مرايا – تحت شعار “إعادة البناء بشكل أفضل: نحو عالم شامل للإعاقة ممكن الوصول ومستدام بعد جائحة كوفيد 19″، تحتفل دول العالم المختلفة باليوم العالمي للإعاقة الذي يأتي وكما يشير شعاره لهذا العام ليسلط الضوء على التحديات التي واجهها الأشخاص ذوو الإعاقة جراء جائحة كورونا وما ترتب عليها من آثار صحية واقتصادية عانت منها دول العالم قاطبة.
لقد عايش الأشخاص ذوو الإعاقة وأسرهم خلال الشهور التسعة الماضية تحديات وظروف عصيبة نتيجة التدابير الوقائية المتخذة للحد من تفشي الوباء، الأمر الذي أثر سلباً على وصول الطلاب ذوي الإعاقة إلى التعليم نظراً لعدم تهيئة منصات التعليم عن بعد لتلبية متطلبات وصولهم إليها، كما واجه الطلاب ذوو الإعاقة بدورهم تحديات مماثلة في مؤسسات التعليم العالي التي كانت منصاتها ومواقعها بحاجة لتهيئة وتصميم يراعي تنوع متطلبات الوصول إليها والاستفادة منها.
لقد كان الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية الأكثر تأثراً بظروف الحظر لما أدى إليه ذلك من تأثير واضح على حالتهم المزاجية وتراجع مهاراتهم المعرفية والسلوكية التي اكتسبوها على مدار شهور وربما سنوات نتيجة انقطاعهم عن برامجهم التعليمية والتأهيلية الاجتماعية والسلوكية.
لقد فاجأتنا الجائحة كما فاجأت دول العالم كافة، لنجد أنفسنا مؤسسةً وأصحاب قضية ومعنيين بالإعاقة في وضع لا نحسد عليه تطلب منا سرعة الاستجابة وسد ما يمكن من الثغرات وتلبية الاحتياجات في ظل فرض الحظر وتوقف التعليم الوجاهي ومحدودية التنقل. قمنا وإياكم وبمساعدتكم ودعمكم بالتغلب على حزمة من التحديات الكبيرة، فوفرنا المناهج الدراسية للطلاب الصم وللطلاب المكفوفين على موقعنا الألكتروني وعلى قنوات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما قام موظفونا بالعمل ليل نهار لتلبية احتياجات العديد من أخواننا وأخواتنا وآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا وبناتنا من ذوي الإعاقة الذين تقطعت بهم السبل، حيث بادرنا مع شركاء نفخر بهم بتوفير مستلزمات طبية وزيارات علاجية من خلال جمعية أطباء الطب الطبيعي والتأهيل وجمعية مصابي الحبل الشوكي، كما أننا وبشراكة متميزة مع الهيئة الخيرية الهاشمية تمكنا من توفير مستلزمات معيشية، هذا فضلاً عن شراكتنا مع مبادرة بصيرة ومنصة حبايبنا التي تمكنا من خلالهما من توفير الحد الأدنى للمتطلبات التعليمية للأشخاص المكفوفين والأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
أظهرت الجائحة الحاجة الملحة لبناء منظومة متكاملة من خدمات الطوارئ الدامجة والمستوعبة لمتطلبات وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إليها وحصولهم عليها، وهو ما أوصى به المجلس أكثر من مرة وأكد عليه مؤخراً لمركز إدارة الأزمات ورئاسة الوزراء.
اليوم، نحتفل باليوم العالمي للإعاقة متطلعين لما بعد الجائحة، حيث تظافر جهودنا وشراكتنا واجب حتمي وليس اختيار، أنتم أهل الخبرة وأصحاب القضية وشركاءنا في رحلة تضمين حقوق وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في منظومة السياسات والتشريعات والبرامج لتغدو جزءً أصيلاً من أجندة التنمية وأولويات العمل الوطني.
يدنا ممدودةً لكل جاد وراغب في العمل والتطوير، وآفقانا وأفكارنا منفتحةً لكل اقتراح وتوصية ونقد بناء هدفه التحسين والتغيير الإيجابي.
كل عام والأشخاص ذوو الإعاقة وأسرهم وأحبائهم ووطننا وقائده بألف خير.