مرايا – تعريب وتحرير مركز تقدم للسياسات: تتطلب حقائق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اليوم، تغير الولايات المتحدة لنهجها. بالتركيز على المبادرات الدبلوماسية رفيعة المستوى التي تهدف إلى الوصول لاتفاق دائم تكون فيه الولايات المتحدة وسيطا أساسيا. بدلاً من ذلك، يجب على الولايات المتحدة التركيز على اتخاذ خطوات ملموسة، عملية ودبلوماسية على حد سواء، من شأنها تحسين شروط حياة بالحرية والازدهار والأمن لجميع الناس الذين يعيشون بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن ، مع تهيئة الظروف في المستقبل لمفاوضات حل الدولتين بين الطرفين.
نظرة عامة
إن إمكانية حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني تبدو بعيدة. حيث تواصل إسرائيل احتلالها وتوسعها الإقليمي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويعيش مئات الآلاف من المستوطنين الآن خارج حدود المعروفة قبيل عام 1967 وأغلبية أعضاء البرلمان الإسرائيلي مستعدة لدعم ضم أراضي الضفة الغربية من جانب واحد. وفي المشهد أيضا ، مؤسسات الحكم الفلسطينية آخذة في التآكل ، وغير واضحة المعالم، وغير خاضعة للمساءلة ، في حين تعيش القيادة السياسية الفلسطينية والشعب الفلسطيني حالة انقسام بين حماس المتطرفة في غزة والسلطة الفلسطينية التي تقودها فتح في الضفة الغربية. كما ان عدم المساواة الاقتصادية والسياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يؤدي إلى تفاقم الصراع. ويزداد الانفصال بين الإسرائيليين والفلسطينيين رغم التداخل والترابط الكامل في ذات الجغرافيا.
تحول كبير في دور أمريكا كوسيط.
ستظل معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مصلحة أمريكية، لكنها تنخفض بالفعل في الأولوية ولن تحظى بنفس المستوى من الاهتمام الرئاسي والوزاري يتركز حزل الازمات الداخلية واولها وباء COVID-19 والمنافسة الأمريكية مع الصين. على الرغم من ان القضية الفلسطينية تحتل أهمية كبرى لشعوب المنطقة وحكوماتها، الا انه لم يعد يُنظر إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه شرط لا غنى عنه في السياسات العربية، كما يتضح من الاتفاقات الأخيرة بين إسرائيل والبحرين والمغرب والسودان والامارات العربية المتحدة.
لقد قوضت إدارة دونالد ترامب بشكل عميق الدور الأمريكي في صنع السلام الإسرائيلي الفلسطيني من خلال اتباع نهج أحادي الجانب، ورفض المبادئ الأساسية التي يقوم عليها السلام العربي الإسرائيلي لعقود، والانحياز الكامل الولايات للسياسات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة مع تجميد الصلات مع الفلسطينيين وتجاهلهم. لكن ينبغي ان يؤخذ بالاعتبار ان السياسة الأمريكية في حقبة ما قبل ترامب، في عهد الرؤساء بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما، فشلت أيضًا في تحقيق سلام دائم، وبالتالي لن يكتب النجاح بالعودة لتلك السياسات. ومن المرجح أن تلقي الاوضاع الداخلية في الولايات المتحدة بآثارها الثقيلة على الدور المستقبلي للإدارة الجديدة في صراع الشرق الاوسط، نظرا لحالة الاستقطاب السياسي في المواقف العامة من إسرائيل ، وما يخلقه من القيود ولكن من الفرص أيضا في المقاربات الامريكية القادمة .
يجب أن التركيز على الأهداف التالية:
– منع تفاقم الصراع والحفاظ على استقرار وأمن شركاء الولايات المتحدة.
– تعزيز الحرية والأمن والازدهار لجميع الأشخاص الذين يعيشون بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن، على المدى القريب تمهيدا لتوقيع الاتفاق النهائي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
– الحفاظ على رؤية ومبدأ الحل عبر المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بما يؤدي إلى إنهاء الصراع.
ثلاثة محاور رئيسية:
– معالجة القضايا الملحة التي تهدد إمكانية إحراز تقدم في معالجة الصراع وتحد من قدرة الولايات المتحدة على لعب دور بناء وأساسي.
– الضغط في المرحلة الاولى بخطوات ملموسة من اجل تحسين شروط الحياة والحرية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين، وفي المدى المتوسط، دفع الامور لحل الدولتين عبر التفاوض.
– إعادة تشكيل دور الولايات المتحدة وتنظيم إدارة سياساتها تجاه هذه القضية، من خلال تعديل كيفية تعاملها مع كل الأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة.
– إجراءات فورية لإعادة بناء مصداقية الولايات المتحدة، تعيد ترسيخ دورها كوسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. سيشتمل الجزء الأساسي من هذا الجهد على : إعادة بناء العلاقات بين الولايات المتحدة والشعب الفلسطيني وإعادة فتح القنوات مع قيادتهم، التي لم تتعامل بجدية مع إدارة ترامب منذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في أواخر عام 2017، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.