يونيسف: 77 ألف طالب وطالبة تأثر تعليمهم بسبب انفجار بيروت
مرايا – أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بتعرّض 183 مرفقا تعليميا للأضرار أو التدمير، بسبب تفجيرات وقعت في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الماضي، مما أثّر على أكثر من 77 ألف طالب وطالبة، بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد.
“يونيسف” قالت، في بيان السبت، إنه بعد مرور شهر على وقوع الانفجارين المدمرين في مرفأ بيروت: “تعرّضت 163 مدرسة خاصة وحكومية على الأقل لأضرار، وأثر على 70 ألف طالب وطالبة، وعلى 7600 معلم ومعلمة”.
إضافة إلى ما سبق، “تعرّضت 20 مدرسة للتعليم والتدريب التقني والمهني لأضرار، مما أثر على 7300 طالب على الأقل”، بحسب يونيسف.
ودعت المنظمة الأممية إلى العمل العاجل وزيادة الدعم لضمان حصول جميع الأطفال المتضررين على التعليم عندما يبدأ العام الدراسي الجديد في وقت لاحق من هذا الشهر.
ممثلة يونيسف في لبنان، يوكي موكو، قالت، “إن بإمكان التعليم أن يوفر، في أوقات الكوارث، نبضا حيويا للأطفال الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب”، معربة عن قلقها إزاء “أضرار كبيرة لحقت بمدارس واقعة في الأحياء الأكثر تضرراً، والأثر الذي يمكن أن يحدثه ذلك على الأطفال”.
“80% من المدارس لحقت بها أضرارا خفيفة إلى متوسطة، بينما تعرضت 20% منها إلى أضرار جسيمة”، بحسب تقييمات أولية أجرتها وزارة التربية والتعليم العالي ضمن دائرة نصف قطرها 20 كيلومترا من الانفجار.
وبحسب يونيسف؛ “يُقدّر عدد الأطفال الذين يقطنون على بُعد 20 كيلومترا من التفجير بـ 600 ألف طفل، يعانون من تأثيرات سلبية نفسية قصيرة وطويلة الأمد”.
وتحتاج يونيسف إلى 50 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية للأطفال والعائلات خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، حيث تأتي الدعوة لزيادة نطاق دعم التعليم للأطفال والأسر في بيروت، تزامنا مع إطلاق تقرير قصير بعنوان “كل شيء من حولي خراب”، الذي يسلط الضوء على تداعيات التفجيرين على الأطفال والأسر في بيروت، واستجابة يونيسف حتى تاريخه.
وقالت موكو “بعد شهر من الانفجارات المدمرة، لا تزال الاحتياجات حادة ونحتاج إلى التطلع للمستقبل”، مشيرة إلى أنه “مع المدة الزمنية التي ستستغرقها إعادة بناء وإعادة تأهيل المدارس المتضررة واستبدال الأثاث والمعدات المدرسية المفقودة، فإن الحاجة ملحة لتعزيز خيارات التعلم عن بعد للأطفال المتضررين”.
ودعت إلى توفير تدريب ودعم للمعلمين، لضمان حصول الأطفال على التعليم الجيد عن بعد، وعلى مستوى من الرعاية النفسية والاجتماعية للمساعدة في شفائهم من الصدمات التي يعانون منها.
“تحديات إضافية على التعليم”
ممثلة يونيسف في لبنان، قالت إن إغلاق المدارس بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد يضيف تحديات أخرى”، داعية إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لإعادة الأطفال إلى التعلّم “حتّى عن بعد” في أقرب وقت ممكن.
وتستدرك موكو “الخطط تزداد تعقيدا بسبب تأثير الانفجارات، ومع تدمير العديد من المنازل وإجبار الأسر على الانتقال”، داعية إلى وجود معالجة محدودية للحصول السريع على المواد التعليمية وتجهيزات الاتصال قبل بدء العام الدراسي الجديد.
وأشارت إلى أن الأطفال الأكثر ضعفاً، لم يكن لديهم، منذ البداية، مواد تعليمية أو تجهيزات اتصال، مما يعرّضهم أكثر لمزيد من خطر التأخر في الحصول على التعليم، بل وربما التسرب من المدرسة.
وتركز استجابة يونيسف على الاحتياجات النفسية – الاجتماعية للأطفال ومقدمي الرعاية، مع الحفاظ على سلامة الأطفال، وتوفير الرعاية الصحية لهم، وإعادة تأهيل الخدمات الأساسية، وتزويد اليافعين والشباب بالمهارات التي يحتاجون إليها ليكونوا جزءا من الجهود المبذولة لإعادة بناء بلدهم، مع الحد من انتشار الجائحة.
يونيسف، تعمل مع شركائها في المناطق المتضررة من الانفجارات على دعم تأهيل المدارس المتضررة واستبدال الأثاث والمعدات، وتعزيز المبادئ التوجيهية للسلامة المدرسية، وتدريب المعلمين على الدعم النفسي الاجتماعي.
وشملت استجابة يونيسف لتلبية الاحتياجات الملحة الأخرى للأطفال المتضررين، تسليم 18 شحنة من الإمدادات الإنسانية الحيوية وإعادة وصل أكثر من 155 مبنى بشبكة المياه العامة وتركيب أكثر من 870 خزان مياه في المنازل المتضررة.