مرايا – أكدت الحملة الوطنية للعودة الى المدارس “نحو عودة آمنة لمدارسنا” أهمية الالتزام بالعودة للتعليم الوجاهي لكافة المراحل والصفوف المدرسية، داعية لتغليب مصلحة الطلبة الذين قارب انقطاعهم عن المدارس نحو عام كامل.
وفيما يعود اعتبارا من اليوم وبشكل تدريجي نحو 773 ألف طالب وطالبة في مرحلة رياض الأطفال والصفوف الثلاثة الأولى والثانوية العامة إلى مدارسهم ليتلقوا تعليما وجاهياً مباشراً، شددت الحملة على أهمية الجدية بعودة جميع المراحل الدراسية لتدارك الفجوات والاختلالات التي صاحبت تجربة التعلم عن بعد وتبعاتها التي تحملها الطلبة وأهاليهم تربويًا وأكاديميًا واجتماعيًا واقتصاديا ونفسيًا.
وكما رحبت حملة نحو عودة آمنة بعودة الطلبة في الصفوف الاساسية الأولى والثانوية العامة باعتبارها مراحل تأسيس ومصيرية للطلبة، لكنها جددت مطالبتها لوزارتي التربية والتعليم والصحة بضرورة مراجعة البروتوكول المتبع، مشددة على ضرورة تطبيق نهج اللامركزية وفقا للفئات العمرية، بما يحقق توازنا ما بين الحق في الصحة والحق في التعليم.
وقالت الحملة “الالتزام بإجراءات الصحة والسلامة هي الأداة الحقيقية لضمان حماية حق أطفالنا في التعليم وحماية صحتهم، لكن التشدد في الاجراءات قد يشكل عرقلة لعملية التعليم”.
وفي هذا الصدد دعت الحملة إلى ضرورة اعادة النظر بشرط التباعد لمسافة مترين بين الطالب والآخر في الغرفة الصفية، لافتة الى أن توصيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بالمدارس دعت الى تحقيق تباعد بما لا يقل عن متر واحد بين الطالب والآخر وهو ذات الإجراء الذي اتبعته الوزارة في العودة إلى المدارس خلال الفصل الأول”.
وعادت الحملة تأكيد مطالبتها بالعودة للتعليم الوجاهي المباشر لرياض الأطفال والصفوف الثلاثة الأولى بشكل كامل ودون تناوب حيث أن نسب العدوى بين هاتين الفئتين في أدنى الحدود (1.4% و4% على التوالي) فضلا عن أن تطبيق نظام التناوب لهذه الفئة قد يسبب ارباكاً للطلبة الذين ثبت عدم مواءمة التعلم عن بعد لمرحلتهم العمرية.
وطالبت الحملة كذلك بضرورة الإسراع بعودة طلبة الصف الرابع إلى مدارسهم دون الحاجة لانتظار شهر كاملا، نظرا لأن هذا الصف تحديدا يعتبر مرحلة انتقالية ما بين المرحلة الاساسية والمتوسطة، كما ان نسبة الاصابة للطلبة دون سن 12 سنوات متدنية 4%.
كما دعت الحملة إلى ضرورة عودة التعليم فوراً ومباشرةً لطلبة الصف العاشر في نظام الشهادة البريطانية IGCSE باعتباره مرحلة مدرسية مصيرية توازي الثانوية العامة في المنهاج الوطني كما أن امتحانات الـ O Level لهؤلاء الطلبة تبدأ في نيسان المقبل، ما يعكس حاجة ماسة لضرورة استئناف التعليم الفوري لإجراء المراجعة لمواد الامتحانات.
وفيما يخص التصريحات الصادرة من وزارتي التربية والتعليم والصحة بخصوص التقييمات اليومية للمدارس وامكانية العودة الى التعلم عن بعد اعربت الحملة عن خشتيها أن “يؤدي اللجوء إلى الاغلاقات المتكررة إلى مزيد من الإرباك للطلبة، محذرة من أن العودة المتقطعة ستعرقل الجهود المبذولة لتعويض الطلبة ليس عن الفاقد التعليمي فقط بل كذلك الفاقد الاجتماعي والنمائي و الضرر النفسي الذي لحق بالطلبة خصوصا للفئات العمرية الأصغر سنا”.
وأعربت الحملة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي يقدمها المعلمون سواء من الناحية من الأكاديمية التي ستبذل لتعويض الطلبة عن الفاقد الأكاديمي وكذلك الجهود لتحقيق وتطبيق بروتوكول الصحة والوقاية من فيروس كوفيد 19، مؤكدة في ذات الوقت على دور أولياء الأمور في رفع وعي أبناءهم والالتزام بالإرشادات الصحية والوقائية للحد من انتشار الفيروس.
وشددت الحملة على ضرورة أن تكون العودة للمدرسة ليست فقط مختلفة من ناحية الاجراءات الصحية إنما ايضا مختلفة من ناحية المحتوى الأكاديمي المقدم للطلبة بحيث يراعي قدرات الطلبة والفاقد الأكاديمي الذي أصابهم نتيجة التعلم عن بعد، فضلا عن تصميم برامج مخصصة لتعويض الفاقد الاجتماعي لدى الطلبة وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية والحياتية.
وفيما يخص عملية التعلم عن بعد، أعادت الحملة تأكيدها على أهمية الحق بالاختيار للتعليم سواء وجاهي أو عن بعد، مع ضرورة مراعاة تطوير المنصات لتكون تفاعلية وضمان المتابعة المباشرة بين المدرسة والمعلمين مع طلبتهم الذين اختاروا التعلم عن بعد لضمان أن لا يكون خيار التعلم عن بعد شكلا من أشكال التسرب المدرسي.