الأردن يشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي لداء السكري    
يحتفل الأردن والعالم السبت باليوم العالمي لداء السكري، ويأتي هذا العام تحت شعار ” التمريض وداء السكري”، ويهدف إلى رفع الوعي بالدور الرئيسي الذي يلعبه قطاع التمريض لمساندة من يعيشون مع داء السكري، حيث انه مع الزيادة المستمرة في اعداد المصابين بهذا الداء حول العالم تزداد أهمية القطاع الصحي والاخص التمريض لإدارة تداعيات هذه الحالة.

ويحتل الاردن المرتبة 26 من أصل 195 دولة بنسبة انتشار مرض السكري ضمن الفئة العمرية (20-79 سنة) بحسب بيانات الاتحاد الدولي للسكري، كما وأن هذه الأرقام بازدياد في العقود الأخيرة، ونتج عنها حوالي 4.2 مليون وفاة عام 2019 على المستوى العالمي، مما يجعله أحد الأسباب الرئيسية للوفاة.

وأكدت الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان عبلة عماوي في بيان صحفي بالمناسبة العالمية على أهمية تسليط الضوء على داء السكري، والذي يعد سبباً رئيسياً للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى.

وأضافت عماوي انه ومن هنا جاءت الحاجة إلى رفع شعار” التمريض وداء السكري”، حيث انه ومع الزيادة العالية بالإصابة بداء السكري وحاجته إلى مراقبة وعناية مستمرة لإدارة المرض بشكل جيد ومنع حصول أي مضاعفات خطرة، فإن الحاجة لمزيد من الممرضين باتت ملحة، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية بتقرير حالة التمريض في العالم لعام 2020، أنه يجب على عدد الممرضين أن يزيد بمقدار 8% سنويا للتغلب على أوجه القصور المقلقة في المهنة بحلول عام 2030، كما انه ووفقاً لتقديرات المنظمة فإن 40% من إجمالي الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة SDGs لابد أن تكرّس لدفع اجور القوى العاملة في مجال الصحة.

“هذا اليوم يأتي بالتزامن مع مرور الاردن العالم بجائحة فيروس كورونا، حيث تشير الدراسات الحديثة إلى أن مرضى السكري هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس كورونا، بسبب ضعف جهازهم المناعي، كما انهم أكثر عرضة لتفاقم خطر الإصابة والوفاة بالتهابات الجهاز التنفسي، والتعرض لحالات متقدمة من المرض في حال اصابتهم والتي قد تؤدي الى الوفاة.” وفق عماوي

ولفتت عماوي إلى انه وفيما يتعلق بالمؤشرات الصحية في الاردن، فقد أظهرت بيانات دائرة الإحصاءات العامة (2017-2018) أن نسبة الأفراد الذينَ تم تشخيص اصابتهم بمرض بالسكري للفئة العمرية (60+ سنة) بلغت حوالي 31.9%( 29.3% ذكور، و%34.6 أناث).

وأوضحت أن لداء السكري عدة أنواع، النوع الاول مصابوه عادة من الاطفال ويحتاجون لحقن انسولين لعلاجه، اما النوع الثاني وهو الأكثر شيوعاً في الأردن والعالم، حيث تصاحب السمنة هذا النوع عادة، كما يوجد نوع خاص بالإناث يسمى بسكري الحمل تتعرض له الاناث خلال فترة الحمل، حيث ينصح المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة بإجراء فحص تحمل السكر الفموي للمرأة الحامل التي لديها مؤشرات قوية لاحتمال الإصابة بسكر الحمل مثل السمنة والحمل بسن متأخرة وتاريخ إيجابي للسكري في العائلة، ولذلك يمكن أن يشكل داء السكري خطراً أكبر على الاناث، فهو ايضاً يخفف من التأثير الوقائي لهرمونات الانثى ويجعلها اكثر عرضة لأمراض القلب والاعتلال الكلوي.

وبينت عماوي أنه ووفقا للاتحاد الدولي لمرض السكري، هناك 55 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أعمارهم ما بين (20-79 عام) يعانون من داء السكري، أي ما يقارب 13% من سكان المنطقة، مما يخلق عبئ على القطاع الصحي، ومن المتوقع أن تزيد هذه النسبة إلى 39% في حلول عام 2030.

واوضحت أيضاً أن احصائيات منظمة الصحة العالمية تشير أن هناك حوالي 463 مليون شخص مصاب بالسكري عالمياً، وأن غالبيتهم يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وبين المجلس الأعلى للسكان في البيان أنه ولتقليل عدد المصابين بداء السكري ومضاعفاته فإننا نحتاج لسياسات متكاملة تشمل أساليب مؤثرة، مثل حملات رفع الوعي الصحي العام بين افراد المجتمع، والعمل على تطوير جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، وتطوير برامج حديثة للكشف عن الداء وتمكين مرضى السكري وأسرهم من المساهمة في التحكم في الداء ومضاعفاته، إلى جانب اهمية تحسين انظمة المعلومات وادارتها، وإجراء البحوث وبناء قدرات الكوادر البشرية في هذا المجال.

وتاليا معلومات أساسية عن داء السكري بحسب منظمة الصحة العالمية: 

ما هو داء السكري؟

داء السكري مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم . ويُعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جرّاء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

وفي عام 2014 كان 9% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً أو أكثر مصابين بداء السكري. وفي عام 2012 كان داء السكري سبباً مباشراً في 1.5 مليون حالة وفاة. ويحدث ما يزيد على 80% من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

داء السكري من النمط 1

يتسم داء السكري من النمط 1 (الذي كان يُعرف سابقاً باسم داء السكري المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يبدأ في مرحلة الشباب أو الطفولة) بنقص إنتاج الإنسولين، ويقتضي تعاطي الإنسولين يومياً. ولا يُعرف سبب داء السكري من النمط 1، ولا يمكن الوقاية منه باستخدام المعارف الحالية.

وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبوّل، والعطش، والجوع المستمر، وفقدان الوزن، والتغيرات في البصر، والإحساس بالتعب. وقد تظهر هذه الأعراض فجأة.

داء السكري من النمط 2

يحدث هذا النمط (الذي كان يُسمى سابقاً داء السكري غير المعتمد على الإنسولين أو داء السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة) بسبب عدم فعالية استخدام الجسم للإنسولين. وتمثل حالات داء السكري من النمط 2 90% من حالات داء السكري المسجّلة حول العالم (5)، وتحدث في معظمها نتيجة لفرط الوزن والخمول البدني.

وقد تكون أعراض هذا النمط مماثلة لأعراض النمط 1، ولكنها قد تكون أقل وضوحاً في كثير من الأحيان. ولذا فقد يُشخّص الداء بعد مرور عدة أعوام على بدء الأعراض، أي بعد حدوث المضاعفات.

وهذا النمط من داء السكري لم يكن يُصادف إلا في البالغين حتى وقت قريب، ولكنه يحدث الآن في صفوف الأطفال أيضاً.

آثار السكري على الصحة

يمكن أن يتسبّب داء السكري مع مرور الوقت، في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب.

يزداد خطر تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بضعفين أو ثلاثة أضعاف.

يؤدي ضعف تدفق الدم واعتلال الجهاز العصبي (تلف الأعصاب) على مستوى القدمين، إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى وإلى ضرورة بتر الأطراف في نهاية المطاف.

يُعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى العمى، ويحدث نتيجة لتراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل. وُتعزى نسبة 2.6% من حالات العمى في العالم إلى داء السكري.

يُعد السكري من الأسباب الرئيسية المؤدية للفشل الكلوي.

سبل الوقاية

لقد ثبتت فعالية التدابير البسيطة المتعلقة بنمط المعيشة في الوقاية من السكري من النمط 2 أو تأخير ظهوره. وللمساعدة على الوقاية من السكري من النمط 2 ومضاعفاته، ينبغي أن يقوم الأشخاص بما يلي:

العمل على بلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه.

ممارسة النشاط البدني- أي ما لا يقلّ عن 30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل والمنتظم خلال معظم أيام الأسبوع. ويتطلب التحكم في الوزن ممارسة المزيد من النشاط البدني.

اتباع نظام غذائي صحي مع الحد من المواد السكرية والدهون المشبّعة.

تجنّب تعاطي التبغ، حيث إن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

التشخيص والعلاج

يمكن تشخيص السكري في مراحل مبكّرة من خلال عملية فحص الدم.

ويتمثل علاج داء السكري في تحسين النظام الغذائي والنشاط البدني وخفض مستوى الكلوكوز في الدم ومستويات سائر عوامل الخطر المعروفة الي تضر بالأوعية الدموية. كما يُعد الإقلاع عن التدخين مهماً أيضاً لتجنّب المضاعفات.

تشمل التدخلات الموفرة للتكاليف والمجدية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ما يلي:

ضبط المستوى المعتدل لغلوكوز الدم. ويتطلب ذلك إعطاء الأنسولين للمصابين بالسكري من النمط 1؛ في حين يمكن علاج المصابين بالسكري من النمط 2 بالأدوية عن طريق الفم، إلا أنهم قد يحتاجون أيضاً إلى الأنسولين.

ضبط مستوى ضغط الدم.

العناية بالقدمين (الرعاية الذاتية للمريض بحفاظه على نظافة القدمين؛ وارتداء الأحذية المناسبة؛ والتماس الرعاية التي يقدمها المهنيون لعلاج قرحات القدمين؛ والفحص المنتظم للقدمين من قبل الأخصائيين الصحيين).

وتشمل التدخلات الأخرى الموفرة للتكاليف، ما يلي:

تحري اعتلال الشبكية السكري (الذي يسبّب العمى) وعلاجه.

ضبط مستوى الدهون في الدم (لتنظيم مستويات الكولسترول).

تحري العلامات المبكّرة لأمراض الكلى المتعلقة بداء السكري.