مرايا – يكشف الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، الخميس، عن خطة إدارته لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد، في أول يوم عمل كامل له في البيت الأبيض فيما تواجه الولايات المتحدة سلسلة تحديات.
ونصب بايدن، الرئيس 46 للولايات المتحدة، الأربعاء، ووجه رسالة وحدة لتجاوز الانقسامات العمقية في البلاد التي تفاقمت خلال 4 سنوات من حكم دونالد ترامب.
وأدى بايدن اليمين على عتبات الكابيتول، المبنى الذي اقتحمه قبل أسبوعين مناصرون لترامب؛ سعيا لوقف تثبيته رئيسا. وقبل ذلك بدقائق أدت نائبة الرئيس كامالا هاريس اليمين لتصبح أول امرأة وأول ذات بشرة سوداء تتولى هذا المنصب في الولايات المتحدة.
وقال بايدن في خطابه “الديمقراطية ثمينة، الديمقراطية هشة، وفي هذا الوقت أصدقائي انتصرت الديمقراطية”، فيما خلت جادة “ناشونال مول” من الحضور؛ بسبب الأمن المشدد، وانتشار كوفيد-19، واعدا بمكافحة الوباء سريعا.
وغاب ترامب عن الحفل حيث غادر واشنطن إلى فلوريدا، لتكون بذلك أول مرة يخرق فيها رئيس منتهية ولايته تقليد حضور تنصيب خليفته منذ 152 عاما.
لم يعترف ترامب أبدا بهزيمته، وأمضى أشهرا منذ انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، وهو يطعن بنتيجتها.
وحضر الرؤساء الثلاثة السابقون بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما.
وقال بوش: “أعتقد أذا أحب الأميركيون جارهم كما يريدون لآخرين أن يحبونهم، الكثير من الانقسام في مجتمعنا سينتهي”.
وبعدما وصل إلى البيت الأبيض مع زوجته جيل سيرا على الأقدام، وقع بايدن سلسلة مراسيم بدءا بإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس حول المناخ التي انسحبت منها البلاد خلال عهد ترامب، وكذلك إلى عضوية منظمة الصحة العالمية.
وقال بايدن: “سنكافح التغير المناخي كما لم يسبق لنا أن فعلنا”.
وقالت المتحدثة باسم بايدن جين بساكي، إن أول اتصال سيجريه مع أحد قادة العالم، سيكون الجمعة، مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بعدما أوقف بايدن مشروع أنبوب النفط “كيستون إكس أل” الذي يعارضه ناشطو البيئة لكن تدعمه أوتاوا.
وأعاد بايدن أيضا الولايات المتحدة إلى منظمة الصحة العالمية، وأوقف بناء الجدار المثير للجدل على حدود المكسيك. ووضع بايدن كذلك حدّاً لقرار منع دخول الولايات المتحدة يشمل مواطنين من دول بغالبيتها مسلمة، وهي من أولى الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذها سلفه الجمهوري.
برنامج مكثف
ستكون خطة مواجهة كوفيد-19 الذي تسبب بوفاة أكثر من 400 ألف شخص في الولايات المتحدة والاستجابة الاقتصادية لتداعيات الوباء، محط الأنظار في مستهل ولاية بايدن.
وسيسعى سريعا إلى تنسيق الخطة الفيدرالية لمحاربة الفيروس الذي سجل انتشارا واسعا في البلاد، فيما كان ترامب يقلل من أهميته.
ويتوقع أن يعرض بايدن خطة إدارته في وقت لاحق الخميس، بعد أن يطلع على الوضع الوبائي من فريق الخبراء المكلف بمواجهة الوباء.
وبينما لم يعترف ترامب إلا نادرا بالحصيلة الهائلة التي سجلت في البلاد من جراء الوباء، توقف بايدن عند هذه النقطة في خطاب التنصيب لكي يقف دقيقة صمت وصلوات تكريما للضحايا.
ووجه الديمقراطي أيضا نداء إلى مناصري ترامب، مؤكدا أنه سيكون “رئيسا لكل الأميركيين”.
لكن مع ذلك سيكون في مواجهة تصاعد التطرف الداخلي الذي ظهر حين قام مناصرو ترامب باقتحام مبنى الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير، إلى جانب هجمات على كنس يهودية ومهاجرين ومسيرة عنيفة للنازيين الجدد في شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا.
وقال بايدن، إنّ الولايات المتحدة تواجه “تصاعدا في التطرف السياسي، وتفوق العرق الأبيض، والإرهاب الداخلي الذي يجب أن نواجهه وسنهزمه”.
حفل تنصيب بايدن رغم أنه كان ضخما، وجرى بموجب التقليد السائد، كان مختلفا عن السابق مع غياب الحشود، وإغلاق ساحة ناشونال مول.
تشهد واشنطن عادة حفلات ضخمة بعد التنصيب لكن العاصمة الأميركية كانت هادئة هذه المرة.
حاول فنانون الحفاظ على هذا الزخم، ولو افتراضيا مع تنظيم عرض أنتج مسبقا تحت عنوان “الاحتفال بأميركا”.
وفي سن 78 عاما بات بايدن أكبر رئيس أميركي، وكذلك ثاني كاثوليكي يتولى الرئاسة بعد الرئيس الراحل جون إف كينيدي.
وأصبحت هاريس، وهي ابنة مهاجرين من الهند وجامايكا، أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة، وكذلك أول امأة ذات بشرة سوداء، وأول شخص متحدر من أصول آسيوية، تصل إلى منصب نائب الرئيس.
وقد واكب هاريس وزوجها دوغ أمهوف إلى حفل التنصيب، الشرطي الأسود يوجين غودمان في الكابيتول الذي أصبح بطلا عبر طرده منفذي أعمال الشغب في الكونغرس، ومعظمهم من البيض خارج قاعات مجلس الشيوخ.