مرايا – حذّر مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، من أن جائحة كوفيد-19 ما تزال تأخذ مساراً يبعث على القلق مع حلول فصل الشتاء في جميع أنحاء الإقليم.
وقال المنظري، إن عددا قليلا من بلدان الإقليم أحرز مزيداً من التقدُّم في مكافحة الجائحة، بينما ما تزال بلدان أخرى تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الحالات، بل وفي الوفيات أحيانا.ًوأوضح المنظري، في إحاطته الصحفية حول آخر مستجدات الوضع الوبائي لكوفيد-19 في الإقليم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المكتب الإقليمي، اليوم الثلاثاء، عبر تقنية الاتصال المرئي، “أن لقاح كوفيد-19 لن يكون حلاً سحرياً للوضع الذي نمر به جميعاً في الوقت الحالي، وهو وضع نجَم عن ضعف التزام السكان بالتدابير الوقائية، والحاجة إلى بذل جهود أكبر من جانب البلدان”.
وأشار المنظري، في المؤتمر الذي شارك به مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط الدكتورة رنا الحجة، ومدير الطوارئ الصحية الإقليمي الدكتور ريتشارد برينان ومدير قسم مكافحة الأمراض السارية، الدكتور إيفان هوتن، إلى أنه ومع اقتراب موسم العطلات، واستمرار انخفاض درجات الحرارة، يزداد خطر انتقال العدوى بسبب التساهل في الالتزام بالتباعد البدني واستخدام الكمامات وغيرهما من التدابير.
وبشأن لقاحات كوفيد-19، أوضح المنظري “أن بعض البلدان أعلنت عن تقديم لقاح لسكانها للاستخدام الأولي، وتُعطينا هذه الخطوة بارقة أمل في أن تصبح نهايةُ الجائحة حقيقةً واقعةً قريبا، وبينما سمعنا أخباراً مشجِّعة مؤخراً بشأن مأمونية وفعالية ثلاثة لقاحات على الأقل، ما تزال عدة لقاحات تمر بتجارب المرحلة الثالثة”.
وبيّن المنظري أن المنظمة تسعى وشركاءها، من خلال مرفق كوفاكس، إلى ضمان التوزيع العادل للقاحات الفعَّالة على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بمجرد إدراجها في قوائم اللقاحات المُستعمَلة في حالات الطوارئ، أو حصولها على تصريح من هيئة تنظيمية مختصَّة، وسيمنح مرفق كوفاكس أولوية الحصول على اللقاح لما يقرب من 20 بالمئة من السكان الأكثر عُرضة للخطر.
وأضاف: “وعليه، سيظل كثير من الناس معرَّضين للخطر وستُتاح للفيروس فرصة لمواصلة الانتشار؛ ولذا، علينا أن نظل ملتزمين التزاماً كاملاً بتعزيز واتباع جميع تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية التي نعلم أنها فعَّالة”.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بشأن خطة المنظمة لتوزيع اللقاحات على دول الإقليم ضمن مرفق كوفاكس، قالت مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط، إن المنظمة طلبت من دول الإقليم وضع الخطط الوطنية لتنظيم عملية التلقيح، بما يتطلبه ذلك من وضع السياسات التنظيمية وتجهيز البنية التحتية لإعطاء اللقاحات، لافتة إلى أن المنظمة الآن هي بمرحلة انتظار أن تتقدّم الشركات التي طوّرت لقاحات ضد كوفيد-19، ببياناتها للجنة الخبراء في المنظمة التي يّشرف عليها مرفق كوفاكس؛ لدراستها والتحقق من فعاليتها وسلامتها من أجل إعطاء الرخصة لها واعتمادها من المنظمة.
وأصدرت المنظمة في الآونة الأخيرة إرشادات محدَّثة بشأن استخدام الكمامات تنصح باستخدامها في الأماكن المغلقة عند التواجد مع أشخاص آخرين، وعندما تكون التهوية رديئة أو عندما تكون نوعية الهواء غير معروفة.
وتضمّن المؤتمر تقديم إحاطة للبعثات التقنية التي أوفدها المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إلى عدد من بلدان الإقليم، في كل من أفغانستان، وباكستان، تونس وسوريا، لدعم الاستجابة لجائحة كوفيد-19 على الصعيد الوطني.