مرايا – أعلن مجمع اللغة العربية، اليوم الخميس، عن شعاره في اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف غدًا الثلاثاء، “المجامع العربية ضرورة قومية”.

وقال المجمع في بيان صادر عنه، إنه اختار هذا الشعار ليس تأكيداً لدور اللغة فحسب، بل ليكون دعوةً لجميع محبي العربية والحريصين عليها، لاستكمال هذه الرسالة السامية، والإسهام فيها على أسس مؤسسية راسخة، توحّد الجهود وتأخذ بكل الأسباب المتاحة.

وأضاف أن المجمع نجح في استصدار قانون حماية اللغة العربية عام 2015، وأنه سيحرص على استكمال مسؤوليته العلمية تجاه أمته بالعمل على تطوير هذا التشريع، وتعزيزه بالأنظمة والتعليمات “تلك معركة صامتة أخرى نأمل أن نوفّق فيها”.

وتابع: “علينا أن نعترف اليوم بأنّ العربية تتقدم في عوالم الحياة كافّة، ولكنّها تحتاج إلى تعزيزها في نفوس أبنائها وترسيخها، وظهورها جليّة سليمة في إعلامنا وشوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا ومناهجنا، لتصمد أمام مزاحمة لهجات محلية ولسان غير لساننا، وهذا يتطلّب تظافر الجهود العربية على الصعد كافّة، بخاصة في المجامع، وتعزيز دورها الذي يزداد يوماً بعد يوم”.

وأوضح: “منذ دخولنا العصر الحديث، زادت التحديات التي فرضها هذا الواقع المتسارع على اللغة العربية، بمستجداته واختراعاته وعلومه الجديدة المتعطشة لأساليب ومصطلحات وإصداراتٍ تخدمها بلغتنا القومية، من دون إخلال أو تفريط في الأصول، خصوصًا أن العربية القاسم المشترك بين جميع لغات الشعوب الإسلامية، وعدد الناطقين بها يزيد على المليار نسمة، وهي ضرورية لمعرفة إنجازات حضارات الأمم الأخرى التي حفظتها عن طريق الترجمة والتعريب”.

وأشار البيان إلى أنه وفي خضم هذه التحديات نهضت هذه الأمة العظيمة بكل إخلاص وتفانٍ لخدمة العربية وعلومها، بجهود صامتة، بذلتها مؤسساتها ومراكزها تواصلاً مع الآخر وإحياءً للتراث، وإسهامًا منها في إنشاء جيل واعٍ لأهمية لغته معتزّاً بها وبانتسابه إليها هوية وإرثاً وحضارة، وفي حوسبتها لتلحق بركب اللغات المتقدمة وتواكب ثورة المعلوماتية وعالم الذكاء الاصطناعي، واعتناءً بما يقدّم في مجال الناطقين بغيرها بصورة مشرقة ومشرّفة للعربية وأهلها، دون أن تنتظر مقابلاً من أحد، لأنها تؤمن بأن خدمة هذه اللغة المباركة، لغة القرآن الكريم والحديث الشريف، فرض عين على كل فرد من أبنائها، وبأنّ وجودها ضرورة قومية.

ولفت البيان إلى أن “الأردن ظل سبّاقًا في ريادة التعلم والتعليم، وأداء دوره في معركة الفكر العربي رغم شح الإمكانيات. واليوم، يعوّل عليه في تقديم نموذج مشرف آخر في نصرة العربية بواسطة تفعيل قانون حماية اللغة العربية، الذي نعده متوافقاً مع أرواحنا وتراث هذه الأمة ومستقبلها”، داعيًا إلى الالتزام التام بمواد هذا القانون، لتعزيز اللغة في نفوس أبنائها.