مرايا – أكد سمو الامير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، ضرورة التوصل الى مقترح واقعي يقوم على اعداد دراسة جدوى للربط بين المياه والطاقة والغذاء في المنطقة العربية.

واشار سموه الى ضرورة التحليل الموضوعي للمعطيات للتوصل الى طرح ذي بُعد استراتيجي يعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة والنظر بشمولية في إطار المشرق العربي والمنطقة العربية.

وشدد سموه على ضرورة وضع حلول وخطط عابرة للحدود بعيدا عن السياسة، وتحديد اولوياتنا فيما يتعلق بقضايا المياه والطاقة والبيئة، خصوصا وان الدول العربية تمتلك القامات العلمية القادرة على ايجاد مثل تلك الحلول ووضعها حيز التنفيذ، مستشهداً سموه بخيرة ابناء الامة الذين اسهم عدد منهم في حينه بوضع ميثاق الامم المتحدة في اربعينيات القرن الماضي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سمو الأمير الحسن في الجلسة الافتتاحية للندوة التي نظمتها هيئة الطاقة الذرية الأردنية، أخيرا عبر تقنية الاتصال المرئي، تحت رعاية سموه، وحضور سمو الاميرة سمية بنت الحسن رئيسة الجمعية العلمية الملكية، تحت عنوان “دور التعاون الإقليمي في تحقيق التنمية المستدامة باستخدام الطاقة النووية: التخطيط المتكامل للرابط بين المياه والطاقة والغذاء في المنطقة العربية”.

وأشار سموه الى ضرورة أن تقوم الدول العربية بالبدء بالتخطيط الذاتي بما يلبي البعد الوطني المحلي، مبينا أن أبرز التحديات التي تواجه منطقتنا العربية وتواجه العالم ككل هو تحدي التغير المناخي، حيث يجب العمل على خفض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، والتي ستؤدي لا قدر الله الى تفشي المجاعات والاوبئة نتيجة لارتفاع منسوب المحيطات وزيادة رقعة التصحر والتي ستكون منطقتنا العربية أكثر عرضة لها مقارنة مع غيرها.

وقال سموه إن العالم بدأ يخرج تدريجياً من الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري ممثلاً بالنفط والغاز، وأنه يتوجب علينا في هذا الموقع الحيوي من العالم الانتقال لبدائل أخرى في توليد الطاقة وبالذات الطاقة المتجددة متمثلة بالطاقة الشمسية، لافتا بشكل خاص الى مشروع الطاقة الشمسية الضخم “ديزرتيك” والذي كان يهدف الى توليد كميات ضخمة من الكهرباء في الصحراء الكبرى ونقلها من المغرب العربي عبر بلدان افريقيا العربية لتصل الى بلدان المشرق العربي في آسيا وبهذا يتعزز مبدأ التكامل العربي وتضافر الجهود بابتكار حلول إبداعية تواجه التحديات المشتركة لمجموعة كبيرة من الدول العربية. واكد سموه انه في حال تم اعتماد خيار الطاقة النووية كأحد بدائل توليد الطاقة في منطقتنا فيجب ان نركز على كيفية التصرف بالوقود المستنفذ وحماية البيئة، داعيا المشاركين الى ضرورة اجتراح الحلول الخلاقة بعد التشخيص السليم للتحديات والمشاكل التي تواجه المنطقة العربية في ثلاثي المياه والطاقة والغذاء.

وشدد سموه على أهمية تكوين شراكات بين دول المنطقة العربية للانتقال من البعد الوطني الى البعد الإقليمي لمواجهة تحدي التغير المناخي حيث لا توجد دولة في المنطقة قادرة على مواجهة هذه التحدي بمفردها، لاسيما اذا أضفنا البعد البيئي الى ثلاثي المياه والطاقة والغذاء. كما ركز سموه على تعظيم الاستفادة من مساهمة الهيئات الدولية كالوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقتنا العربية مستفيدين من نجاح تجربة الوكالة في منطقة شرق اسيا والمحيط الهادئ وضرورة الاعتماد على الذات والكفاءات العربية من داخل المنطقة في تصميم النماذج الخلاقة العابرة للحدود بما فيه المنفعة المشتركة للدول العربية مجتمعة.

من جانبه، بين رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان في كلمته الاستهلالية اهمية الدور الرئيسي للطاقة النووية في معالجة العديد من جوانب الربط بين المياه والطاقة والغذاء، موضحا أن الطلب الإقليمي على كل من الطاقة والمياه آخذ في الارتفاع بسبب النمو الاقتصادي والسكاني، وأنماط الاستهلاك.

وأوضح أنه يمكن اعتبار مفاعلات الطاقة النووية على أنها بديل طويل الأمد لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، وكضمان لأمن الطاقة والتقلبات المستقبلية لأسعار النفط والغاز الطبيعي ومكون مهم بشكل خاص في استراتيجية طاقة منخفضة الكربون للحد من التغير المناخي، مشددا على أهمية التطبيقات النووية والتي من الممكن ان تسهم بشكل كبير جدا بالنهوض بالزراعة الذكية.

وشارك في الندوة كل من رئيس هيئة الطاقة الذرية اللبنانية، ومدير عام الهيئة العربية للطاقة الذرية ورئيس سلطة الطاقة الذرية المصرية وممثل دائرة التعاون التقني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية، بحضور رؤساء الهيئات العربية المعنية بشؤون الطاقة النووية في الدول العربية، اضافة الى عدد من المختصين من مختلف الجهات البحثية والعلمية الوطنية.