مرايا – أطلقت الحكومة برعاية رئيس الوزراء عمر الرزاز الأحد، مشروع “الشباب والتكنولوجيا والوظائف” ودشنت رسميا أول مكونات المشروع الذي يحمل اسم “برنامج حوافز نمو الأردن ” لتشجيع نمو القطاع الرقمي.
ويأتي مشروع ” الشباب والتكنولوجيا والوظائف” بتمويل من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار.
وسيجري الإعلان تباعا في مراحل لاحقة عن المكونات الأخرى للمشروع التي تتضمّن برامج لمساعدة الشركات الناشئة، وتطوير المهارات الرقمية للشباب وطلاب المدارس الحكومية، ودعم برنامج خدمة العلم الذي أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي عن إعادة تفعيلها.
ويأتي إطلاق المشروع في الوقت الذي أصبحت فيه الرقمنة عمودا أساسيا للنمو الاقتصادي، ولتوفير فرص العمل بعدالة مع تجاوز التكنولوجيا والإنترنت لكل الحدود الجغرافية والسياسية، وللاندماج والاستفادة من نمو الاقتصاد الرقمي العالمي، في بلد نما فيه قطاع التكنولوجيا بأكثر من 5 أضعاف نمو الاقتصاد في السنوات الخمس الأخيرة.
وتندرج في إطار مشروع “برنامج حوافز نمو الأردن” ثلاثة برامج فرعية، هي برنامج “حوافز نمو الأردن – كفاءات”، برنامج ” نمو الأردن- الوصول للأسواق”، وبرنامج “نمو الأردن – منصات العمل الحرة”.
وأكّد رئيس الوزراء عمر الرزاز في كلمته خلال الإطلاق في رئاسة الوزراء ، بحضور عدد من الوزراء، فيما حضره عبر تقنية الاتصال المرئي ممثلون عن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هذا المشروع يعد وطنيا بامتياز؛ لأن بنوده ترتبط بما تقدمه الحكومة لتهيئة شبابنا لدخول سوق العمل.
وأشار الرزاز إلى أن ما يميز المشروع هو الشراكة الحقيقية بين الوزارات ومؤسسات القطاع الخاص المعنية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لافتا النظر إلى دور الشركات الناشئة في تشغيل المئات من شبابنا وشاباتنا في مرحلة تضاءلت فيها فرصة القطاعات الأخرى بالتشغيل.
وأكد أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعد من القطاعات الواعدة، ولاسيما أنه يتماشى مع ما يتطلبه القرن الحادي والعشرين من مهارات تعتمد على العمل عن بُعد سواء بوجود جائحة كورونا أو غيرها.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن جزءا من مشروع “الشباب والتكنولوجيا والوظائف” يتعلق بالتعليم المدرسي؛ إذ تضع وزارة التربية والتعليم في استراتيجيتها النظر في السنوات الأخيرة من المرحلة الدراسية للتركيز على العمل المهني والتقني، بهدف تخريج شبابنا وشاباتنا من المدارس بثقافة عمل لا تحتوي على ثقافة العيب، مع التأكيد على أن تتضمن النشاطات الصيفية واللامنهجية للطلبة التفاعل واكتساب مهارات أساسية.
وأضاف أن المشروع يتضمن أيضا خدمة العلم التي أطلقت الأسبوع الماضي بحلة جديدة مختلفة تبدأ بالضبط والربط والانتماء والعمل في الميدان، وتنتهي باكتساب مهارات يتطلبها سوق العمل في مختلف القطاعات.
وأشاد رئيس الوزراء بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأرقام التشغيل التي يحققها، وقدرته على تصدير الخدمات للخارج، مشيرا إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني يتحدث دائما عن هذا القطاع وأهمية استغلال شبابنا لفرص التشغيل الذي يقدمها، واستثمارها بالشكل المطلوب، مثنيا على دور الوزارات والمؤسسات القائمة على هذا المشروع.
وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة مثنى الغرايبة، إن للتحول الرقمي والرقمنة اليوم وقعا وأثرا كبيرا في إيجاد فرص العمل وبعدالة في جميع محافظات المملكة، “فعلى سبيل المثال سمحت التكنولوجيا بإيجاد أكثر من 1500 فرصة عمل في شهري الإغلاق بشركات عالمية ومحليّة، وكانت أغلب هذه الوظائف هي خدمات جرى تصديرها لأعمال خارج الأردن؛ مما يعزز من وضع ميزاننا التجاري بجلب عملة صعبة للوطن”.
وحول أهمية إتاحة الخدمات الحكومية بسرعة وجودة عالية للجميع، قال الغرايبة: إن التحوّل الرقمي لم يعد ترفاً، وإنما ضرورة للسير نحو المستقبل، موضحا أن الحكومة تطلق اليوم أولى مكونات مشروع “الشباب والتكنولوجيا والتوظيف” وهو “برنامج حوافز نمو الأردن” كباكورة أنشطة المشروع والمعنية بتشجيع نمو القطاع الرقمي حيث يندرج تحت مظلة هذا البرنامج الرئيس ثلاثة برامج فرعية أولها ينطلق اليوم رسميا تحت اسم “حوافز نمو الأردن – كفاءات “.
وأضاف: المكوّن الذي نطلقه اليوم يهدف إلى دعم خطط النمو للشركات الرقمية وتوسعها، وتحفيز الشركات الرقمية على إيجاد فرص عمل جديدة في الاقتصاد الرقمي من خلال تقديم منح للتوظيف بحيث تُغطي ما يصل إلى 50 % من رواتب الموظفين الجدد لمدة قد تصل إلى 6 أشهر، وتشمل مختلف الوظائف التي تحتاجها الشركات بغض النظر عن سني الخبرة المطلوبة”.
إطلاق برامج حوافز
وأكد الغرايبة أن الوزارة ستطلق من خلال المشروع خلال الشهر الحالي والمقبل برنامجي حوافز آخرين، وهما برنامج ” نمو الأردن-الوصول للأسواق” الذي يهدف إلى دعم الشركات الأردنية وبخاصة الناشئة منها؛ للوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وبرنامج” نمو الأردن-منصّات الأعمال الحرّة” لدعم توظيف الشباب والنساء بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني.
وقال، إن الحكومة ستطلق المكونات الأخرى لمشروع “الشباب والوظائف والتكنولوجيا” تباعا، مؤكدا أنها ستطلق الشهر المقبل برنامجا خاصا للشركات الناشئة للوصول للمستثمرين والأسواق العالمية.
وقال رئيس مجلس المهارات لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات علاء نشيوات، إن الحكومة شاركت المجلس في طريقة تصميم المشروع، وكان من المفيد جداً الاستفادة من التجربة الهندية التي أوجدت نموّا كبيراً في هذا القطاع بالهند، مشيرا إلى التطلع للقيام بدورنا في تحديد الفجوة مع حاجات السوق، واقتراح برامج التدريب التي سيعلن عنها تباعا خلال المرحلة المقبلة، مع ضرورة التركيز على المهارات الحياتية في هذه البرامج.
وأكّد الممثل المقيم للبنك الدولي بالإنابة، علي أبو كميل أن المشروع يذلّل العقبات على صعيدي العرض والطلب، من خلال التركيز على تعزيز توفر المهارات الرقمية من جهة، وعلى تعزيز نمو الاقتصاد الرقمي، ومن ثَم توفير فرص العمل والدخل من جهة أخرى.
وللاطلاع على تفاصيل “برنامج حوافز نمو الأردن” من خلال الرابط التالي: http://www.grow.jo .