مرايا – تؤكد عدة مبررت اولوية منطقة اغوار الكرك في اقامة شبكة للصرف الصحي، فالمنطقة بسكانها الذين يزيدون عن (70) الف نسمة لا زالت تعتمد الحفر الامتصاصية لغايات تصريف المياه العادمة الخارجة من منازلهم ومصالحهم المختلفة، اذ يقدر عدد هذه الحفر بزهاء (15) الف حفرة، الكثير منها ولعسر الامكانات المالية لدى المواطنين شبه تالف ودائم النزف وسط الاحياء والطرقات وحتى في الشوارع العامة، بكل ما يعنيه ذلك من اضرار بيئية فادحة، اضافة لتوالد الحشرات الطارئة الناقلة للامراض والعدوى به، ما يهدد صحة المواطنين ولاسيما الاطفال منهم.
اضافة لمبرري الضرر البيئي والصحي، فثمة مبررات اخرى يسوقها مواطنون، فالمياه العادمة المجرثمة التي تنزفها الحفر الامتصاصية تغور في باطن الارض ذات الطبيعة الرملية سهلة التصريف، وهذا يعني بحسب عارفين بالشان الصحي خطر اختلاط المياه العادمة بالمياه الجوفية، بل وبمياه الابار الارتوازية المخصصة للشرب الواقعة في مقربة من الحفر الامتصاصية، اضافة لذلك يقول العارفون بالشان الصحي، فان النضح المتواصل للحفر الامتصاصية بعددها الكبير المشار اليه ينتج امتارا مكعبة كثيرة من المياه العادمة، وبالنظر لعدم وجود مكب مخصص لافراغ المياه العادمة فيه فان بعض سائقي صهاريج النضح بقول شهود عيان يفرغون حمولة صهاريجهم في الاراضي الخلاء المجاورة لمزارع الخضار المنتشرة على مساحات واسعة من اراضي المنطقة الزراعية، الامر الذي يخشى معه تلوث الخضراوات المنتجة من تلك المزارع.
يلفت مواطنون يحتجون على الحالة الى ان الجهات المختصة لم تف بوعود متكررة اطلقها المسؤولون فيها على مدى سنوات طوال، والذين اقروا مع كل وعد يضيف المواطنون بحاجة منطقة الاغوار الفعلية لشبكة للصرف الصحي، ومع كل وعد “تابع” المحتجون يكرر المسؤولون ذات العذر “ان المخططات جاهزة بانتظار توفر التمويل اللازم”، ويتساءل المواطنون اياهم الى متى سنظل نكتوي بنار وعود المسؤولين تلك والتي يصنفونها بالجوفاء، ويختمون “الا تساوي حياتنا حفنة دنانير”؟!