مرايا – شهدت مذكرات رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران بعنوان “القرار” الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر رواجا لدى القراء لتناولها مرحلة مهمة من التاريخ السياسي الأردني.
ووفقا لبيان عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، تناول الكتاب في فصوله وأبوابه طبيعة المحطات الحياتية والتعليمية بين محافظتي جرش والكرك، لتبدأ بعدها رحلة تعليم بدران الجامعي بكلية الحقوق في دمشق بعد عدم تمكنه من دراسة الطب، ثم عودته إلى عمان بعدها وانضمامه لصفوف الجيش العربي.
ويسرد صاحب الكتاب نصف قرن من تاريخ الأردن كأول رئيس للوزراء بعد عودة الحياة البرلمانية، إذ تقدم لنيل ثقة مجلس النواب الحادي عشر، واستمع إلى مناقشات عاصفة لبيانه، قبل أن ينال الثقة.
وكشف الكتاب قصة تأسيس دائرة المخابرات العامة، بعد تشكيل مكتب المباحث العامة، وطبيعة اختيار الأشخاص الذين أسسوا تلك المرحلة وصياغة قانون دائرة المخابرات، والتحديات الأمنية التي كانت تقف وراء رحلة تأسيس جهاز أمني محترف.
كما كشف الكتاب عن قصص كثيرة عن طبيعة الجهود المضنية التي كان لها الدور الكبير في إفشال مؤامرات كانت تستهدف الراحل الملك الحسين، وعددا من المؤسسات الحيوية في ذلك الوقت.
وقدم الكتاب رواية خاصة في قراءة تداعيات احتلال الضفة الغربية عام 1967، ومقدمات معركة الكرامة عام 1968 وبطولات الجيش العربي في تلك المعركة.
وانتقل الكتاب بين المواقع التي خدم فيها بدران؛ مديرا لدائرة المخابرات ثم مستشارا في الديوان الملكي، ووزيرا للتربية والتعليم ورئيسا للديوان الملكي، قبل أن يختاره جلالة الملك الراحل الحسين رئيسا للوزراء في عام 1976.
كما تناول قصة تأسيس مشاريع البنى التحتية في نهايات سبعينيات القرن الماضي، وسط ظروف سياسية مضطربة، وتحديات اقتصادية كان الهدف منها الضغط على جلالة الملك الراحل الحسين للحاق بالرئيس المصري محمد أنور السادات لإبرام اتفاق سلام مع إسرائيل.
ولخص بدران مقدمات التحول الديمقراطي بعد أحداث هبة نيسان الشهيرة، وإجراء الانتخابات النيابية عام 1989، مخصصا في الكتاب جانبا مهما للكشف عن كواليس مراكز القرار إبان احتلال العراق للكويت في عام 1990 وتداعيات الحرب على العراق، وموقف الأردن الصلب في تلك المرحلة.
ونتيجة للإقبال على اقتناء الكتاب، تسعى دار النشر إلى اصدار طبعة ثانية من الكتاب لتلبية الطلب المتزايد على الكتاب في المملكة.