتخذ منذ بداية الأزمة إجراءات حاسمة لحماية كل من يعيش في البلاد من الآثار المباشرة لهذا الوباء على الصحة العامة.
ودعا بيدرسن المجتمع الدولي لدعم الجهود الأردنية للحفاظ على الأمن الإقليمي والحفاظ على الصالح العالمي، وليكن عام 2020 عامًا يمكن من خلاله العمل معًا، حيث نظهر مرة أخرى ما يمكن أن تحققه الشراكة العالمية القوية.
وأكد ضرورة التعافي بشكل أفضل من خلال تطبيق أفضل الممارسات، بما في ذلك الابتكارات التي تلبي الاحتياجات الإنسانية والاستفادة من فرص التعافي والتنمية لتحسين حياة اللاجئين والأردنيين على حد سواء.
واوضح ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن دومينيك بارتش، أن على العالم ألا يعتبر سخاء الأردن مع اللاجئين أمرا مفروغا منه، فقد كانت المملكة ولا تزال “دولة مضيفة مثالية”، تقدم للاجئين حياة كريمة وآمنة، وفرصا للانخراط بشكل منتج في الاقتصاد المحلي، كما أن الأمر الملحوظ هو حقيقة أن الشعب الأردني مازال يدعم اللاجئين بنسبة ثلاثة من كل أربعة أردنيين لا يزالون ينظرون إلى وجود اللاجئين كأمر إيجابي، وفقًا لبحث أجراه مركز “بيو” للأبحاث.
وقال: “نحن ممتنون للغاية لأن الحكومة الاردنية أدرجت في خطة الاستجابة الوطنية لفيروس كورونا جميع السكان داخل حدودها، وكان موقف السياسة الواضح هذا حاسمًا في احتواء انتشار الفيروس وحماية الأردنيين واللاجئين على حدٍ سواء، بينما لا نزال نكافح في جميع أنحاء العالم مع الخسائر البشرية المدمرة لفيروس كورونا وتأثيرها الاقتصادي الساحق، فإن التحقق من صحة البرنامج المشترك في أوقات هذه الأزمة العالمية غير المسبوقة يظهر بوضوح أن الاستجابة يجب أن تتبع نهجًا متكاملًا، إذا أردنا مساعدة المواطنين الأردنيين واللاجئين على حد سواء على استعادة سبل عيشهم”.
واضاف بارتش أن الاستجابة الصارمة من قبل حكومة الأردن لأزمة كورونا تحمل دروسًا مهمة حول كيفية عملنا معًا لتلبية الاحتياجات على المدى المتوسط والطويل للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم، خاصة في الوقت الذي تكون فيه احتمالات العودة إلى سوريا لا تبدو وشيكة، وان الحوار المستمر والتنسيق الأوثق بين منظمات العمل الإنساني والإنمائي والشركاء أمر ضروري، إذا أردنا فتح فرص نمو إضافية واستثمارات دولية، وهذا سيحول ما هو اليوم أزمة إنسانية إلى فرصة إنمائية للجميع.
وحول الخطوات الجديدة في تحديث خطة الاستجابة بالنسبة للعام 2020 وما يليه، بين أن الحكومة الأردنية مع المنظمات الدولية أعدت ملحقا للخطة خاصا للاستجابة لجائحة كورونا تضمن عددا من التدخلات الطارئة للحد من أثر الجائحة.
وعلى صعيد متصل، ثمن سفراء الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة دور الأردن المتميز بقيادة الملك عبدالله الثاني تجاه اللاجئين، وتوفير سُبيل العيش الكريم لهم بالرغم من شح الموارد المتاحة، مؤكدين أنهم سيستمرون ببذل الجهود اللازمة لتوفير الدعم للحكومة الأردنية في مكافحة تفشي وباء فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية والاجتماعية.
وقدمت مستشارة وزير التخطيط والتعاون الدولي فداء غرايبة عرضاً مرئياً وايجازا للخطة تضمن الخطوات التي اتخذت لإعدادها، والوضع التمويلي للخطة موزعا حسب القطاعات، مستعرضة الخطوات المستقبلية التي سيتم السير بها.