مرايا – حظى تنصيب الديمقراطي جو بايدن رسميا رئيسا للولايات المتحدة، بترحيب دولي واسع بين قادة العالم وحكوماته، أملا في مزيد من الاستقرار وإصلاح بعض الأزمات التي ولدتها سياسات سلفه الجمهوري دونالد ترامب.
** صديق أوروبا
وبمجرد إعلان بايدن رسميا رئيسا، أمس الأربعاء، غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرحبا بعودة واشنطن إلى اتفاق باريس للمناخ، الذي انسحبت منه في عهد دونالد ترامب.
وقال: “إلى جو بايدن وكامالا هاريس أحر التمنيات في هذا اليوم التاريخي للشعب الأمريكي”.
وأضاف: “سنتوحد وسننجح في رفع التحديات التي نواجهها. سنتمكن معا من وقف التغيرات المناخية لحماية كوكبنا، مرحبا بعودتكم إلى اتفاق باريس للمناخ”.
أما الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فكشف عن “ارتياحه الكبير” لانتقال السلطة السلس في الولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا الشعور يتشاركه “الكثير من الناس” في ألمانيا.
وقال في رسالة مصورة: ” مسرورون لأن الولايات المتحدة كشريك أساسي ستصبح مجددا في المستقبل إلى جانبنا في الكثير من المسائل: في المعركة المشتركة والموحدة ضد وباء كورونا، والحماية العالمية للمناخ وحول المسائل المتعلقة بالأمن”.
وفي إسبانيا، كان فوز بايدن بمثابة “انتصارا للديمقراطية”.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز : “قبل 4 سنوات، اعتقدنا أن ترامب كان مزحة ثقيلة. وبعد 4 سنوات، أدركنا أنه كان يهدد أقوى ديمقراطية في العالم”.
هذه السعادة الأوروبية أرجعها قادة الاتحاد الأوروبي إلى ما أسموه وصول “صديق لأوروبا” إلى البيت الأبيض.
وفي هذا الشأن، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوروبا “لديها من جديد صديق في البيت الأبيض بعد أربع سنوات طويلة”.
فيما توجه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى جو بايدن قائلا: “أريد بشكل رسمي اليوم، أن أدعو إلى أن نبني سويا ميثاقا تأسيسيا جديدا من أجل أوروبا أقوى ومن أجل ولايات متحدة أقوى ومن أجل عالم أفضل”.
واستكمالا للموقف الأوروبي من طي الولايات المتحدة صفحة ترامب المضطربة، كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن سعيه “للعمل عن كثب” مع إدارة بايدن، لافتا أن أهداف الحكومتين “باتت واحدة”.
وجاءت تصريحات جونسون رغم تعرضه لانتقادات إثر علاقته الوطيدة بدونالد ترامب.
** ترحيب آسيوي
وعلى صعيد الدول الآسيوية، يبدو أن استقرارا سياسيا يلوح في الأفق، لاسيما مع إعلان إدارة بايدن صراحة ولعدة مرات أنها تنوي إعادة النظر في انسحاب واشنطن من االتفاق النووي مع إيران والعودة إليه.
و أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء بنهاية عهد ما أسماه بـ”الطاغية”، مشيرا أن “الكرة الآن في ملعب جو بايدن” بشأن العقوبات والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
واعتبر روحاني في كلمة متلفزة أن السنوات الأربع التي أمضاها ترامب في الحكم “لم تثمر سوى الظلم والفساد وتسببت بالمشاكل لشعبه والعالم”.
فيما علق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة، على تنصيب بايدن، قائلا إن إدارة ترامب ذهبت إلى “مزبلة التاريخ”.
ورغم توتر العلاقات بين بكين وواشنطن ووصولها إلى الذروة في عهد دونالد ترامب، قدمت الصين التهنئة إلى جو بايدن بمناسبة تنصيبه، ودعت إلى مزيد من “الوحدة” في العلاقات الثنائية.
أما تايوان التي لاتزال سياسة بايدن حيال الجزيرة مجهولة، فتلقت تلقت دعوة رسمية لحضور تنصيب الرئيس الأمريكي للمرة الأولى منذ عام 1979.
نشرت المبعوثة التايوانية شاو باي كهيم صورة لها أثناء مراسم التنصيب الأربعاء، وكتبت أنها “تشرفت بتمثيل شعب وحكومة تايوان هنا أثناء تنصيب الرئيس (جو) بايدن ونائبة الرئيس (كامالا) هاريس”.
وأضافت “الديموقراطية هي لغتنا المشتركة والحرية هي هدفنا المشترك”.
وقطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه 1979 بهدف الاعتراف ببكين كممثل رسمي وحيد للصين.
إلا أن الولايات المتحدة لا تزال الحليف الأقوى لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة. ويتوخى الرؤساء الأمريكيون الحذر الشديد في سياستهم حيال تايوان لعدم إثارة غضب بكين.
كما تعهد رئيس كوريا الجنوبية، مون جيه-إن، بالتعاون الوثيق مع حكومة الرئيس الأمريكي الجديد لدفع عملية السلام في شبه الجزيرة الكورية إلى الأمام، فضلا عن تعزيز التحالف بين سيول وواشنطن.
أما ناريندا مودي، رئيس وزراء الهند، ورغم كونه أحد حلفاء الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة ترامب، أكد على ضرورة الالتزام بالعمل مع الرئيس جو بايدن؛ للارتقاء بالشراكة الهندية الأمريكية إلى مستويات أعلى.
وقال على تويتر: ” تقوم الشراكة الهندية الأمريكية على القيم المشتركة. لدينا أجندة ثنائية كبيرة ومتعددة الأوجه، قوامها الشراكة الاقتصادية المتنامية والعلاقات الحيوية بين الشعبين”.
**علاقات دائمة
رحبت كل من نيوزيلندا وأستراليا بتنصيب بايدن رئيسا للولايات المتحدة.
وأكدت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن على استعداد بلادها للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة بايدن ونائبته كاملا هاريس في القضايا الكبيرة التي يواجها المجتمع الدولي.
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون على أهمية العلاقات الدائمة بين بلاده وواشنطن.
وقال على تويتر: “التحالف الأسترالي الأمريكي أكثر أهمية من أي وقت مضى. أتمنى لكم كل التوفيق والنجاح، وأتطلع للعمل بشكل وثيق مع إدارتك الجديدة”.
** خيبة أمل
رغم ترحيب كندا الشديد بوصول إدارة جو بايدن إلى البيت الأبيض، لكن يبدو أن أولى خيبات الأمل ستعاني منها الجارة الشمالية.
وقال رئيس الوزراء الكندي في رسالة التهنئة” بينما نرحب بالتزام الرئيس بمكافحة تغير المناخ، نشعر بخيبة أمل. ولكننا نعترف بقرار الرئيس بالوفاء بوعد حملته الانتخابية بشأن خط أنابيب كيستون إكس إل”.
وأضاف ترودو: “سيحظى العمال في ألبرتا وساسكاتشوان وعبر كندا بدعمنا دائمًا. كندا هي أكبر مورد منفرد للطاقة للولايات المتحدة، وتساهم في أمن الطاقة والقدرة التنافسية الاقتصادية للولايات المتحدة، وتدعم آلاف الوظائف على جانبي الحدود”.
وكان هذا الخط موضع جدال بين نشطاء المناخ وصناعة النفط. وكان سينقل خط الأنابيب المخطط له النفط من رمال القطران الكندية إلى الولايات المتحدة.
**تقارب لاتيني
شارك الرئيس البرازيلي، جاير بولسونارو، على حسابه بموقع “تويتر” التهنئة بتنصيب جو بايدن.”.
وقال إن “العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة طويلة وقوية وقائمة على قيم سامية مثل الدفاع عن الديمقراطية والحرية الفردية. وأنا عازم على العمل مع الإدارة الأمريكية من أجل ازدهار دولتينا ورفاهية مواطنينا”، مشيرًا إلى أنه بعث برسالة تهنئة للرئيس الأمريكي الجديد.
بدوره قال الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، في مؤتمر صحفي، تعليقًا على مراسم تنصيب بايدن، “أتمنى أن يتحقق ذلك بسلام وهدوء”، معربًا عن تهنئته لبايدن ونائبته.
أما الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، فقال على حسابه بـ”تويتر” “أهنئ جو بايدن على توليه منصب رئيس الولايات المتحدة، وكذلك كامالا هاريس أول امرأة تصبح نائبة للرئيس. وواثق من أن العلاقات بين بلدينا ستتعزز في هذه المرحلة الجديدة. أتمنى لكما التوفيق”.
وفي تغريدة مماثلة قال الرئيس الكولومبي، إيفان دوكي “أهنئ الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ونائبته كامالا هاريس. أتمنى لهما التوفيق. وأتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحسننًا في العلاقات بين بلدينا”.
كما نشر الرئيس البيروفي، فرانسيسكو ساغاستي، تغريدة قال فيها “نهنئ جو بايدن ونائبته على استلام مهامهما. ونجدد مساعينا للعمل معًا باسم الشعب البيروفي، ونثمن جهودكم لتعزيز الديمقراطية في المنطقة ومحاربة فيروس كورونا”.
من جهته قال رئيس الإكوادور، لينين مورينو ، في تغريدة له “إنه يوم عظيم للولايات المتحدة. الديمقراطية تنتصر ، وقد ساد احترام إرادة الشعب ، وتعززت هذه المبادئ في جميع شعوب المنطقة. حظا سعيدا أيها الرئيس. جو بايدن وكمالا هاريس”.
الرئيس التشيلي، سيباستيان بينيرا، كتب هو الآخر تغريدة قال فيها “اليوم يتولى جو بايدن منصب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة. ستكون حكومة مهمتها تضميد الروح وتشجيع إعادة الوحدة وتقوية الصداقة المدنية”.
وتابع قائلا “الديمقراطية والحرية والالتزام بحقوق الإنسان لا تعرف الحدود. أتمنى للرئيس بايدن والولايات المتحدة كل النجاح.”
من جهته قال ماريو عبدو بينيتيز، رئيس باراغواي على حسابه بـ”تويتر”: “نهنئ بصدق الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس على تنصيبهما. ستواصل باراغواي والولايات المتحدة دائمًا رفع علم الديمقراطية معًا”.
رئيس بوليفيا، لويس أرس كاتاكورا، نشر هو الآخر تغريدة بهذه المناسبة قال فيها “نهنئ الرئيس جو بايدن ، ونأمل أن تسمح له فترة ولايته بإنشاء تاريخ جديد من المساواة والحرية والديمقراطية لشعب الولايات المتحدة. يجب إنشاء روابط ثقة لعلاقة ثنائية مؤطرة بالاحترام المتبادل”.
من جانبه قال رئيس هندوراس، خوان أورلاندو هيرنانديز ، على حسابه بـ”تويتر”: “نهنئ شعب الولايات المتحدة ورئيسها الجديد. أتمنى للرئيس بايدن ونائبته أطيب تمنياتي بمناسبة بدء صفحة جديدة في تاريخ الديمقراطية. نواصل الكفاح بشكل استراتيجي من أجل السلام والازدهار الاقتصادي في المنطقة”.
كما قال رئيس كوستاريكا، كارلوس ألفارادو كيسادا، على حسابه في “تويتر” “أهنئ جو بايدن، الرئيس الـ46 للولايات المتحدة. سيدي الرئيس ، ثق بكوستاريكا للعمل مع الولايات المتحدة في إطار مبادئنا المشتركة”.