مرايا – سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني أمس الاثنين، الضوء على هدم بلدية وسلطات الاحتلال درج المقبرة اليوسفية، وقيام متطرف يهودي بحرق كنيسة الجثمانية.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد لدرج المقبرة اليوسفية، التي قامت بلدية الاحتلال بهدمه تمهيدا لنبش القبور ودثرها، والتي تعتبرها سلطات الاحتلال جزءا من مخطط توراتي يختلق رواية لا أساس لها من الواقع.
المحامي المقدسي حمزة قطينة قال خلال التقرير، بان قيام الاحتلال بهدم المقبرة وتحويلها الى حديقة عامة “امر لا يقبله عاقل”، وهو انتهاك وتعد على قبور المسلمين.
وأوضح التقرير ان المقبرة اليوسفية تحتضن رفات شهداء عرب ضحوا بأرواحهم دفاعا عن القدس، وبحسب ما ذكر عضو لجنة المقابر في المدينة محمد البيدون، فان هذه المقبرة تحتوي على قبور لجنود من الجيش الاردني والجيش العراقي والفلسطيني اضافة الى بعض المقدسيين.
وعرض التقرير مشاهد لكنيسة الجثمانية المعروفة ايضا باسم (كنيسة الأمم)، التي تعرضت لانتهاك ارهابي، بسبب قيام مستوطن متطرف الجمعة الماضية بإضرام النار فيها في محاولة لاحراقها، الا ان المقدسيين كانوا له بالمرصاد، كما عرض التقرير مشاهدا للمتطرف اثناء اعتقاله.
المقدسي خليل خلف كان حاضرا عند محاولة المتطرف احراق الكنيسة، وقال بانه شاهده يسكب مادة غير معروفة في الكنيسة، وعندما صاح به، سكب المادة بالكامل واضرم النار ورمى بالعبوة عليه وهرب، الا ان زميله ألقى القبض عليه وسلمه للشرطة الاسرائيلية.
بدوره، أكد الأرشمندريت مليثيوس، ان محاولة احراق الكنيسة الجثمانية ليست الاولى، وان الكنيسة تعرضت لمحاولات تخريب واحراق متكررة.
وأضاف أن هذه المحاولات تأخذ طابعين، الاول “ديني عنصري” والثاني “ارهابي قومي” يهدف الى تهجير الفلسطينيين من ارضهم، مشيرا الى ان هنالك 59 مسجدا وكنيسة تعرضوا للتخريب والكتابات “النازية” ضد المعتقدات الدينية.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة خلال اتصال فيديو عبر القمر الصناعي برئيس لجنة المقابر الاسلامية مصطفى ابو زهرة، الذي أوضح ان المقبرة اليوسفية مع مقبرة باب الرحمة تسمى “مقابر باب الاسباط”، مبينا ان هاتين المقبرتين تحيطان بالمسجد الاقصى المبارك وسور القدس من الجهة الشرقية، ومن المرجح ان تكون هذه المقبرة اقيمت في الحقبة الايوبية ونسبت الى القائد المحرر يوسف ابن ايوب، وتبلغ مساحتها 36 دونما.
وأشار ابو زهرة الى انه كان شاهدا على ما حصل في منطقة وادي الرباب جنوبي المسجد الاقصى المبارك خارج الاسوار، حيث قيام الصهاينة بالحفر في المنطقة وصب الباطون، ومن ثم تثبيت حجارة كُتب عليها باللغة العبرية، ثم قاموا بدفنها بالتراب لتبدوا كأنها قبور قديمة جدا.
وقال ان الفلسطينيين ناشدوا اليونيسكو للتحقيق بهذه الواقعة التي تندرج تحت مسمى ظاهرة “القبور الوهمية”. وأوضح بان محاولات سلطات الاحتلال اختلاق المقابر الوهمية والاعتداء على المقابر الاسلامية، غالبا ما تقابل بمقاومة شرسة وتصد من قبل الاهالي.
واشار ابو زهرة الى تصدي اهل القدس لجرافات وآليات الاحتلال عند محاولة هدم مقبرة صرح الشهيد التي تعتبر امتدادا للمقبرة اليوسفية بمساحة خمسة دونمات وربع.